وهو أفحش درجات التكبر ، وسببه الجهل الخاص والطغيان كما ظهر ذلك من سلوك نمرود وفرعون وأمثالهما من الطغاة على طول خط التاريخ ، بل قد يجره التكبر إلى ادعاء الربوبية، فضلا عن التكبر كما قال فرعون لأتباعه: (أنا ربكم الأعلى)

من التكبر على الله الاستكبار عن عبادته ودعائه يقول الله (سبحانه وتعالى) : {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60]

وأدق تعبير لهذا الاستكبار ما وصف في قوله سبحانه وتعالى : {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا} [الفرقان: 60].

من التكبر على الله (عز وجل) الاستنكاف عن عبادته وطاعة أمره يقول (سبحانه وتعالى):{وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} [النساء: 172، 173]

 (الذين يستنكفون من العبودية لله يذلون لعبوديات في هذه الأرض لا تنتهي ... يذلون لعبودية الهوى والشهوة، أو عبودية الوهم و الخرافة،  ويذلون لعبودية البشر من أمثالهم، ويحنون لهم الجباة، ويحكمون في حياتهم وأنظمتهم وشرائعهم وقوانينهم وقيمهم وموازينهم عبيداً مثلهم من البشر هم وهم سواء أمام الله 000 ولكنهم يتخذونهم آلهة لهم من دون الله 000 هذا في الدنيا ... أما في الآخرة: {وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} [النساء: 173](1).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سيد قطب ، في ظلال القرآن : 2/617 .