المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

البنية التشريحية للجذر The root anatomy
26-2-2017
Alpha-Helix
1-12-2015
النبي يوبخ أحدى زوجاته (صلى الله عليه واله)
13-12-2014
حكومة مروان وطغيانه
2-4-2016
الايذاء والاهانة والاحتقار
16-4-2022
نيماتود تعقد الجذور على الخوخ
17-11-2016


الاستسقاء بالنبيّ ( صلّى اللّه عليه واله )  
  
2316   07:40 مساءً   التاريخ: 24-3-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة :  ج 1، ص 57-58
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /

أشار المؤرخون إلى ظاهرة الاستسقاء برسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) التي حدثت أكثر من مرة في حياته ، حين كان رضيعا وحين كان غلاما في حياة جدّه وعمه أبي طالب . فالمرة الأولى : لمّا أصاب أهل مكّة من الجدب العظيم ، وأمسك السحاب عنهم سنتين ، أمر عبد المطلب ابنه أبا طالب أن يحضر حفيده محمدا ( صلّى اللّه عليه واله ) فأحضره - وهو رضيع في قماط - فوضعه على يديه واستقبل الكعبة وقدّمه إلى السماء ، وقال : يا ربّ بحق هذا الغلام ، وجعل يكرّر قوله ويدعو : اسقنا غيثا مغيثا دائما هطلا ، فلم يلبث ساعة حتى أطبقت الغيوم وجه السماء وهطل المطر منهمرا حتى خافوا من شدته على المسجد أن ينهدم [1].

وتكرر الاستسقاء ثانيا بعد مدة وكان النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) في هذه المرة غلاما حين خرج به عبد المطلب إلى جبل أبي قبيس ومعه وجوه قريش يرجون الاستجابة ببركة النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) ، وقد أشار أبو طالب إلى هذه الواقعة بقصيدة أولها :

أبونا شفيع الناس حين سقوا به * من الغيث رجاس العشير بكور

ونحن - سنين المحل - قام شفيعنا * بمكّة يدعو والمياه تغور[2]

ونقل المؤرّخون أن قريشا طلبت من أبي طالب أن يستسقي لهم فخرج أبو طالب إلى المسجد الحرام وبيده النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) - وهو غلام - كأنه شمس دجى تجلّت عنها غمامة - فدعا اللّه بالنبي ( صلّى اللّه عليه واله ) فأقبلت السحاب في السماء وهطل المطر فسالت به الأودية وسرّ الجميع وقد ذكر أبو طالب هذه الكرامة أيضا عندما تمادت قريش في عدائها للنبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) ورسالته المباركة فقال :

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ربيع اليتامى عصمة للأرامل

تلوذ به الهلاك من آل هاشم * فهم عنده في نعمة وفواضل[3]

وكلّ هذا يعرب لنا عن توحيد كفيلي رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) الخالص وإيمانهما باللّه تعالى ، ولو لم يكن لهما إلّا هذان الموقفان لكفاهما فخرا واعتزازا . وهذا يدل أيضا على أن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) قد نشأ في بيت كانت الديانة السائدة فيه هي الحنيفية وتوحيد اللّه تعالى .

 

[1] ( 2 ) الملل والنحل : 2 / 248 ، وراجع السيرة الحلبية : 1 / 182 - 183 .

[2] ( 3 ) السيرة الحلبية : 1 / 331 .

[3] ( 1 ) السيرة الحلبية : 1 / 190 ، البداية والنهاية : 3 / 52 ، بحار الأنوار : 8 / 2 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.