المقومات التاريخية والأثرية

إذا ما استعرضنا الخارطة السياحية العالمية فإننا لا نجد عليها بقعة واحدة تجتمع فيها عناصر الجذب السياحي المتنوع كما الحال بأرض فلسطين، وبالرغم مـن صـغر مساحتها إلا إننا نجد فيها المقومات السياحية المتنوعة مثل الأماكن الدينية المقدسة لدى الديانات السماوية الثلاث والتي تتركز في القدس مثل المسجد الأقصى وقبة الصخرة وكنيسة القيامة وفي بيت لحم مثل كنيسة المهد وفي الخليل مثل الحرم الإبراهيمي، تليها الأماكن التاريخية والأثرية التي خلفتها الحضارات المتعاقبة على هذه الأرض المقدسة منذ فجر التاريخ حيث كان في البداية الكنعانيين تلتهم حضارات كثيرة في هذه البقعة الصغيرة من العالم، وبها أقدم مدينة بالتاريخ وهي تـل أريحا الموجود في مدينة أريحا وكان أول من أنشأها الكنعانيون.

والتاريخ حافل في هذه المنطقة فإلى القدس أسـري بـالنبي محمـد عـليـه الـصلاة والسلام من مكة، قال تعالى سورة الإسراء / آية(1): ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير )، ويقول الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ( لا تشد الرحال إلا لثلاث مساجد، المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى ) ويقصد بالمسجد الحرام الكعبة بمكة ومسجدي هذا مسجد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام بالمدينة. وفي مدينة بيت لحم ولد السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام. وهناك أيضا في الخليل الحرم الإبراهيمي، كذلك لقد دخل الخليفة عمر بن الخطاب إلى القدس فاتحا وفي زمنه أعطى المسيحيين ما يعرف الآن بالعهدة العمرية، وغير ذلك من الأحداث التاريخية من حروب وفتوحات وأسماء قادة وملوك وشخصيات كانت عبر هذا التاريخ.(غسان ،2008).