المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

أثر دعوى التمليك على الخصومة في إزالة شيوع العقار المطلوب تمليكه
8/9/2022
نظام ارث ذوي الأرحام
18-12-2019
اللاحكام العملية لبناء الاسرة / الاشهاد في العقد
14-1-2016
صغر النفس‏
6-10-2016
حضانة كتاكيت البط
2024-05-01
مفاهيم التواصل الإنساني
29-6-2016


سلوك النبيّ صلى الله عليه وآله القيادي  
  
1891   05:28 مساءً   التاريخ: 9-3-2022
المؤلف : مركز نون للتأليف والترجمة
الكتاب أو المصدر : دروس من حياة وجهاد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله
الجزء والصفحة : ص220-221
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /

كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله عظيماً في أخلاقه الشخصيّة والاجتماعيّة، فقد كان عظيماً في خُلُقه السياسيّ كرجل دولة..

وهذه بعض ملامح سلوكه القياديّ وأخلاقه السياسيّة:

- العدل والتدبير: فقد كان صلى الله عليه وآله عادلاً حكيماً مُدبِّراً، وقد روى الكافي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله يُقسِّم صدقة أهل البوادي في أهل البوادي، وصدقة أهل الحضر في أهل الحضر"[1].

 واستطاع بحكمته وتدبيره الحدّ من العداوات والأحقاد والبغضاء والحروب التي كانت سائدة بين القبائل.

 - حماية القوانين: فقد كان صلى الله عليه وآله حريصاً على حفظ النظام العامّ، ورعاية التشريعات الإسلاميّة وحمايتها وعدم مخالفتها. ولم يُجامِل أحداً فيما يعني تطبيق الشريعة وإنزال العقوبة بالمُذنِب كائناً من كان.

 ففي فتح مكّة ارتكبت امرأة من بني مخزوم جريمة السرقة، وثبتت السرقة عليها من الوجهة القضائيّة، لكنّ قومها الذين كانت الترسُّبات القبليّة ما تزال تعشّش في أدمغتهم، رأوا أنّ إنزال العقاب بها يخدش مكانتهم ويُلحق العار بشرفهم، فبذلوا جهدهم وتوسّطوا لعلّهم يستطيعون رفع العقاب عنها، وأرسلوا أسامة بن زيد- الذي كان موضع احترام عند النبيّ صلى الله عليه وآله مثل أبيه - وسيطاً يتشفّع لها عند النبيّ، فغضب النبيّ صلى الله عليه وآله وقال له: "ما هذا محلّ شفاعة"، وأصدر أمره صلى الله عليه وآله بإنزال العقوبة بها وإجراء حدود الله.

 - الالتزام بالعهود والمواثيق: فلم يحدث إطلاقاً أن أخلّ صلى الله عليه وآله بعهوده التي أبرمها مع أعدائه، وقد أخلّت قريش بعهدها معه، وأخلّ اليهود بعهودهم ومواثيقهم، ولكنّه لم يُخلّ أبداً بعهده معهم.

- الالتزام بمبدأ احترام الآخرين: وهو المبدأ الخُلُقيّ الذي اتّبعه النبيّ صلى الله عليه وآله مع زعماء الدول الذين لم يكونوا على دينه، ففي الرسائل التي بعث بها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله إلى زعماء العالم آنذاك، نجد أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله رغم تصلُّبه وتشدُّده في ذات الله، قد طبّق مبدأ الاحترام مع هؤلاء عندما خاطب كسرى بـ(عظيم فارس) وقيصر بـ(عظيم الروم)، وذلك من أجل أن يكشف لهم أنّ الإسلام هو الدين الذي جمع كلّ المبادىء السامية والقيم الأخلاقيّة.

 - بُعدُ النظر: إنّ الدارس لسيرة الرسول صلى الله عليه وآله يرى أنّ الله تعالى أعطاه من بُعدِ النظرِ ما لم يُعطِ غيره. لقد رأينا بُعدَ نظره يوم وضعت قريشٌ الشروط لصلح الحديبيّة، فقد رأى بعض أصحابه أنّ في هذه الشروط إجحافاً بالمسلمين، ورأى فيها رسولُ الله صلى الله عليه وآله ـ بما آتاه الله من بُعدِ النظر ـ النصرَ للمسلمين، ورأى أنّ قريشاً بوضعِها هذه الشروط إنما تحفُرُ قبْرَها بيدها، وتكتب دمارَ أطروحتها بقلمها.

 

 

[1] الشيخ الكليني، الكافي ج3، ص 554.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.