المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

أبناء النبي (صلى الله عليه واله)
12-12-2014
التصالب Chiasma
31-10-2017
Capillary Zone Electrophoresis
16-12-2015
Schläfli,s Modular Form
26-12-2019
التهذيب والتأديب
25-09-2015
Current issues
2024-03-25


دور العدالة في تربية الأبناء / العدالة من أعذب وأطيب المشروبات  
  
1935   10:31 صباحاً   التاريخ: 29-1-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص330ــ332
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

الماء البارد يكون عذباً ولذيذاً بالنسبة للشخص الظمآن، ينعشه ويبعث فيه الحياة. ولكن هل هناك مشروب أعذب من الماء؟ العسل حلو جداً ومطلوب، ولكن هل هناك شيء أحلى وأطيب من العسل؟ نعم، العدالة هي أعذب وأحلى المشروبات والمآكل. فهي أحلى من العسل وأكثر عذوبة من الماء بالنسبة للأشخاص العطاشى والذين يحترقون بنار الظلم. لقد بعث الله الأنبياء ليطفئوا نار الظلم ويصبوا من شراب العدل الإلهي في أفواه العطاش ويُبلسموا جروح المحترقين بنار الظلم. إذن فإن إرساء دعائم العدل وترسيخ جذور شجرة العدالة المثمرة واليانعة هو أحد أهم الأهداف السامية التي يسعى الأنبياء لتحقيقه. كما أن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله أمر بإقامة القسط والعدل بين الناس لقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وآله أن نقيم علاقاتنا الاجتماعية والأسرية أولاً على أساس العدالة والقسط وأن نتجنب أي ظلم. عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: [أبصر رسول الله صلى الله عليه وآله رجلاً له ولدان فقبّل أحدهما وترك الآخر فقال صلى الله عليه وآله: (فهلّا واسيت بينهما؟!)(١).

إن من أكثر الأساليب عدالة هو أن نعامل الناس ونعامل أبناءنا ونعامل الجميع بالأسلوب الذي نحبّ أن يعاملونا به، أي أن لا نرضى للآخرين بما لا نرضاه لأنفسنا وأن نحب ونرضى للآخرين ما نحبه ونرضاه لأنفسنا. وإذا ما تعاملنا مع الآخرين على هذا الأساس وجعلنا تعاملنا قائماً على أساس العدل والمساواة والإنصاف عندها نكون قد حظينا بمحبة ورضا الله ومحبة ملائكته وجميع الناس في هذه الدنيا. إذن فإن الالتزام بالعدالة وتجنب الظلم والتمييز - الذي هو تصرف غير مشروع ومؤذ - في محيط البيت والأسرة وعلى صعيد العلاقات العائلية والاجتماعية يعتبر من أهم الواجبات التي تقع على عاتق الجميع ولا سيما الكبار. فالآباء والأمهات عليهم أن لا يمارسوا الظلم والتمييز فيسببوا الانزعاج والأذى لأبنائهم وذلك لكي يحافظوا على مكانتهم بين أبنائهم ويحظوا باحترام الأبناء ومحبتهم بشكل دائم ولكي يوفقوا في جهودهم لتربية الأبناء وإرشادهم وتوجيههم. ومن أجل أن يعرف الآباء والأمهات ما هي التصرفات التي تعتبر ظلماً بحق الأبناء وما هي الأعمال التي تعتبر تمييزاً فيما بينهم، يجب عليهم أن يجعلوا أنفسهم - ولا سيما أحاسيسهم ومشاعرهم خلال فترة الطفولة وفترة المراهقة التي مروا بها - ميزاناً ومعياراً فلا يرضوا لأبنائهم بما لم يكونوا هم يرضوه لأنفسهم عندما مروا بنفس المرحلة من العمر.

عزيزي القارئ الرسالة التالية تبين لنا الآثار المؤذية والضارة التي تنجم عن التمييز بين الأطفال والأبناء داخل محيط الأسرة:

الرسالة:... إني فتاة في السابعة عشرة من العمر أعيش في أسرة تسودها المحبة والوئام والتفاهم، والدي ووالدتي يتمتعان بدرجة عالية من الأدب والفهم والوعي والخلاصة فان حياتي سعيدة بكل معنى الكلمة ولكن ما يؤذيني ويعذبني جداً هو التمييز الذي أعاني منه وأواجهه من بق جدتي (والدة أبي) التي لديها ثلاثة أولاد أحدهم والدي. إن جدتي هذه تحب أولادها وأحفادها الآخرين أكثر بكثير من حبها لي ولوالدتي، فهي عندما تعود من السفر تجلب معها الهدايا لهم وفي الأعياد تقدم الهدايا لأحفادها ولكنها عندما تأتي إلى بيتنا لا تقدم لنا أية هدايا... والحقيقة أننا منزعجون جداً لهذا التمييز ولا سيما والدتي.

هذا على صعيد البيت، أمّا على صعيد المدرسة نجد مع الأسف مديرة المدرسة تمارس أقصى درجات التمييز بين الطالبات..: مما أفقد هؤلاء الطالبات أي شعور بالمحبة والصداقة تجاهها حيث بتن ينفرن منها وهي التي من المفترض أن تكون موضع احترام وثقة الطالبات ومستودع أسرارهن.

١- يا بنتي العزيزة! كم كان جميلاً ورائعاً أن تعربي أولاً عن شكرك لجدتك التي ربّت لك في حجرها مثل هذا الأب الطيب ومن هذه الناحية فإن جدتك لها حق كبير جداً عليك وعلى والدتك.

٢- لعل سبب هذا الجفاء بينك وبين جدتك يكمن في هذه النقطة بالذات وهي عدم شكرك أنت ووالدتك لها وقد يكمن أيضاً في تعامل والدتك الجاف معها وعدم إظهارها للمحبة تجاهها. وعليك أنت أن تنبهي والدتك إلى هذه الناحية المهمة جداً. ونحن نسأل لو أن والدتك كانت تعامل جدتك بمحبة وتبتسم في وجهها وتعرب لها عن شكرها وامتنانها وتستقبلها في بيتها بكل صدق وإخلاص، فهل كانت جدتك تتصرف معكم بهذا الشكل؟

٣- على أية حال إننا نوصي الكبار - ولا سيما جدتك - بأن يظهروا محبتهم لأبنائهم وأحفادهم ويأخذوا بعين الاعتبار مشاعرهم الرقيقة وأحاسيسهم المرهفة. ووصيتي لك يا ابنتي العزيزية ولكل المراهقين والشباب هي أن تجعلي نفسك أسمى وأنبل من أن تقارنيها مع الآخرين وأن تنظري إلى شؤون الحياة من قمة الكرامة والحِلم، وحبذا لو قلت في نفسك: ما هو الواجب الملقى على عاتقي؟ هل قمت بهذا الواجب؟

______________________________________

١) بحار الأنوار ج٧٤ ص ٨٤. ميزان الحكمة ج١٠ ص ٧٠٦. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.