المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



علي بن طلحة بن كِردان النحوي  
  
3384   04:18 مساءاً   التاريخ: 29-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج4، 132-135
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-1-2016 3023
التاريخ: 26-1-2016 2627
التاريخ: 29-12-2015 2146
التاريخ: 27-09-2015 8087

أبو القاسم. قال أبو غالب بن بشران كان ابن كردان يعرف بابن الصحناتي ولم يبع قط الصحناة وإنما كان أعداؤه يلقبونه بذلك فغلب عليه. قال وهذا الشيخ أول الشيوخ الذين قرأت عليهم الأدب.

 قال السلفي الحافظ: سألت خميس بن علي الحوزي عن ابن كردان فقال: صحب أبا علي الفارسي وعلي بن عيسى الرماني وقرأ عليهما كتاب سيبويه والواسطيون يفضلونه على ابن جني والربعي. صنف كتابا كبيرا في إعراب القرآن قال لي شيخنا أبو الفتح كان يقارب خمسة عشر مجلدا ثم بدا له فيه فغسله قبل موته مات سنة أربع وعشرين وأربعمائة وكان متنزها متصونا ركب إليه فخر الملك أبو غالب محمد بن علي بن خلف وزير ابن بهاء الدولة وهو سلطان الوقت وبذل له فلم يقبل وكان قد جرت بينه وبين القاضي أبي تغلب أحمد بن عبيد الله العاقولي صديق الوزير المغربي وخليفة السلطان والحكام على واسط في وقته خصومة وكان معظما مفخما فقال له ابن كردان إن صلت علينا بمالك صلنا عليك بقناعتنا. وآخر من حدث عنه أبو المعالي محمد بن عبد السلام بن شاندة. وذكره أبو عبد الله محمد بن سعيد الدبيثي في نحاة واسط فقال:

 علي بن طلحة بن كردان النحوي أبو القاسم الواسطي المولد والدار أخذ النحو عن أبي علي الفارسي وأبي بكر بن الجراح صاحب ابن الأنباري قال ابن بشران هو أول شيخ قرأت عليه ووصفه بالفضل والمعرفة وعنه أخذ النحو أبو الفتح محمد بن محمد بن مختار وغيره من الواسطيين وكان شاعرا ومن شعره في ذم واسط: [الكامل]

 (سئم الأديب من المقام بواسط ... إن الأديب بواسط مهجور)

 (يا بلدة فيها الغني مكرم ... والعلم فيها ميت مقبور)

 (لا جادك الغيث الهطول ولا اجتُلي ... فيك الربيع ولا علاك حبور)

 (شر البلاد أرى فعالك ساترا ... عني الجميل وشرك المشهور)

 حدث أبو الجوائز الحسن بن علي بن باري الكاتب الواسطي قال: اجتمع معنا في حلقة شيخنا أبي القاسم علي بن كردان النحوي سيدوك الشاعر ونحن في الجامع بواسط بعد صلاة الجمعة وجرى في عرض المذكرات ذكر من أحال على قلبه بالعشق ومن أحال على ناظره به أيضا ومضت أناشيد في ذلك فقال أبوطاهر سيدوك قد حضرني في هذا المعنى شيء وأنشدنا: [الكامل]

 (يا قلب من هذا حذرت عليكا ... ذق ما جنيت فكم نصحت إليكا)

 (إنضج بنارك لا أراحك حرها ... فلطالما ضاع العتاب لديكا)

 (لما أطعت الطرف ثم عصيتني ... علق الهوى يا قلب من طرفيكا)

 وسمعت أذان العصر فقلت لشيخنا أكتبها قبل إقامة الصلاة أو إذا صلينا قال اكتبها ولو أن الإمام على المنبر وأنشدنا حينئذ لنفسه: [السريع]

 (أبصرت في المأتم مقدودة ... تقضي ذماما بتكاليفها)

 (تشير باللطم إلى وجنة ... ضرجها مبدع تأليفها)

 (إذا تبدى الصبح من وجهها ... جمّشه ليل تطاريفها)

 وحدث أبو غالب بن بشران النحوي قال أنشدني أبو القاسم علي بن طلحة بن كردان النحوي قال أنشدني أبو طاهر سيدوك لنفسه وكان يعرض علي شعره وقد ابتكر معنى غريبا وإن كان اللفظ قريبا: [الخفيف]

 (إن دائي الغداة أبرح داء ... وطبيبي سريرة ما تبوح)

 (يحسبوني إذا تكلمت حيا ... ربما طار طائر مذبوح)

 قال ابن كردان وأنشدني سيدوك أيضا لنفسه: [البسيط]

 

(أستودع الله من بانوا فلا نظري ... مني ولا أذني عندي ولا بصري)

 (عهدي بنا ورداء الوصل يشملنا ... والليل أطوله كاللمح بالبصر)

 (والآن ليلي مذ غابوا فديتهم ... ليل الضرير وصبحي غير منتظر)





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.