المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



العلاقة الزوجية / الاحترام المتبادل  
  
2112   11:53 صباحاً   التاريخ: 25-4-2022
المؤلف : محمد هادي
الكتاب أو المصدر : فن الصداقة مع العائلة
الجزء والصفحة : ص27ــ39
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

بعد الوالدين، فإن الزوجة والأولاد هم أقرب الناس إلى الإنسان. ولذلك فلا بد من أن يوليهم الكثير من عنايته.

وأول مظاهر العناية أن يكون الشخص صديقاً لزوجته وليس زوجاً لها فقط. إذ لا يجوز أن تكون علاقة المرء بالناس جيدة وعلاقته بأهله سيئة.

يقول الإمام علي عليه السلام: لولده الإمام الحسن عليه السلام: «لا يكن أهلك أشقى الخلق بك»(١).

ومن الواضح إن المقصود بالأهل هنا هم الزوجة، والأولاد.

يقول رسول الله صلى الله عليه وآله: «خيركم، خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي»(٢).

ولعل البعض يرى إن تنقيصه لقدر زوجته أمر مبرر لكونها (امرأة).. إلا أن الإمام علي عليه السلام يقول: (الاستهتار بالنساء شيمة النوكى (أي الحمقى)( 3).

ويقول أيضاً: (لا تنازع السفهاء، ولا تستهر بالنساء، فإن ذلك يزرى بالعقلاء)(4).

ثم لا ننسى إن الزوجة هي نعمة إلهية.

ويقول الإمام علي عليه السلام: (الزوجة الصالحة أحد الكسبين)(5).

ويقول عليه السلام: «الزوجة الموافقة إحدى الراحتين»(6).

ويقول عليه السلام: الانس في ثلاثة:

ـ الزوجة الموافقة.

ـ والولد الصالح.

ـ والأخ الموافق(7)

ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله: «من سعادة المرء المسلم الزوجة الصالحة والمسكن الواسع، والمركب الهني، والولد الصالح»(8).

وقال رجل لموسى عليه السلام يا كليم الله سل ربك سبحانه وتعالى أن يعجل لي الجنة.. فأوحى الله إليه: {قد فعلت لأني أعطيته امرأة جميلة موافقة}(9).

ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله: «ما زال جبرائيل يوصيني بالنساء حتى ظننت أنه سيحرم طلاقهن»(10).

ويقول صلى الله عليه وآله أيضاً:

«أوصانى جبرائيل عليه السلام بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها إلا من فاحشة مبينة»(11).

وفي الحديث: «ما أظن رجلاً يزداد في الإيمان خيراً إلا إزداد حباً للنساء».

ويقول: «كل من اشتد لنا حباً أشتد للنساء حباً»(12) :

وهنا وصية لإقامة علاقة زوجية على أسس متينه.

ـ الاحترام المتبادل

إن زوجتك مخلوقة من قبل الله (عز وجل) ولست مالكها، ومولاها بل هي زميلتك في الحياة، وشريكتك في العيش، وصاحبتك في هذه الدنيا. فلها ربها، وسيدها، ومولاها . فلا بد أن تحترمها كما تحترم أي إنسان في المجتمع.

وإذا كان الخالق واحداً، وهو الله تعالى فإن من واجب كل طرف، أن يحترم الطرف الآخر كزميل له في الخلق. فلكل طرف آمال، ورغبات، وكرامة، وعزة، ولا يجوز لأحد أن يتجاوز امال الطرف الآخر، وأن يهين عزته، ويسحق كرامته، لصالح عزته، وكرامته هو.

وكما أنك تنتظر من زوجتك أن تحترمك فهي أيضاً تنتظر منك ذلك.

واعلم أن زوجتك، ليست «طباخة» لديك، أو «كناسة» في بيتك أو «لعابة» فوق سريرك بل هي شريكة حياتك.

يقول الله تعالى: {الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً} [النساء: 1]. إذن هي منك، وأنت منها.

يقول رسول الله صلى الله عليه وآله: «من أتخذ زوجة فليكرمها»(13).

ويقول صلى الله عليه وآله أيضاً:

«أيما رجل ضرب امرأته فوق ثلاثة أقامه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق فيفضحه فضيحة ينظر إليها الأولون والآخرون»(14).

ويقول صلى الله عليه وآله: «أيضرب أحدكم المرأة ثم يظل معانقها»(15)؟ ! .

وفي الواقع أن إحترام الزوجة يدفعها إلى النجاح في علاقاتها مع الزوج. فحينما يحترمها الزوج فإن العلاقة - بينهما — ستكون علاقة محبة، ومودة.

حيث أن من غرائز المرأة أنها تريد أن تكون «محمية» من قبل الرجل فإذا أشعرها الزوج، بأنها محبوبة، ومحترمة، فهي ستحاول بدورها أن تحترم الزوج، لتحافظ على حمايته لها!.

ذكر الكوفيون إن سعيد بن القيس الهمداني رأى (الإمام علي عليه السلام) يوما في شدة الحر في فناء حائط فقال:

يا أمير المؤمنين بهذه الساعة؟!

فقال عليه السلام: ما خرجت إلا لأعين مظلوماً أو أغيث ملهوفاً، فبينما هو كذلك إذ أتته امرأة قد خلع قلبها لا تدري أين تأخذ من الدنيا حتى وقفت عليه فقالت:

ـ يا أمير المؤمنين ظلمني زوجي وتعدى علي وحلف ليضربني، فاذهب معي إليه.

فطأطأ رأسه ثم رفعه وهو يقول :

ـ لا والله حتى يؤخذ للمظلوم حقه غير متعتع. ثم ألتفت إليها قائلاً: وأين منزلك؟

فقالت: في موضع كذا وكذا، فأنطلق معها حتى انتهت إلى منزلها فقالت:

ـ هذا منزلي قال: فسلم فخرج شاب عليه إزار ملون فقال: إتق الله فقد أخنت زوجتك.

فقال: وما أنت وذاك، والله لأحرقنها بالنار لكلامك.

وكان علي عليه السلام إذا ذهب إلى مكان أخذ الدرة بيده والسيف معلق على كتفه فمن حل عليه حكم بالدرة ضربه، ومن حل عليه حكم بالسيف عاجله، فلم يعلم الشاب إلا وقد اصلت السيف على رأسه قائلاً له:

ـ «آمرك بالمعروف وأنهاك عن المنكر وترد المعروف؟ تب وإلا قتلتك.

وأقبل الناس من السكك يسألون عن أمير المؤمنين عليه السلام حتى وقفوا عليه. فعرف الشاب أنه يواجه أمير المؤمنين، فاسقط في يده، فقال معتذراً:

ـ يا أمير المؤمنين أعف عنى عفا الله عنك، والله لأكونن أرضاً تطأني بالدخول إلى منزلها وانكفأ وهو يتلو قوله تعالى:

«لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس الحمد لله الذي أصلح بين امرأة وزوجها يقول الله تبارك وتعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 114](16).

ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله:

«خير الرجال من أمتي الذين لا يتطالون على أهلهم ويجنون عليهم ولا يظلمونهم ثم قرأ (الرجال قوامون على الناس بما فضل اله بعضهم على بعض)(17).

إن من الخطأ أن يتعامل الواحد منا مع زوجته، باعتبارها آلة للمتعة، أو بصفتها خادمة، أو مصنعاً لانتاج الأولاد، فيكون حواره معها، بطريقة إصدار الأوامر: «إفعلي، ولا تفعلي» من دون أن يفتح معها حواراً حول الحياة وأمور العائلة..

فلكي تكسب ود زوجتك حاول أن تستشيرها في كافة القضايا التي تهمك، وتهمها. وإذا لم تأخذ برأيها، حاول أن تقنعها.

ولك الحق أن تخالفها، ولكن مع الحفاظ على الإحترام لرأيها. لأن في مجرد استشارتك لها احتراماً لها، وكأنك افترضت لها مقاماً تستطيع أن تستند عليه.

يقول الإمام علي عليه السلام: «شاوروهن، وخالفوهن»(18).

وكأن الإمام يأمر الزوج بالمشاورة مع زوجته حتى وإن كان يريد العمل بخلاف ما تشير عليه، لأن إهمالها أشد عليها من مخالفته لها.

ومن الأزواج من يقول لزوجته: «من أنت حتى تشيري على برأيك؟ ماذا تعرفين من الدنيا»؟ وهو بذلك لا يهين رأيها فحسب، بل يهين كرامتها، وشرفها، وعزتها أيضاً!.

يقول رسول الله صلى الله عليه وآله:

(استشر زوجتك، حتى وإن لم تكن تريد أن تعمل برأيها).

ذلك إن أي إنسان سوف يحاول إثارة عقله، وإعمال ذهنه عندما يستشار، فإذا كان من يستشره الرجل زوجته، فإنها ستصبح بمرور الزمن، مفكرة، وعاقلة، ومدبرة فعلا، حتى وإن لم تكن كذلك قبل ذلك.

ومن هنا فلا بد أن يكون الزوج صديقاً لزوجته، وليس مجرد زوج لها - كما لا بد أن تكون الزوجة - من طرفها ـ ومستشارة له وفي غير هذه الصورة، سيجد كل طرف، أنه وصل إلى طريق مسدود مع الطرف الآخر، وتتحول العلاقة بينهما، إلى علاقة ميكانيكية بيولوجية بحتة. ومثل هذه العلاقة لن تدوم!.

فحتى لو تزوج الرجل من فتاة أحلامه وكان بينهما حب مسبق، ولكن لم تتوطّد بينهما صداقة حميمة، فسيأتي يوم سيتعجبان، كيف كان كل منهما يحب الآخر؟

لقد أتاني ذات يوم شاب وقال: قبل الزواج كنت لا أحب امرأة غير زوجتي، وكنت أعشقها، وتعشقني ولربما كنت أحب إطالة النظر إلى باب دارها!.

وكان كل ما يتعلق بها محبوباً عندي ولكن بعد الزواج أصيبت علاقتنا بالفتور ثم بالتنافر، واليوم أتعجب كيف كنت أحبها، أنا الآن لا أطيق حتى النظر إليها، ولا أدري لماذا؟!

فقلت له :

مشكلتك أن الحب بينك وبينها لم يتحول إلى علاقة إنسانية، وإنما بقيت العلاقة ميكانيكية. ومثل هذه العلاقة ليست ناجحة في الإنسان .

ذلك أن في الانسان بعدين: روحي، وجسمي.

فأنت لا تريد أن تأكل فقط، بل تريد أن تأكل باحترام فإذا قدم لك الطعام في مزبلة فلن تطيقه، بل تفضل أن تعيش جائعاً، على الأكل فيها.

والرجل يبحث عن الجنس، ولكن ليس بأي شكل من الأشكال. بل الجنس الذي يشبع فيه نهمه الروحي، كما يشبع منه شبقه الجسمى.

فهو يريد إشباع رغباته، وشهواته ضمن الإطار الانساني، بينما الحيوان ينطلق في غريزته بعيداً عن ذوق الجمال فهو يأكل في أي ظرف، ويمارس الجنس كيفما كان، غير أن الانسان يبحث عن اللذة الجنسية، ولكن ليس في أي شكل بل في ظروف تسودها المحبة والرحمة».

وكما على الزوج أن يحترم زوجته فإن عليها أن تحترم زوجها، وأن تساهم هي في عقد الصداقة معه. ولها في ذلك الأجر والثواب.

يقول الإمام الصادق عليه السلام:

«إن قوماً أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: يا رسول الله إنا رأينا أناساً يسجد بعضهم لبعض فقال رسول الله صلى الله عليه وآله                             لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها»(19).

وأقل ما هو مطلوب ـ غير السجود ـ، هو أن تحترم زوجها.

وهكذا فلا يجوز أن تسود العلاقة الزوجية كلمات تنم عن قلة الاحترام لأن ذلك ناتج من قاعدة واحدة، وهي: عدم وجود الصداقة بين الزوجين.

يقول الحسن بن أبي العلاء:

«كنت جالساً عند أبي عبد الله عليه السلام، إذ جاء رجل يشكو امرأته فقال عليه السلام:

ـ آتيني بها.

فاتاه بها فقال الإمام عليه السلام:

ـ ما لزوجك يشكوك، ؟

فقالت: - فعل الله به وفعل (أي أنها تكلمت عليه) فقال لها أبو عبد الله عليه السلام.

ـ أما أنك إن ثبت على هذا لم تعيشي إلا ثلاثة أيام، فقالت: - والله ما أبالي ما أبالي إن لا أراه ابداً.

فقال أبو عبد الله عليه السلام لزوجها :

ـ «خذ بيدها فليست تبيت في بيتك أكثر من ثلاثة أيام» .

يقول ناقل الحديث: «فلما كان اليوم الثالث دخل علينا الرجل، فقال له أبو عبد الله عليه السلام:

ـ «ما فعلت زوجتك؟

قال: «والله دفنتها الساعة».

فقلت جعلت فداك ما كان حال هذه المرأة.

فقال عليه السلام: - كانت متعدية عليه فبَتر الله له عمرها وأراحه منها»(20).

إن الله تعالى هو الذي يجعل المودة بين الزوجين كما يقول: {وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21]. فإذا قطع أحد الطرفين ثلث المودة فهو يقطع حبل الله بينهما وهذا ما يؤدي إلى أن يقطع الباري حبل عمره.. ومن هنا فإن زرع المحبة في الجو العائلي، هي مسؤولية الزوجين معاً ولا يجوز أن يقطعها أحدهما بأي حال من الأحوال.

وقد تسأل: كيف أصنع، هل المحبة والمودة بيد الإنسان؟.

والجواب: نعم، لا شك في ذلك. فحاول أن تركز على شيء وتهتم به، وتوحي إلى نفسك بحبك له، وسرعان ما ستجد بمرور الزمن أنك تحبه فعلا. فلماذا لا تزرع محبة زوجتك في قلبك؟

________________________________

(1) تحف العقول ص82.

(2) مكارم الأخلاق ص216.

(3) غرر الحكم 408/م9359.  

(4) غرر الحكم 408/9384.  

(5) غرر الحكم 405/ح9281.

(6) غرر الحكم 405/ح9281.

(7) غرر الحكم 405/ح9283.

(8) الجعفريات ص99.

(9) ضالة الخطيب ص174 عن نزهة المجالس.

(10) عوالي اللئالي 1/254.

(11) الكافي 5/512/6.

(12) مستطرفات السرائر ص636.

(13) دعائم الاسلام 2/158، الجعفريات ص157.

(14) عوالي اللئالي 1/254.

(15) الكافي 5/509/1.

(16) الاختصاص للمفيد ص ٥٧.

(17) مكارم الاخلاق ص٢١٨.

(18) عوالي اللئالي 1/289.

(19) الكافي 5/507ـــ508/6.

(20) مناقب آل أبي طالب 4/224. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.