أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-07-2015
1618
التاريخ: 21-6-2019
1880
التاريخ: 1-07-2015
9878
التاريخ: 1-07-2015
1761
|
قال : ( والممكن الباقي مفتقر إلى المؤثّر لوجود علّته ).
أقول
: اختلفوا في أنّ الممكن الباقي هل يفتقر إلى
المؤثّر حال بقائه أم لا؟
فذهب جماعة ـ [ حيث ] قالوا : إنّ علّة الافتقار إلى
المؤثّر هو الحدوث وحده أو مع الإمكان ، أو الإمكان بشرط الحدوث ـ إلى أنّ الممكن
حال.
وذهب جمهور الحكماء والمتأخّرين من المتكلّمين إلى أنّ
الممكن الباقي محتاج إلى المؤثّر (3).
وبالجملة : كلّ من قال بأنّ الإمكان علّة تامّة في احتياج
الأثر إلى المؤثّر حكم بأنّ الممكن الباقي مفتقر إلى المؤثّر.
والدليل عليه : أنّ علّة الحاجة إنّما هي الإمكان ، وهو
لازم للماهيّة ضروريّ اللزوم ، فهي أبدا محتاجة إلى المؤثّر ؛ لأنّ وجود العلّة
يستلزم وجود المعلول ، فهي محتاجة إلى المؤثّر في الوجود بعد الوجود ، كما أنّها
محتاجة إليه في أصل الوجود.
وأمّا البنّاء فهو علّة معدّة لفيضان صورة البناء من واهب
الصور ، وانعدام العلّة المعدّة لا يوجب انعدام المعلول ، كما في الأقدام.
قال
: ( والمؤثّر يفيد البقاء بعد الإحداث ).
أقول
: لمّا حكم باحتياج الممكن الباقي إلى المؤثّر ،
شرع في تحقيق الحال فيه ، وأنّ الصادر عن المؤثّر ما هو حال البقاء؟ وذلك لأنّ
الشبهة دخلت على القائلين باستغناء الباقي عن المؤثّر بسبب أنّ المؤثّر لا تأثير
له حال البقاء ؛ لأنّه إمّا أن يؤثّر في الوجود الذي كان حاصلا ، وهو محال ؛ لأنّ
تحصيل الحاصل محال ، أو في أمر جديد ، فيكون المؤثّر مؤثّرا في الجديد لا في
الباقي.
والتحقيق : أنّ قولهم : إنّ المؤثّر لا تأثير له حال البقاء
غلط ؛ فإنّ المؤثّر يفيد البقاء بعد الإحداث ، وتأثيره بعد الإحداث في أمر جديد هو
البقاء ؛ فإنّه غير الإحداث ؛ لأنّه عبارة عن الوجود بعد الوجود ، فهو مؤثّر في
أمر جديد صار به باقيا لا في الذي كان باقيا. وأمّا البنّاء فهو علّة معدّة لا
فاعليّة تامّة.
قال
: ( ولهذا جاز استناد القديم الممكن إلى المؤثّر الموجب لو أمكن ، ولا يمكن
استناده إلى المختار ).
أقول
: المراد أنّ الممكن الباقي لمّا كان لإمكانه
مفتقرا إلى المؤثّر في بقائه ، جاز أن يستند الممكن القديم إلى المؤثّر الموجب
بالذات لو أمكن وجود ذلك المؤثّر ، كما يدّعيه الفلاسفة (4) ؛ لأنّ الإمكان علّة الافتقار كما مرّ.
نعم ، هذا الممكن لا يحتاج إليه إلاّ في البقاء ؛ لعدم
الحدوث ، بخلاف الممكن الحادث ، فإنّه يحتاج إليه في الحدوث والبقاء.
وأمّا استناد الممكن القديم إلى المؤثّر المختار فغير ممكن
؛ لأنّ المختار هو الذي يفعل بواسطة القصد والاختيار ، والقصد إنّما يتوجّه في
التحصيل إلى شيء معدوم ؛ لأنّ القصد إلى تحصيل الحاصل محال ، وكلّ معدوم تجدّد فهو
حادث غير قديم ، والكلام في الممكن القديم.
وردّ : بأنّ تقدّم القصد على الإيجاد والوجود تقدّم بالذات
لا بالزمان ، فلا يلزم الحدوث المخلّ.
نعم ، الحدوث الذاتي واقع ، ولكنّه غير قادح.
ويمكن أيضا أن يقال : إنّ المختار الموجب ـ بكسر الجيم ـ
كالموجب ـ بفتح الجيم ـ في جواز الاستناد إليه.
ومنع الإمام الرازي استناده إلى الموجب أيضا استنادا إلى أنّ
التأثير في حال البقاء تحصيل للحاصل ، وفي حال العدم أو الحدوث يستلزم الحدوث وعدم
القدم (5) مردود : بأنّ إفادة البقاء
للباقي بهذا البقاء ليس تحصيلا لما كان حاصلا قبل ، بل هو تحصيل للحاصل بذلك
التحصيل ، وهو غير محال.
______________
(1)
راجع « الشفاء » الإلهيّات ، الفصل 1 و 2 من المقالة السادسة ؛ « التحصيل » : 524
وما بعدها ؛ « شرح الإشارات والتنبيهات » 3 : 67 وما بعدها ؛ « شرح تجريد العقائد
» : 69 ـ 70.
(2)
راجع « الشفاء » الإلهيّات ، الفصل 1 و 2 من المقالة السادسة ؛ « التحصيل » : 524
وما بعدها ؛ « شرح الإشارات والتنبيهات » 3 : 67 وما بعدها ؛ « شرح تجريد العقائد
» : 69 ـ 70.
(3)
« تلخيص المحصّل » : 121.
(4)
انظر : « الشفاء » الطبيعيّات 1 : 60 وما بعدها ؛ « شرح الإشارات والتنبيهات » 3 :
127 وما بعدها.
(5) لم نعثر عليه فيما لدينا من
مصنّفات الفخر الرازي ، نقله عنه القوشجي أيضا في « شرح تجريد العقائد » : 71.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
قسم التربية والتعليم يكرّم الطلبة الأوائل في المراحل المنتهية
|
|
|