أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-07-2015
4271
التاريخ: 8-1-2019
1686
التاريخ: 1-07-2015
1882
التاريخ: 1-07-2015
1637
|
قال : ( والمختصّة بالكمّيّات المتّصلة كالاستقامة والاستدارة والانحناء والتقعير والتقبيب والشكل والخلقة ، أو المنفصلة كالزوجيّة والفرديّة ).
أقول : ... الكيفيّات المختصّة بالكمّيّات ، ونعني بها
الكيفيّة التي تعرض للكمّيّة أوّلا وبالذات ، وللجسم ثانيا وبالعرض.
واعلم أنّ الكمّ على قسمين : متّصل ومنفصل
:
أمّا المتّصل فقد يعرض له الكيف مثل
الاستقامة والاستدارة للخطّ ، والانحناء للخطّ والسطح ، والتقعير والتقبيب للسطح ،
والشكل والخلقة للسطح والجسم التّعليمي.
[ و ] أمّا المنفصل فقد يعرض له أنواع أخر
من الكيف ، كالزوجيّة والفرديّة وغيرهما للعدد.
قال : ( فالمستقيم أقصر الخطوط الواصلة بين
النقطتين ، وكما أنّه موجود فكذا الدائرة ).
أقول : رسم الخطّ المستقيم بأنّه أقصر خطّ
يصل بين نقطتين ؛ لأنّ كلّ نقطتين يمكن أن يوصل بينهما بخطوط غير مستقيمة مختلفة
في الطول والقصر ، وبخطّ واحد مستقيم هو أقصرها (1).
إذا عرفت هذا ، فنقول : الخطّ المستقيم
موجود بالضرورة. أمّا الدائرة ـ وهي سطح مستو يحيط به خطّ واحد في داخله نقطة كلّ
(2) الخطوط المستقيمة الخارجة منها إلى المحيط متساوية ـ فقد اختلف الناس في
وجودها ، فالذين أثبتوا ما لا ينقسم من ذوات الأوضاع نفوها (3) ، والباقون أثبتوها
(4) ، واختاره المصنّف ؛ لأنّ الدائرة المحسوسة موجودة ، ويمكن وجودها بإثبات أحد
طرفي الخطّ المستقيم المتناهي الطرفين ، وحركة طرفه الآخر منه إلى أن عاد إلى وضعه
الأوّل ، والمراد أنّ الحركة الدوريّة موجودة بلا شبهة ، فالدائرة موجودة بلا
شبهة.
قال : ( والتضادّ منتف عن المستقيم
والمستدير ، وكذا عن عارضيهما ).
أقول : ربّما توهّم بعض الناس أنّ الخطّ
المستقيم يضادّ الخطّ المستدير ؛ للتنافي بينهما ، وكذا حال عارضيهما ، أعني
الاستقامة والاستدارة (5).
والتحقيق عند المصنّف خلاف ذلك ؛ فإنّ
الضدّين يجب اتّحاد موضوعهما وتواردهما عليه ، والموضوع هنا ليس بواحد ؛ إذ
المستقيم يستحيل أن ينقلب إلى المستدير وبالعكس ؛ لأنّ موضوع الخطّ المستقيم سطح
مستو ، وموضوع الخطّ المستدير سطح مستدير ، وإذا انتفى التضادّ عنهما فكذا عن
عارضيهما ، بمعنى أنّ التضادّ منتف عن الاستقامة والاستدارة العارضتين للخطّ
المستقيم والمستدير ، أو بمعنى أنّ التضادّ منتف عن الحركتين الواقعتين على
الخطّين : المستقيم والمستدير.
وأورد (6) على ذلك : بأنّ الدائرة سطح مستو
، وهو موضوع لمحيطه الذي هو خطّ مستدير. وبأنّ الخطّ المستقيم قد يوجد في السطح
غير المستوي ، كما في محيط الأسطوانة والمخروط. وبأنّ عدم تضادّ المعروضين لا
يستلزم عدم تضادّ العارضين ؛ فإنّ الأسود والأبيض لا يتضادّان ؛ لصدق الجوهر
عليهما مع تحقّق التضادّ بين السواد والبياض ، ولهذا قيل (7) : لعلّ مراد المصنّف
أنّ المستقيم لا يضادّ المستدير ، بل الاستقامة لا تضادّ الاستدارة ؛ لأنّ كلّ خطّ
مستقيم يمكن أن يكون وترا لقسيّ غير متناهية ، فلو كان المستقيم ضدّا للمستدير ،
لكان للمستقيم الواحد بالشخص أضداد غير متناهية هي المستديرات المذكورة ، وذلك
باطل ؛ إذ ضدّ الواحد واحد ، وليس بعضها أولى من غيره ، فليس ضدّا لشيء منها ،
فتأمّل.
قال : ( والشكل هيئة إحاطة الحدّ أو الحدود
بالجسم ، ومع انضمام اللون تحصل الخلقة ).
أقول : ذكر القدماء أنّ الشكل ما أحاط به
حدّ واحد كما في الكرة ، أو حدود كما في غيرها (8).
والتحقيق أنّه من باب الكيف ، وأنّه يعرض
للجسم بسبب إحاطة الحدّ الواحد أو الحدود به ، كالكرويّة والتربيع.
وأورد على التخصيص بالجسم : بأنّ الدائرة
إحاطة الحدّ بالسطح لا بالجسم (9).
وكيف كان فالشكل مغاير للوضع بمعنى المقولة
، وإذا اعتبر الشكل واللون معا حصلت الخلقة، فهي كيفيّة حاصلة من اجتماعهما.
__________________
(1) نقلها عن أرخميدس في « المباحث المشرقيّة »
1 : 529 و « نهاية المرام » 1 : 606.
(2) في الأصل : « كان » بدل « كلّ » والصحيح ما أثبتناه.
(3) « الشفاء » الإلهيات : 146 ؛ « المباحث المشرقيّة
» 1 : 542 ؛ « نهاية المرام » 1 : 608 ؛ « شرح المواقف » 6 : 157 ؛ « الأسفار الأربعة
» 4 : 166.
(4) « الشفاء » الإلهيّات : 146 ؛ « النجاة » :
216 ـ 218 ؛ « شرح الإشارات والتنبيهات » 2 : 203 ـ 208 ؛ « التحصيل » : 404 ؛ « المباحث
المشرقيّة » 1 : 540 ـ 541 ؛ « نهاية المرام » 1 : 608 ؛ « الأسفار الأربعة » 4 :
166.
(5) انظر : « كشف
المراد » : 256 ، وقال : مال إلى هذا الرأي الفاضل القوشجي في « شرح تجريد العقائد
» : 286 ـ 287.
(6) « شرح تجريد العقائد » : 286 ـ 287 ، ونسب الإيراد الأوّل إلى القيل.
(7) القائل هو الفاضل القوشجي في « شرح تجريد العقائد
» : 287.
(8) « الشفاء » المنطق 1 : 205 وما بعدها ؛ « النجاة
» : 135 ؛ « التحصيل » : 386 ـ 397 ؛ « المباحث المشرقيّة » 1 : 545 ـ 546 ؛ « نهاية
المرام » 1 : 613 وما بعدها ؛ « شرح المقاصد » 2 : 385 ـ 386 ؛ « شرح الهداية الأثيرية
» : 39 و 68 ؛ « كشّاف اصطلاحات الفنون » 1 : 1039.
(9) انظر : « شرح المقاصد » 2 : 386 ؛ « شرح تجريد
العقائد » : 287 ؛ « شوارق الإلهام » : 452.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|