المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



عوّد ابنك على النجاح  
  
2003   10:03 صباحاً   التاريخ: 24-2-2022
المؤلف : د. حسان شمسي باشا
الكتاب أو المصدر : كيف تربي ابناءك في هذا الزمان؟
الجزء والصفحة : ص46 ـ 50
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

علينا كآباء أن ننمّي في نفوس أبنائنا الإحساس بالنجاح منذ الصغر، نشجّعهم كلما نجحوا في أمر من الأمور، فهذه قصة لاعب عالمي في لعبة (البولنغ) يدعى (نيلسون بيرتون) فعندما سئل عن سر نجاحه أجاب: (لقد علمني أبي مذ كنت في الرابعة من عمري كرة السلة، ولكنه اتبع طريقة مختلفة، ربما لا يدركها الكثير من الآباء، أحضر سلة، وأعطاني الكرة وطلب مني أن أرميها، وأخذ يحرك السلة أمام قذفاتي لكي أتمكن من إصابة الهدف دوماً، كان يتظاهر بالفرح عندما تصب الكرة في السلة، ويحتضنني مشجعاً، وكنت أصيب الهدف، فزادت ثقتي بنفسي وقد سرت على هذه العادة حتى وصلت إلى النجاح كأشهر لاعب محترف).

وإذا تصرفنا مع أطفالنا على أساس أنهم لن يحسنوا التصرف سنجد أنهم سوف يستخدمون القرارات السيئة، وعلينا أن نرشدهم ليسيروا بطريقة صحيحة لا من تلقاء أنفسهم.

علم ابنك الصغير مثلاً كيف يرمي الكرة في السلة، واعطِ ابنك الكرة واطلب منه أن يرميها، حرك السلة أمام قذفاته لكي يتمكن من إصابة الهدف دائماً، أظهر لابنك الفرح كلما دخلت الكرة في السلة، فإن ذلك سيزيد من ثقة الطفل بنفسه وسيجعله ينشأ على حب النجاح.

ـ علّم ابنك تحمُّل المسؤولية:

لكي ينشأ الابن قادراً على مواجهة الحياة، لا بد من تعليمه تحمل المسؤولية منذ الصغر، والحقيقة أنه لا يوجد وقت محدد أوسنٌ معينة تصلح لتكون بداية حاسمة لتحمل المسؤولية عند جميع الأطفال، ولكن هناك قاعدة بسيطة تقول: (عندما يبدي الصغير رغبة في القيام بعمل من الأعمال مهما كان سنّه، فإن هذا الوقت هو الوقت المناسب له كي يتعلّم تحمُّل المسؤولية في ذلك العمل).

 وللأسف فإن كثيراً من الأمهات والآباء يقومون بكل أعمال الطفل نيابة عنه، فيأمرونه أن يلبس ثيابه، ثم لا يفعل، فيلبسونه، ويلقي الطفل بثيابه على الأرض فيرفعونها عنه، وهكذا.

وهذا ما يضرُّ الطفل ويقوده للكسل والاعتماد على الآخرين.

أعطِ أولادك حرية اتخاذ قرارهم الشخصي، ولكن انقل لهم تلك المسؤوليات تدريجياً، ولا تتوقع من أولادك تحمل المسؤوليات الجديدة فجأة.

اشرح لهم ودرّبهم، وشجّعهم، وكن قدوة حسنة لهم.

والمهم في الأمر رغبة الولد بتأدية الأعمال، وليس الإتيان بتلك الأعمال، ولا شك أن لتشجيع الوالدين دوراً أساسياً في قدرة الأولاد على تحمل المسؤولية.

أ - صور من الواقع:

- ابني لا ينهض عندما يُوقظ في الصباح:

نادِ عليه مرة واحدة، أو أعطه ساعة منبهة، ودعه يتأخر قليلاً عن المدرسة ويتحمل مسؤوليته في الصباح.

- ابني لا ينظف أسنانه بانتظام:

أعطه الخيار بين تنظيف الأسنان أو فقدان الحلوى إن لم ينظف أسنانه، وسيتحمل مسؤولية نظافة أسنانه.

- ابنتي تهمل ما عليها من واجبات منزلية:

اتفقوا جميعاً على توزيع أعمال المنزل، وأفضل النتائج تكون عندما يعاني الأولاد جميعاً من التقصير (تأخّر الغداء مثلاً إذا لم تنظف الصحون).

ب - وصايا تربوية في تحمل المسؤولية:

- عليكِ أن تكلفي طفلك بين الحين والآخر، وحسب سنه ببعض الأعمال المناسبة.

- اختاري التكاليف المناسبة لجنسه:

فلا تكلفي طفلك الذكر بغسيل الصحون، وترسلي طفلتك الأنثى إلى البقال.

- اختاري التكاليف المناسبة لسنّه:

فليس من المناسب أن تطلبي من طفلك حمل شيء ثقيل جداً.

- احرصي على التدرج:

فلا ترسلي طفلك، لأول مرة، إلى بقالة بعيدة ليشتري شيئاً منها، ولا تبدئي بتكليفه بشراء سلع ثمنها مرتفع من أول مرة.

- لا تعنفيه إذا أخطأ:

فإذا أرسلتِه ليشتري شيئاً وعاد وقد أخطأ في عد النقود، أو كسر ما اشتراه في الطريق، فلا تقولي له: (ليتني ما أرسلتك)، أو (الحق علي أني وثقت فيك واعتمدت عليك).

وإذا طلبتِ من طفلتك أعمالاً في المطبخ، ولم تنجح فيها، فلا تقولي لها: (اذهبي والعبي فما زلت صغيرة)، أو (كان عليّ أن أفعل هذا بنفسي).

بيّني لطفلك خطأه بهدوء، وأفهميه أننا جميعاً نخطئ في بدايات تعلمنا، وأن الخطأ لا يعني العجز أو الفشل.

- راقبيه وكوني معه في البدايات.

- لا تكلّفيه عملاً في وقت غير مناسب.

فإذا كان يلعب مع أصدقائه ومنسجماً في لعبه، فلا تقطعي عليه سعادته بتكليفه بعمل يحرمه من لعبه، وإذا كان جالساً أمام شاشة التلفزيون يشاهد الرسوم المتحركة، فلا تحرميه من هذه المشاهدة بإرساله لإحضار شيء.

شجعيه قليلاً إذا أدى ما كلفته به (1).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مشكلات تربوية في حياة طفلك، للأستاذ محمد رشيد العويد. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.