أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-07-2015
![]()
التاريخ: 1-7-2019
![]()
التاريخ: 11-08-2015
![]()
التاريخ: 1-07-2015
![]() |
قال: ( ودخولها تحت حدّ واحد يقتضي وحدتها ).
أقول:
اختلف الناس في ذلك ، فذهب الأكثر إلى أنّ النفوس البشريّة متّحدة بالنوع متكثّرة
بالشخص والصفات باختلاف الأمزجة ، وهو مذهب أرسطو طاليس (1).
وذهب
جماعة من القدماء إلى أنّها مختلفة بالنوع ، بمعنى أنّها جنس تحته أنواع مختلفة ،
تحت كلّ نوع أفراد متّحدة بالماهيّة (2) ، ولهذا ورد : « الناس معادن كمعادن الذهب
والفضّة » (3) وأنّ « الأرواح جنود مجنّدة ، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها
اختلف » (4).
وهذا
المذهب محكيّ عن الإمام الرازي (5) أيضا.
واختار
المصنّف المذهب المشهور المنصور ، واحتجّ على وحدتها نوعا بأنّها يشملها حدّ واحد،
والأمور المختلفة يستحيل اجتماعها تحت حدّ واحد.
واعترض
عليه : بأنّ التحديد ليس لجزئيّات النفس حتّى يلزم ما ذكره ، بل لمطلق النفس ، وهو
المعنى الكلّيّ ، وذلك كما يحتمل أن يكون نوعا يحتمل أن يكون جنسا.
فإن
قال : إنّ حدّ الكلّي حدّ لكلّ نفس نفس ؛ إذ لا يعقل من كلّ نفس سوى ما قلناه في
التحديد ، منعنا ذلك ونقول : بل ربّما يحتاج حدّ كلّ نفس إلى ضمّ مميّز جوهريّ
مضافا إلى إمكان كون ما يعقل من النفس عرضا عامّا لأنواع متخالفة الحقيقة ، مع
أنّات ألزمناه الدور ، لأنّ الأشياء المتكثّرة إنّما يصحّ جمعها في حدّ واحد لو
كانت متّحدة في الماهيّة ، فلو استفدنا وحدتها من الدخول في الحدّ الواحد لزم
الدور ، فتأمّل.
قال
: ( واختلاف العوارض لا يقتضي اختلافها ).
أقول
: هذا جواب عن شبهة من استدلّ على اختلافها (6).
وتقرير
الدليل : أنّهم قالوا : وجدنا النفوس البشريّة تختلف في العفّة والفجور والذكاء
والبلادة والبخل وسخاوة والجبن والشجاعة ، وليس ذلك من توابع المزاج ؛ لأنّ المزاج
قد يكون واحدا والعوارض مختلفة ؛ فإنّ بارد المزاج قد يكون في غاية الذكاء ، وكذا
حارّ المزاج قد يكون في غاية البلادة ، وقد يتبدّل والصفة النفسانيّة باقية ، ولا
من الأسباب الخارجيّة كالتعلّم من المعلّم وتأثير مصاحبة الأبوين والأصحاب ونحو
ذلك ؛ لأنّها قد تكون بحيث تقتضي خلقا والحاصل ضدّه ؛ إذ قد يكون الأبوان ـ مثلا ـ
في غاية الخسّة والرذالة والولد في غاية الشرف والكرامة وبالعكس ، فعلمنا أنّها
لوازم للماهيّة ، وعند اختلاف اللوازم يختلف الملزوم.
والجواب
ـ مضافا إلى إمكان استنادها إلى أسباب مجهولة كالأوضاع الفلكيّة ـ أنّ الملزومات
مختلفة وليست هي النفس وحدها ، بل النفس والعوارض المختلفة ، ومجموع النفس مع
العوارض إذا كان مختلفا لا يلزم أن يكون كلّ جزء أيضا مختلفا ، فهذه الحجّة مغالطة
، مع أنّ هذه عوارض مفارقة غير لازمة ، فاختلافها لا يقتضي اختلاف موضوعها.
__________________
(1) انظر : كتاب النفس من « الشفاء »
2 : 198 ـ 200 ؛ « المباحث المشرقيّة » 2 : 393 وما بعدها ؛ « المطالب العالية » 7
: 141 وما بعدها ؛ « شرح تجريد العقائد » : 201 ؛ «شوارق الإلهام » 2 : 365.
(2) راجع المصادر السابقة.
(3) « مسند أحمد بن حنبل » 3 : 645 /
10956 ؛ « بحار الأنوار » 58 : 65 / 51.
(4) « مسند أحمد بن حنبل » 3 : 159 /
7940 عن النبيّ صلى الله عليه وآله ؛ « بحار الأنوار » 2 : 265 / 18 عن عليّ عليه
السلام.
(5) حكاه عنه التفتازاني في « شرح
المقاصد » 3 : 317 ، وبه قال الرازي في « المطالب العالية » 7 : 143 ، وتوقّف في «
المباحث المشرقيّة » 2 : 398.
(6) « المطالب العالية » 7 : 149 وما بعدها ؛ « شرح المقاصد » 3 :
318.
|
|
"إنقاص الوزن".. مشروب تقليدي قد يتفوق على حقن "أوزيمبيك"
|
|
|
|
|
الصين تحقق اختراقا بطائرة مسيرة مزودة بالذكاء الاصطناعي
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تطلق النسخة الحادية عشرة من مسابقة الجود العالمية للقصيدة العمودية
|
|
|