أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-5-2022
![]()
التاريخ: 7-5-2022
![]()
التاريخ: 2025-04-03
![]()
التاريخ: 30-4-2020
![]() |
إن الصحفيين جميعهم في حاجة إلى التزود الدائم بالوان الثقافة العامة الأصيلة، في أي فرع من فروعها، وعلى أي شكل من أشكالها، ويستوي في ذلك جميع الصحفيين بدون استثناء في الصحيفة اليومية أو الأسبوعية أوفي المجلة العامة، أوفي وكالة الأنباء.
غير أن المحررين كافة، يعودون إلى الموقف الذي يصبح فيه كل منهم وهو بحاجة إلى التزود بثقافة معينة أو بفرع دون آخر من فروعها، عندما يكون في اتجاهه نحو التخصص، كأن يكون محرراً علمياً أو أدبياً أو عسكرياً، الخ، رغم ضرورة استمراره في التزود بألوان الثقافة العامة والتي لا بد منها.
الا أن بعض المحررين يكون عليهم- قبل غيرهم- أن يبقوا على حالة من حالات الثقافة العامة لأكبر وقت ممكن، وربما طوال حياتهم، لأن طبيعة أعمالهم تتطلب ذلك، وفي مقدمة هؤلاء جميع المحررين الذين يتعرضون لإجراء المقابلات وأولهم على وجه التحديد محرر الحديث الصحفي، ومحرر التحقيق الصحفي.
وبالرغم من ان معظم اشكال العمل الصحفي تقوم على إجراء المقابلات، وأن حاجة المحرر أو المندوب- في اي قسم من الأقسام- إلى إجراء المقابلات الهامة واليومية تكون شديدة للحصول على مادته، ولكن هذا المحرر آو المندوب نفسه، ومن اعترافنا بأهمية المقابلات اليومية التي يقوم بإجرائها إلا أنها- في الغالب- تصون مع نفس الشخصيات التي يقابلها يومياً ، والتي يجمع بينها عمل واحد، ومكان واحد، وأساليب متشابهة واتجاهات وظيفية متقاربة وربما تخصص واحد أيضاً ، ومن ثم يكون على المندوب آن يدعم في نفسه وعن طريق الثقافة والمعرفة هذه الاتجاهات أو التخصصات أو الاهتمامات الواحدة.
ولكن الأمريكون مختلفاً بالنسبة للمحررين الآخرين، محرر الحديث الصحفي، ومحرر التحقيق الصحفي، ليس فقط لأن الصحافة بالنسبة إليهما، كما هي بالنسبة إلى غيرهما من المحررين والقراء: المدرسة الشعبية الكبرى التي تفتح أبوابها يومياً لجماهير الشعب على اختلاف طبقاته وليس فقط لأن الأحاديث والتحقيقات تكون أكثر جذباً للقراء من بعض الوان التحرير الأخرى كالمقالات مثلا، خاصة بالنسبة للصحف والمجلات الأخبارية والشعبية تؤيدها في ذلك عوامل الجذب المختلفة كأسماء المشاهير وصورهم وحكاياتهم، وإنما لسبب فني أكثر أهمية. وهو أن محرر الحديث الصحفي، ومحرر التحقيق الصحفي، يقومان بإجراء المقابلات العديدة من وقت لآخر وهذه المقابلات تختلف موضوعاتها تماماً كما تختلف مجالاتها وتخصصاتها، ومن ثم تختلف الشخصيات التي تجرى معهم هذه المقابلات في السن والجنس والمستوى الثقافي والاجتماعي والدرجة العلمية والعادات والتقاليد وجوانب المعرفة، لذلك ينبغي على المحرر الذي يقوم بإجراء المقابلات معهم، أن يقرأ من أسبوع لأسبوع، أو من حديث لحديث، أو تحقيق لآخر موضوعات مختلفة، وأن يتابع مادة متباينة، وأن يتم اللقاء بينه وبين عدة اشخاص من مختلف الثقافات.
لذلك فإن محرر الحديث الصحفي وكذلك محرر التحقيق الصحفي يكونا أكثر من غيرهما إلى مثل هذا الاستعداد المتشعب لأن كل منهما يسأل ويناقش ويحاول ويناور، ويعتمد في ذلك كله على ثقافة متشعبة تختلف باختلاف الأشخاص والتخصصات والاتجاهات والمواقف والظروف، ومن هنا أيضاً فإننا نقول آن التعريف القديم للصحفي والذي يقول أصحابه هو الشخص الذي يقطف من كل بستان زهرة يصدق بالدرجة الأولى على هذين الصحفيين قبل غيرهما.
وأما عن الاهتمام بفرع من فروع الثقافة، فذلك لأننا نريد له أن يكون ذلك المحرر العصري الذي يكون دائماً مستعداً في كل وقت وفي أي ظرف لتنفيذ حديث مع أي شخص، إلى جانب اتجاهه نحو تخصص ما يكون مجالا لتفوقه وبروزه، وحيث يساير ذلك أحدث اتجاهات التحرير الصحفي، والاتجاهات العلمية ذاتها، وحيث أن الصحافة اليوم، وغداً ليست هي ولن تكون بحال من الأحوال صحافة العموميات".
نقول بأهمية ذلك مع علمنا بأن رئيس التحرير لن يكلف أحد المندوبين بعمل لقاء مع شخص ما إلا إذا كان يعمل في مجاله، أو يقترب من هذا المجال نفسه، بصورة من الصور، ونعلم أيضاً أن ذلك الاستعداد الذي لا بد منه لأي صحفي وكل صحفي، وهو العمل في مجالات متعددة، وإجراء لقاءات مع أشخاص قد لا يعرف حتى مجرد أسمائهم، وطالما أنه يعيش حياته صحفياً ، وطالما أنه يكون مستعداً لتلبية أوامر وطلبات رئيس التحرير آو رئيسه المباشر، فإن عليه أن يتزود بألوان الثقافة العامة، التي تعينه على ذلك كله.
بالإضافة إلى ذلك هناك نقاط أخرى عديدة يمكن ان تضاف إلى عنصر الثقافة وأهمية توافرها في هذا المحرر وهي:
- قد يحتاج المحرر إلى مناقشة أكثر من فرد معاً ، من ذوي التخصصات المختلفة، وحينذاك تبرز حاجته الملحة إلى الثقافة العامة والمتنوعة.
- تقدم الثقافة العامة والمتنوعة للمحرر فرص البروز والانتشار واجتذاب لأضواء إليه عند المقابلات المشتركة، أو المؤتمرات الصحفية أو أثناء الرحلات مما يدفعه عدة خطوات إلى الأمام.
- قد توجه إلى هذا المحرر الدعوة ليكون أحد المشاركين في مناقشه مفتوحة، أو ندوة من ندوات الرأي، أو مواجهة أو مناظرة إذاعية أو تلفزيونية مع شخصيات أخرى من مختلفي الثقافات والتخصصات وحيث يكون عليه مواجهتهم.
- ترتفع قيمة المحرر دائماً، ويكبر في عين محدثه، كلما وجده على علم بالموضوع الذي يتحدث فيه، مما يجعل من عملية المقابلة في حد ذاتها عملية سهلة، ويعمل على نجاحها.
- إن الثقافة العامة، والاتجاه الخاص يعنيان كثيراً عند إعداد أسئلة التي ينبغي إعدادها.
- تكسب الثقافة العامة محرر الحديث حصانة هامة، تساعده في التغلب على المواقف الحرجة واجتياز المصاعب التي تنشأ عند إجراء المقابلات، وكذا في الحصول على أهم الأخبار والمعلومات تقوده إليها مناقشته الواعية القائمة على أساس من المعرفة.
- لذلك كانت المقابلات الصحفية تذكر دائما بجذورها التاريخية القديمة كمجالس القبائل ومناقشات أسواق العرب في الجاهلية والإسلام، وتلك المناقشات التي كانت تدور بين الفلاسفة وفي بلاط حكام مصر القديمة، واليونان والرومان والفرس والعرب، خاصة خلال الخلافة العباسية، وخلال الندوات والمساجد والحلقات والصالونات الأدبية، فلا شك أن فرسانها المبرزين كانوا من المثقفين ثقافة أدبية أو دينية أو سياسية أو عامة تعينهم على الحوار والجدل وإقناع السامعين، الآن، ومن خلال الامتداد الزمني يبدو أن فارس المقابلة العصرية على اي شكل من أشكالها، ينبغي أن يكون من كبار المثقفين تماماً وأن يكون الصحفي الحديث هو بالدرجة الأولى رجل معلومات يحصل عليها من الآخرين ويقدمها إلى القراء.
ولكنه -بالطبع- لن يستطيع الحصول عليها إلا إذا كان مؤهلاً لذلك تأهيلاً ثقافياً يستطيع به أن يواجه التحدي، الذي تمثله صحافة المعلومات والأقمار الصناعية وأجهزة المعلومات المرئية أو التلفزيونات الفاعلة والألواح الإلكترونية التي تنبأ بها آرثر كلارك والتي تنطلق من محطات فضائية على نطاق عالمي، تنقل العلوم والمعارف الى الإنسان في كل مكان وفي التو واللحظة التي يريدها، على شكل رسوم مصورة، أو لغة عالمية أخرى يتوصل إليها.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|