أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-3-2022
3707
التاريخ: 4-08-2015
4178
التاريخ: 4-08-2015
3949
التاريخ: 4-08-2015
3442
|
1- انتشار دين التوحيد:
إذا أمعنّا النظر في أجواء دولة المهديّ، لن نجد في مجتمعه أثراً للكفر أو الشرك أو الإلحاد أو عبادة الأصنام. فسوف تتهدّم صروح دول الكفر والشرك، وسيعمّ شعار التوحيد جميعَ أرجاء المعمورة، وستؤمن المجتمعات البشريّة بالله الواحد، وستعبده تعالى من دون سواه. وقد ورد العديد من الروايات في هذا الصدد، منها ما رُوي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "... إذا خرج القائم، لم يَبقَ كافر..."[1].
وستجد البشريّة ببركة حكم الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف ضالّتها، ألا وهي كمال الوجود، وستعشقه وتخضع له، وسيُلجَم الشياطين وأتباعهم، وتُغلّ أيديهم، وستحطّم الأصنام. جاء في الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: "... ويكسر الأصنام"[2].
وستحيا الأرض الميتة مرّة أخرى بنور الإيمان، وتسري الحياة في جميع جوانب البشريّة: المعنويّة والمادِّيَّة. قال الإمام الباقر عليه السلام في تفسير الآية: ﴿اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾، يحييها الله - عزّ وجلّ – بالقائم عليه السلام بعد موتها، يعني بموتها كفرَ أهلها، والكافر ميت"[3].
2- انتشار الإسلام:
يضحي دين الإسلام الدين الرسميّ للأرض كلّها، فقد رُوي عن الإمام الباقر عليه السلام: "إنّ ذلك يكون عند خروج المهديّ من آل محمّد، فلا يبقى أحد إلّا أقرّ بمحمّد"[4].
وأقرب الوسائل لتحقّق ذلك هو خضوع العالم كلّه لحكم الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، فيسهل على الناس جميعهم التعرّف على الإسلام. عن الإمام الصادق عليه السلام: "... وليبلغنّ دين محمّد صلى الله عليه وآله ما بلغ الليل، حتّى لا يكون شرك (مشرك) على ظهر الأرض..."[5].
ويتّجه كلّ الناس إلى الإيمان بالإسلام، فقد روي عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال: "... فلا يبقى يهوديّ ولا نصرانيّ ولا أحد ممّن يعبد غير الله إلّا آمن به وصدّقه، وتكون الملّة واحدة ملّةً الإسلام"[6].
3- استبدال مراكز الشرك إلى عبادة الله:
وتستبدل مراكز عبادة الأصنام إلى بيوت ذكر الله وعبادته، ففي الرواية عن الإمام
الصادق عليه السلام: "... لا تبقى في الأرض بقعة عُبد فيها غيرُ الله إلّا عُبد الله فيها..."[7].
وهنا، تشير بعض الروايات إلى تدخّل العامل الغيبيّ والإلهيّ في مساعدة المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف على تحقيق هذا الغرض، فقد روي عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: "... فلا يبقى في الأرض معبود دون الله - عزّ وجلّ - من صنم وغيره إلّا وقعت فيه نار فاحترق..."[8].
حتّى نصل في، نهاية المطاف، إلى أن يكون المعبود في الأرض هو الله سبحانه وتعالى، كما في الرواية المتقدّمة عن الإمام الصادق عليه السلام.
والتهليل والتكبير والتسبيح والحمد هو ما تلهج به الألسنة آنذاك، وبذلك ستُطهَّر الأرض من رجس أعداء الله: "... وبالقائم منكم أعمر أرضي، بتسبيحي وتهليلي وتقديسي وتكبيري وتمجيدي، وبه أطهّر الأرض من أعدائي، وأورثها أوليائي"[9].
4- ما هو المقصود بخلوّ الأرض من اليهود والنصارى؟
من الجدير بالذكر أنّ المقصود من القول: "فلا يبقى يهوديّ ولا نصرانيّ"، ليس خلوّ الأرض من اليهود والنصارى والمشركين، بحيث لا يوجد على ظهر الأرض إلّا المؤمن الموحِّد، بل المراد منه أنّ مظاهر المجتمع وحياته العامّة لا يكون فيها مظهر من مظاهر أهل الكتاب، وتزول جميع العوامل المضادّة للإيمان، وهداية الإنسان.
وإلّا، فما دام الإنسان له حقّ الاختيار (وهكذا كان الإنسان وسيبقى موجوداً مختاراً مستقلّاً في إرادته)، لا يمكن سلب اختياره عن ذاته.
نعم، من المسلَّم به في مجتمع الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف أنّه سيكون الإسلام هو الدين الرسميّ، وسيعمّ أرجاء الأرض جميعها، فلا يبقى بيت في مدينة أو قرية إلّا وقد دخله ذكر الإسلام واسمه، ولا يمنع ذلك من وجود أقلّيّة دينيّة من اليهود والنصارى وغيرهم تعيش مع المسلمين بشرائط أهل الذمّة في ذلك المجتمع، كما كان الأمر في صدر الإسلام، في زمان حكم الرسول صلى الله عليه وآله وحكم الإمام عليّ عليه السلام.
فالإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف لا يلجأ إلى إكراه الناس على الإيمان، بل يدعوهم إلى الإسلام بالتي هي أحسن، وبمنطق القرآن في الدعوة، وما يُذكَر من إرساله الجيوش والقوّة العسكريّة إنّما هو لقلب الأنظمة الكافرة والظالمة، وإرساء القاعدة للحكومة العالميّة للإسلام. وليست تلك القوّة لإجبار الناس على اعتناق الدين الإسلاميّ، فمن الواضح أنّ الإيمان أمرٌ قلبيّ لا يمكن إيجاده بالإكراه والتخويف. وحتّى النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله لم يلجأ إلى هذا الأسلوب: ﴿لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ﴾[10].
[1] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج51، ص60.
[2] الصدوق، الشيخ محمد بن علي، الخصال، تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلاميّ التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، إيران - قم، 1403ه - 1362ش، لا.ط، ص579.
[3] المطهر الحلي، علي بن يوسف، العدد القوية لدفع المخاوف اليومية، تحقيق: السيد مهدي الرجائي، إشراف: السيد محمود المرعشي، مكتبة آية الله المرعشي العامّة، 1408، ط1، ص69.
[4] الشيخ الطبرسي، تفسير مجمع البيان، مصدر سابق، ج5، ص45.
[5] العياشي، تفسير العياشي، مصدر سابق، ج2، ص56.
[6] ابن الصباغ المالكي، علي بن محمد أحمد، الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة، تحقيق: سامي الغريري، لا.م، دار الحديث للطباعة والنشر، 1422ه، ط1، ج2، ص1135.
[7] الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، مصدر سابق، ص346.
[8] المصدر نفسه، ص331.
[9] الشيخ الصدوق، الأمالي، مصدر سابق، ص731.
[10] سورة الغاشية، الآية 22.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|