معلومات وتاريخ تربية ديدان الحرير وانتاج الحرير الطبيعي

الحرير هو الياف بروتينية يتم الحصول عليها من شرانق ديدان الحرير، والتي تعتبر أفضل الياف النسيج قاطبة واعلاها قيمة، ويسمى علم تربية ديدان الحرير بعلم استزراع الحرير Sericulture وتعتبر الصين هي منشأ تربية ديدان الحرير، حيث احتكرت الصين هذه الصناعة لحقبة طويلة من الزمن وذلك قبل الميلاد بحوالي 3000 عام، حيث كانت هناك تشريعات صارمة لضمان عدم تهريب اسرار تربية ديدان الحرير الى خارج الصين.

ولكن بمرور الزمن ومع أوائل التاريخ الميلادي ولوجود طريق الحريري الذي كان يربط ما بين الصين بدول اوروبها مرورا بأفغانستان وايران والذي كان يتم من خلاله تبادل السلع بين بلاد المشرق والمغرب أصبحت تجارة الحرير تجاره رائجة بين دول أوروبا مثل فرنسا وإيطاليا وبين دول الشرق الأقصى مثل الصين واليابان ومن ثم قامت دول كثيره بتربية ديدان الحرير والاستفادة منها، وان كانت الصين واليابان هم الرواد في هذه المجال حيث ينتجوا معا قرابة 80% من الإنتاج العالمي للحرير وبما ان هذه الصناعة من الصناعات الزراعية والتي تزدهر مع الاستقرار والامن في الدول فقد تسببت الحروب (وخصوصا الحرب العالمية الأولى والثانية) في حدوث نقص حاد في العمالة المدربة، فادى ذلك الى حدوث تراجع حاد في انتاج الحرير في البلاد الزراعية والتي تعتمد على تربية ديدان الحرير كاهم مجال من مجالاتها الزراعية، ولكن سرعان ما عادت تلك البلاد لسابق عهدها في زيادة إنتاجية الحرير مع الاستقرار وعودة الامن ولكن مع تقدم صناعة المنسوجات فقد ظهر منافس اخر للحرير الطبيعي وهو منتجات الالياف الصناعية (النايلون والبوليستر وغيرها) ولكن سريعا ما عاد الحرير الى وضعه الطبيعي بسبب خواصه النوعية المتفرد بها مقارنه بالمنسوجات الأخرى. وتلتزم البلاد المصدرة للحرير بالمعايير القياسية للمنتجات والمنسوجات الحريرية والموضوعة من قبل مؤسسات عالمية لتجارة الحرير الطبيعي وتلك المعايير تتعلق بجودة الحرير الخام والشرانق والمنسوجات الحريرية. وهنا لابد من الإشارة الى دور الكليات والجامعات للتوسع في مقررات علم استزراع الحرير بالإضافة الى عمل حلقات بحث Seminars وورش عمل Workshop للتدريب في مجال تربية ديدان الحرير، والجدير بالذكر ان كلية الزراعة – جامعة القاهرة تهتم بهذا العمل بالإضافة الى ان مركز بحوث الحرير بوزارة الزراعة يقوم باستيراد بيض (بذور) ديدان الحرير التوتية من دول جنوب شرق اسيا سنويا وتوزيعها على المربين في مختلف محافظات الجمهورية، وعمل دورات تدريبية سنويا.