المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أنـواع اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
المحرر العلمي
2024-11-28
المحرر في الصحافة المتخصصة
2024-11-28
مـراحل تكويـن اتجاهات المـستهـلك
2024-11-28
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28

التدريب وإدارة الجودة الشاملة
30-6-2016
«الإيمان» و«العمل»
25-09-2014
Chromosomes Have Banding Patterns
22-3-2021
Trillion
9-8-2020
Counting Atoms by the Gram
2-8-2020
تفسير قوله تعالى : {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ...}
14-06-2015


طبيعة عمل النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله )  
  
2212   10:52 صباحاً   التاريخ: 20-4-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 2، ص100-102
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /

إنّ النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) الذي كان يعيش همّ الرسالة الإسلامية بذل قصارى جهده في التبليغ والنصح لبناء مجتمع رسالي رصين يقاوم كلّ الظروف حتى يسود الإسلام بقاع الدنيا ، وقد عمل ( صلّى اللّه عليه وآله ) على محورين رئيسين هما : توعية الامّة بوصفها الرعيّة بالمقدار الذي تتطلبه الرعيّة الواعية من فهم وثقافة وقدرة على ممارسة الحياة الإسلامية كما أرادها اللّه سبحانه ، وكان لعليّ ( عليه السّلام ) دور فاعل في هذا المحور ، فانّه يمكننا القول بأنّ النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) كان مشغولا بتوسيع رقعة المجتمع الإسلامي طوليا ، وكان عليّ ( عليه السّلام ) مشغولا بتعميق الرقعة عرضيا ، فكانت مهمّته تكملة لمهمّة النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) .

والمحور الآخر هو إعداد وتوعية الصفوة التي اختارها اللّه سبحانه لتخلف النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) في غيابه لقيادة المجتمع والرسالة الإسلاميّة وصيانتها عن الانحراف والزيغ ، إعدادا على مستوى قيادة التجربة وعلى مستوى الحاكمية عليها ، وقد أعدّ النبيّ عليّا ليتسلّم التجربة الإسلاميّة من بعده من خلال إشراكه في كلّ المواقف المهمّة والمعقّدة والصعبة ومن خلال تثقيفه ثقافة خاصة لم يشاركه أحد فيها ، فقد روي عنه ( عليه السّلام ) أنّه قال : « علّمني رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) من العلم ألف باب يفتح من كلّ باب ألف باب »[1].

وكان عليّ ( عليه السّلام ) يتمتّع بمؤهّلات ولياقات عالية أهّلته أن ينال ثقة النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) المطلقة في قوله وفعله ، فنجد أنّ النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) أخذ عليّا صغيرا وتعهّده وربّاه ، فلازمه طوال فترة حياته ، وما أن مضت فترة على الدعوة الإسلامية ؛ حتى أعلن النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) عن اتّخاذه عليّا ( عليه السّلام ) أخا ومؤازرا له في دعوته ، وكرّر هذا الإعلان في مواطن عديدة ، بل اتّخاذه أخا ومساويا له في كلّ شيء ما عدا النبوّة .

وحين توضّحت شخصيّة عليّ ( عليه السّلام ) ؛ بدأ النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) يكلّفه نيابة عنه في المهمّات التي لا يمكن أن يقوم بها أحد غير النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) أو شخص كنفسه ، مثل :

المبيت في فراش النبيّ ليلة الهجرة ؛ وردّ الودائع ، وحمل الفواطم إلى المدينة .

ومن درجة اهتمام النبيّ بعليّ في هذه المرحلة ؛ أنّه لم يدخل المدينة عند هجرته إليها ، وصرّح بعدم اتّخاذها مقرّا جديدا له حتى يلتحق عليّ به ، وتبليغ سورة « براءة » مثال آخر فقد أخذ عليّ ( عليه السّلام ) السورة من أبي بكر وبلّغها .

وحين اضطرّ النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) للمواجهات العسكرية لم يكن يعطي رايته إلّا لعليّ ( عليه السّلام ) ، وكان يرسله في كلّ المواقف المستعصية التي تتطلّب كفاءة عالية ، فكان عليّ ( عليه السّلام ) يؤدّيها على أتمّ وجه .

وفي مرحلة جديدة بعد أن امتاز عليّ ( عليه السّلام ) من غيره من الصحابة بصدق سريرته وعمق إيمانه وتفانيه من أجل العقيدة والمبدأ أشار النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) إلى أهميّة أهل بيته ( عليهم السّلام ) ووجودهم وعظيم حبّه لهم ، وميّز عليّا ( عليه السّلام ) ، وقد دعم القرآن الكريم موقف النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) بقوله : {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23].

وأشار النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) إلى طهارة عليّ وأهل بيته من الرجس المادي والمعنوي ، ولم يأذن لأحد بالمرور بمسجده على كلّ حال إلّا لعليّ .

ولم يزل النبيّ يوجّه القاعدة الشعبية للالتفاف حول عليّ ، ويأمرهم بحبّه والتعلّق به عند حلول المشاكل أو المستجدات المستعصية ، ووضّح لهم ضرورة فهم شخصية عليّ ( عليه السّلام ) في شدّة إيمانه وقوّته في ذات اللّه وعمق فهمه للعقيدة الإسلامية وسعة علمه ، فكانت الأحاديث : « أقضاكم عليّ . أعلمكم عليّ . أعدلكم عليّ » وقد أثبتت الأحداث والوقائع صحّة ذلك .

وفي آخر منسك من مناسك الإسلام أشرك النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) عليّا في حجّه دون غيره من المسلمين وقد صرّح بذلك ، وقاما معا بنحر الهدي .

كانت هذه الخطوات إعدادا وتهيئة الأرضية لإعلان الغدير حين وقف النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) بعد إتمام مراسم حجّة الوداع ليعلن للملأ أنّه سيغادر الدنيا ويخلف عليّا كقائد ومرجع للامّة بعده ، وأنّ هذا الإعلان والتنصيب صادر عن اللّه تعالى ، وتمّت بيعة الناس لعليّ ( عليه السّلام ) بإمرة المؤمنين ونزل الوحي الإلهي ببلاغ تمام النعمة وكمال الدين .

 

[1] أئمّة أهل البيت تنوّع أدوار ووحدة هدف ، الشهيد السيد محمد باقر الصدر : 95 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.