أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-4-2017
922
التاريخ: 6-12-2018
1101
التاريخ: 11-4-2017
1163
التاريخ: 30-06-2015
1214
|
ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﺸﺨﺺ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺤﻖ ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ. ﻭﻫﻲ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺯﻣﺎﻥ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺃﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ، ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻛﺎﻥ ﻟﻄﻔﺎ، ﻓﻔﻌﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺟﺐ. ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻛﺒﻴﺮﻫﺎ ﻭﺻﻐﻴﺮﻫﺎ ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻮ ﺟﺎﺯ ﻋﻠﻴﻪ ﻻﻓﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺇﻣﺎﻡ، ﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺍﻟﻤﺤﻮﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻴﻪ. ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﺼﻮﺻﺎ ﻋﻠﻴﻪ، ﻷﻥ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻃﻦ ﻻ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﻋﻼﻡ ﺍﻟﻐﻴﻮﺏ. ﻭﺍﻟﻨﺺ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ، ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺈﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻋﻨﺪ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ. ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، ﻷﻧﻪ ﻣﺘﺒﻊ ﻓﻴﻬﺎ. ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﺠﺎﻋﺎ، ﻷﻥ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻣﻮﻛﻮﻝ ﺇﻟﻴﻪ. ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺑﻼ ﻓﺼﻞ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻟﻮﺟﻮﻩ:
[الوجه] ﺍﻷﻭﻝ: ﻣﺎ ﺛﺒﺖ ﻣﻦ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻏﻴﺮﻩ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ. ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻄﻠﺖ ﺇﻣﺎﻣﺔ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻤﻦ ﺃﺩﻋﻴﺖ ﻟﻪ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻩ ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻟﻪ ﻭﺇﻻ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺤﻖ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﺔ.
ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻧﻪ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻣﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻰ ﺇﻣﺎﻣﺘﻪ ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻣﺎﻣﺎ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺴﻤﺎﻥ: ﺟﻠﻲ ﻭﺧﻔﻲ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺠﻠﻲ ﻓﻤﺎ ﻧﻘﻠﺘﻪ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺧﻠﻔﺎ ﻋﻦ ﺳﻠﻒ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻣﻦ ﻧﺼﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻹﻣﺎﻣﺔ ﻧﺼﺎ ﻻ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﻗﻠﺘﻬﻢ، ﻷﻥ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻳﺸﻬﺪ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻟﻤﻌﺘﺒﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﺗﺮ، ﻭﻫﻢ ﻣﻨﺘﺸﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻵﻓﺎﻕ، ﻭﻗﺪ ﻃﺒﻘﻮﺍ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﻭﻣﺘﻜﻠﻤﻴﻦ ﻭﻗﺮﺍﺀ ﻭﺃﺩﺑﺎﺀ، ﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﻬﻢ ﺇﻻ ﻣﻜﺎﺑﺮ. ﻭﻟﻨﺸﺮ ﺇﻟﻰ ﺷﺊ ﻣﻤﺎ ﺭﻭﻭﻩ: ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺣﻴﻦ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ -: ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻮﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻃﺎﻋﺘﻬﻢ ﺑﻄﺎﻋﺘﻪ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﻢ ﺧﻠﻔﺎﺋﻲ ﻭﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻌﺪﻱ، ﺃﻭﻟﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺛﻢ ﻋﺪ ﺍﻷﺋﻤﺔ - ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ - (1) ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺳﻤﺮﺓ ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺭﺷﺪﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺑﻌﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ، ﻓﺈﻧﻪ ﺇﻣﺎﻡ ﺃﻣﺘﻲ ﻭﺧﻠﻴﻔﺘﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻱ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻔﺎﺭﻭﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻣﻦ ﺳﺄﻟﻪ ﺃﺟﺎﺑﻪ ﻭﻣﻦ ﺍﺳﺘﺮﺷﺪﻩ ﺃﺭﺷﺪﻩ، ﻭﻣﻦ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺤﻖ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﺟﺪﻩ، ﻭﺃﻥ ﻣﻨﻪ ﺇﻣﺎﻣﻲ ﺃﻣﺘﻲ ﻭﺳﻴﺪﻱ ﺷﺒﺎﺏ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺗﺴﻌﺔ ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺗﺎﺳﻌﻬﻢ ﻗﺎﺋﻢ ﺃﻣﺘﻲ ﻳﻤﻸ ﺍﻷﺭﺽ ﻗﺴﻄﺎ ﻭﻋﺪﻻ ﻛﻤﺎ ﻣﻠﺌﺖ ﻇﻠﻤﺎ ﻭﺟﻮﺭﺍ ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻃﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻃﻼﻋﺔ ﻓﺎﺧﺘﺎﺭﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺠﻌﻠﻨﻲ ﻧﺒﻴﺎ، ﺛﻢ ﺍﻃﻠﻊ ﺛﺎﻧﻴﺎ ﻓﺎﺧﺘﺎﺭ ﻋﻠﻴﺎ، ﺛﻢ ﺃﻣﺮﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﺗﺨﺬﻩ ﺃﺧﺎ ﻭﻭﻟﻴﺎ ﻭﻭﺻﻴﺎ ﻭﺧﻠﻴﻔﺔ ﻭﻭﺯﻳﺮﺍ، ﻓﻌﻠﻲ ﻣﻨﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﻋﻠﻲ (2) ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺧﺒﺮ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻭﻫﻮ ﻣﺸﻬﻮﺭ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ. ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻫﺬﻩ ﺁﺣﺎﺩ؟ ﻗﻠﻨﺎ: ﺣﻖ ﻟﻜﻦ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻣﺘﻮﺍﺗﺮ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻛﺮﻡ ﺣﺎﺗﻢ ﻭﺷﺠﺎﻋﺔ ﻋﻨﺘﺮﺓ ﻣﺘﻮﺍﺗﺮ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻔﺮﺩﺍﺕ ﺃﺧﺒﺎﺭﻫﻢ ﺁﺣﺎﺩﺍ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺨﻔﻲ ﻓﻘﻮﻟﻪ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ -: ﻣﻦ ﻛﻨﺖ ﻣﻮﻻﻩ ﻓﻌﻠﻲ ﻣﻮﻻﻩ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻭﺍﻝ ﻣﻦ ﻭﺍﻻﻩ ﻭﻋﺎﺩ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺍﻩ ﻭﺍﻧﺼﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﺮﻩ ﻭﺍﺧﺬﻝ ﻣﻦ ﺧﺬﻟﻪ ﻭﺃﺩﺭ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻌﻪ ﻛﻴﻒ ﻣﺎ ﺩﺍﺭ ﻭﻗﻮﻟﻪ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ -: ﺃﻧﺖ ﻣﻨﻲ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ: ﺳﻠﻤﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺈﻣﺮﺓ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ (3). ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺧﺒﺮ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮ: ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺋﺘﻨﻲ ﺑﺄﺣﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻚ ﻳﺄﻛﻞ ﻣﻌﻲ.
ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻣﺎﻣﺘﻪ، ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: 55] ﻭﻟﻢ ﺗﺜﺒﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺇﻻ ﻟﻌﻠﻲ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ -، ﻓﺈﻧﻪ ﺗﺼﺪﻕ ﻭﻫﻮ ﺭﺍﻛﻊ، ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻵﻳﺔ ﻣﺼﺮﻭﻓﺔ ﺇﻟﻴﻪ. ﻭﺇﺫﺍ ﺛﺒﺘﺖ ﺇﻣﺎﻣﺘﻪ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺛﺒﺘﺖ ﺇﻣﺎﻣﺔ ﺃﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺫﺭﻳﺘﻪ ﻟﺘﻮﺍﺗﺮ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺑﻨﺺ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ، ﻭﺑﺘﻮﺍﺗﺮ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺑﺎﻟﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﺍﻻﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ - ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ -.
و[ﻗﺪ] ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻥ ﻧﺼﺐ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻭﺍﺟﺐ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺯﻣﺎﻥ ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﻟﻄﻔﺎ، ﻭﻓﻌﻞ ﺍﻟﻠﻄﻒ ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ. ﻭﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺫﻟﻚ ﻭﺟﺐ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﻭﺇﻻ ﺧﻼ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ. [و] ﺇﻧﻤﺎ ﺍﺳﺘﺘﺮ ﻋﻦ ﺃﻋﺪﺍﺋﻪ ﺧﻮﻓﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻣﻦ ﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ﺧﻮﻓﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻋﺪﺍﺋﻪ، ﻭﻛﻤﺎ ﺟﺎﺯ ﻟﻌﻠﻲ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻭﺍﻷﺋﻤﺔ ﺑﻌﺪﻩ ﻛﻒ ﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ، ﻭﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻋﻦ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺧﻮﻓﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻳﺠﻮﺯ ﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺇﺧﻔﺎﺀ ﻧﻔﺴﻪ ﺧﻮﻓﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﻫﺪﺗﻪ، ﻭﻃﺎﺋﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﺗﺒﺘﻪ ﻭﻣﺮﺍﺳﻠﺘﻪ، ﺍﺗﻔﺎﻗﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﻪ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﺑﺠﻮﺩﻩ. ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪﻳﻦ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺣﻜﻴﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ - ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻭﻧﺴﻴﻢ ﻭﻣﺎﺭﻳﺔ ﻭﺟﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺨﻴﺰﺭﺍﻧﻲ (4) ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻮﻟﺪﻩ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺳﻨﺔ ﺳﺖ ﻭﺧﻤﺴﻴﻦ ﻭﻣﺎﺋﺘﻴﻦ، ﻭﺃﺑﻮ ﻏﺎﻧﻢ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ ﻗﺎﻝ: ﻭﻟﺪ ﻷﺑﻲ ﻣﺤﻤﺪ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻭﻟﺪ ﻓﺴﻤﺎﻩ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻭﻋﺮﺿﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ، ﻭﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺃﺑﻮ ﺣﻜﻴﻢ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﺮﻱ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻋﺮﺽ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺍﺑﻨﻪ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻧﺤﻦ ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﺭﺟﻼ ﻓﻘﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺇﻣﺎﻣﻜﻢ ﺑﻌﺪﻱ ﻭﻣﻦ ﻭﻛﻼﺋﻪ ﻭﻣﻜﺎﺗﺒﻴﻪ ﺍﻟﻌﻤﺮﻱ ﻭﺍﺑﻨﻪ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻬﺰﻳﺎﺭ ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻭﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﻭﺍﻟﺒﺴﺎﻣﻲ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺷﺎﺫﺍﻥ(5) ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﺤﺼﻰ ﻛﺜﺮﺓ ﻣﻤﻦ ﻳﺤﺼﻞ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺘﻮﺍﺗﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﺒﺎﺭﻫﻢ ﻭﺍﻻﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﻘﻞ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﻳﺰﻭﻝ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﻳﺐ. ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺍﺳﺘﺒﻌﺪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﻴﻦ ﺑﻘﺎﺀﻩ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺍﻟﻤﺘﻄﺎﻭﻝ غُفولا ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻦ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻗﻠﺔ ﺗﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻧﻘﻞ ﻣﻦ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﻤﺮﻳﻦ ﻣﺜﻞ ﻧﻮﺡ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻓﺈﻧﻪ ﻋﺎﺵ ﺑﻨﺺ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﺇﻻ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ: ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﻭﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ ، ﻭﻣﺜﻞ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻓﺈﻧﻪ ﻋﺎﺵ ﺳﺒﻌﻤﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ ﻭﺍﺛﻨﺘﻲ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻋﺎﺵ ﺃﺭﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ ﻭﺧﻤﺴﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ. ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﻧﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻟﻌﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺩﺍﺧﻞ ﻓﻲ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺘﻌﺬﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺍﻗﺘﻀﺖ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ.
... ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻋﻦ ﺍﻷﺋﻤﺔ - ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺑﺎﻟﻨﻘﻞ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻮﺍ ﺑﺄﺟﻤﻌﻬﻢ، ﻭﺃﻥ ﻣﻦ ﺟﺤﺪ ﺃﺣﺪﻫﻢ كمن ﺟﺤﺪ ﺳﺎﺋﺮﻫﻢ ﻓﻠﻨﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﻟﺼﺪﻭﻕ رحمه الله : 253.
(2) ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ 257 ﻣﻊ ﺍﺧﺘﺼﺎﺭ، ﻭﻣﻨﺘﺨﺐ ﺍﻷﺛﺮ 81 ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻛﻔﺎﻳﺔ ﺍﻷﺛﺮ ﻟﻠﺨﺰﺍﺯ.
(3) ﺭﺍﺟﻊ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﻻﺑﻦ ﻃﺎﻭﻭﺱ ﺗﺠﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻛﺎﻟﻤﺘﻮﺍﺗﺮ.
(4) ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ 424 ﻭ 430 ﻭ 431.
(5) ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻄﺒﺮﺳﻲ: ﻭﺭﺁﻩ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻛﻼﺀ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺁﺫﺭﺑﻴﺠﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺮﻱ ﺍﻟﺒﺴﺎﻣﻲ ﻭﻣﻦ ﻧﻴﺴﺎﺑﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺷﺎﺫﺍﻥ ﺍﻟﻨﻌﻴﻤﻲ. ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﻮﺭﻯ ﻃﺒﻊ ﺍﻟﻨﺠﻒ 454.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|