أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-12-2020
1741
التاريخ: 6-5-2022
1210
التاريخ: 14-4-2022
1447
التاريخ: 2023-06-27
1531
|
بعد أن اختار المحرر فكرته ونجح في أن يوفر لها أكثر من شرط من شروط الصلاحية التي ساعدته في إقناع رئيس التحرير أو نائبه أو رئيس قسمه بجدارته، وبعد أن اقتنع الرؤساء أيضاً بأن هذا المحرر يستطيع القيام بإعداد هذه الفكرة وتنفيذها في شكل حديث صحفي على أفضل وجه وأتمه، يكون المحرر أمام المرحلة التالية من خطوات العمل، تلك هي مرحلة دراسة موضوع الحديث..
فعلى طريق تناولنا لهذا المرحلة الهامة، لا بد لنا من الإشارة إلى عدد من الأمور التي تتصل بها عن قرب، لكي يحصل المحرر الجديد على كل فائدة تقدمها خطوات العمل المختلفة، ويستبين أبعادها وملامحها مرحلة مرحلة وخطوة خطوة، ومن تلك الأمور:
أ) قد يلجأ بعض رؤساء المحرر في عمله الصحفي من حين لآخر الى تكليفه هو أو تكليف محرر غيره بإجراء حديث سريع وحالي مع شخصية من الشخصيات الهامة، لأن الصحيفة تريد هذا الحديث الفوري، أو تريد هذه المجموعة من الأحاديث العاجلة.. وفي هذه الحالة لا يتمكن المحرر من القيام بهذه الخطوة على أكمل وجه وأتمه.
ورغم أن ذلك يبدو واقعا تعيشه الصحفي والمجلات في عصر السرعة، والسبق
الصحفي، وهو لم يعد سبقا إخباريا فقط، بل امتد إلى السبق بتنفيذ ونشر المواد والفنون التالية لخبر من الأخبار المرتبطة به عن قرب. خاصة بالنسبة للشخصيات التي تحتم أعمالها وربما ظروف سفرها آو تواجدها بالبلد القيام بمثل هذا التنفيذ السريع جداً. بالإضافة إلى أن بعض متطلبات التحرير قد تودي إلى القيام يذلك لأن الحديث الصحفي - مثلا - يرتبط بخبر هام جداً يعرف رئيس التحرير انه سوف يعلن عنه أو ينشر في نفس يوم نشر الحديث أو لأي سبب آخر مماثل.
ومن هنا فان رئيس التحرير يطلب إلى المحرر التوجه فورا إلى لقاء تلك الشخصية، أو تنفيذ الحديث الصحفي معها، وقد يبدو- في بعض الأوقات- أن رئيس العمل يكون مضطراً إلى ذلك، ومع ذلك فمن الأفضل الإقلال منها قدر المستطاع، فإذا لم يكن هناك عذر ضروري قاهر فإن دور الحديث الصحفي ومهمته، والحاجة إلى إتقان العمل، جميعها تدعو الى التريث والتنفيذ المتمهل الذي يقوم على أساس من دراسة موضوع الحديث، ودراسة شخصه أو أشخاصه. دراسة كاملة ومتقنة، باستثناء مثل تلك الأحاديث التي تحتاج إلى السرعة في التنفيذ والنشر. والتي ينبغي أن يقوم بها المحرر الممارس لمجرب، قبل غيره، لكي يتمكن من القفز ولو بنسبة قليلة- فوق حاجز الإعداد الذي يشمل خطوات عديدة، من أهمها دراسة موضوع الحديث.
ب) تدعو بعض المراجع الانجليزية والأمريكية ، وكذلك عدد من الصحفيين أيضاً، إلى أن تكون هذه الخطوة الهامة- دراسة موضوع الحديث- تالية لخطوة أخرى هي دراسة شخصية المتحدث أو الشخصيات التي ينتظر أن تجرى معها اللقاءات، ودعموا دعوتهم لذلك بتساؤلات طرحوها، وهي: ماذا لو أجهد المحرر نفسه في دراسة موضوع الحديث، ثم رفض أكثر المتحدثين أن يعلقوا أو رفضت المقابلة من أساسها؟ يريدون بذلك أن وقت المحرر سوف يذهب هدرا. وهو وقت هام ويمكن أن بشغله ألوان أخرى من النشاط الصحفي. ونحن لا نتفق مع هؤلاء إلا في حالة كون الحديث الصحفي حديث الشخصية أو الحديث الشخصي فقط، فهو الذي يمكن. أن تبدأ خطواته بدراسة لها، أما بالنسبة لأنواع الأحاديث الأخرى فان البدء بدراسة موضوع الحديث يكون أكثر فائدة.. وذلك للأسباب التالية:
- لن يعجز المحرر وجود الشخص الذي يتحدث، فإذا رفض شخص ما الحديث، فان هناك حتماً المجموعة الأخرى من الشخصيات البديلة التي لن ترفض، والتي يكون من واجب المحرر البحث عنها.
- ان الجهد الذي يبذله المحرر في دراسة الموضوع- مثله مثل أي جهد آخر يبذله المحرر- لن يضيع هدراً ولا يمكن أن يضيع هدراً وإنما سيكون رصيداً إضافياً يضاف إلى مصونات المحرر، الذي يكون عليه أن يقراً وأن يتابع وان يثقف.. ومن هنا فانه سيقدم له فوائد عديدة، ان لم يكن خلال هذا الحديث، ففي حديث اخر، وربما في مجال تحريري اخر، ولن تضيع كلمه او معلومة او خبر هدرا كما يصور هؤلاء، وتبدو هذه الحالة اكثر اهميه بالنسبة للمحرر الجديد الذي يكون اكثر حاجة لمثل هذا الرصيد الثقافي الذي يفيده على طريق مستقبله النامي.
- ان دراسة الموضوع والفهم الكامل له يساعد المحرر في الوصول الى الشخص المناسب للحديث، او بمعنى ادق الشخص المناسب للموضوع المناسب والذي يعرفه اكثر من غيره، ومن ثم يكون اهلا لثقه القراء، وتكون لمعلوماته وارائه ومواقفه اثارها على عقولهم.
وكثيرا ما سمعنا بعض المتحدثين من الصادقين مع انفسهم يردون على المحرر بقولهم: انا لست الشخص المناسب للادلاء بالراي في هذا الموضوع وقد يتكرم بعضهم بأحالة المحرر الى الشخص المناسب، ولكن دراسة الموضوع تكون اكثر جدوى، من هذه الزاوية.
كذلك تفيد دراسة الموضوع كثيرا في حالات الاتصال المبدئي مع الاشخاص وحيث يكون من السهولة ان يدرك المتحدث، ومن خلال حديث تليفوني عابر انه امام صحفي يعرف عن موضوعه شيئا ما او شيئا لا يستهان به، ومن هنا يعطي الانطباع الاول بالجدية المطلوبة، وقد يؤدي ذلك في احيان كثيرة الى اهتمام متزايد من جانب الشخصية نفسها بهذا اللقاء، فبدلا من اللقاء العابر، فأنها قد تعد او تامر بأعداد الملفقات الهامة والمعلومات والاحصائيات والخرائط والرسوم، وغيرها، مما يبشر بحديث ناجح يفيد منه القراء والمجتمع نفسه.
لهذه الاسباب كلها، يدعو العديد من ذوي الاختصاص والخبرة الى ان تكون دراسة الموضوع سابقة على دراسة الشخصية، ويرى د. محمود ادهم من
الأفضل أن تتم دراسة الموضوع على خطوتين- باستثناء الإعداد لأحاديث الشخصية- هما:
الخطوة الأولى هي عبارة عن نظرة عامة على بعض الأمور المتصلة بالموضوع نفسه: قصته، تطوره وأشخاصه وأهم المعلومات المتصلة يه، والهدف منها أن تقف جميعها من خلف الفكرة تؤيدها وتساندها وتكون سلاحاً في يد المحرر يشهره في مواجهة الرافضين لها أو لتنفيذها حلال الاجتماعات العامة أو الخاصة وحيث يسهل الدفاع عن الفكرة لأن المحرر يعلم كثيراً عنها استناداً إلى هذه الدراسة المبدئية.
والخطوة الثانية: هي مرحلة الدراسة الهادئة المتأنية، والتي يتقرد بشأنها أبعاد المرحلة التالية، والمراحل الأخرى.
ج) ينبغي للمحرر أن يدرك أهمية هذه المرحلة ويوليها الاهتمام اللازم والكامل إذ يعتمد على نتيجتها في معظم الأحيان النتيجة النهائية للحديث الصحفي كله، فكلما بذل المحرر مجهوداً خلال هذه المرحلة، وأعد لموضوعه عن طريق الدراسة الكاملة لجميع جوانبه وأبعاده وتطوراته وما إلى ذلك، كلما أعانه ذلك على اجتياز المراحل أو الخطوات التالية بنجاح كبير، وعلى وجه الخصوص، كلما نجح في اختيار الشخصية المناسبة، وقام بإعداد ناجح لأسئلة ناجحة، تغطى موضوعه من جميع جوانبه، وتمكن من القيام بحديث جدي، وأدار حواراً ينم عن استعداد طيب للتقدم، وتمكن واقتدار أيضاً.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|