أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-12-2021
![]()
التاريخ: 23-1-2022
![]()
التاريخ: 15-12-2021
![]()
التاريخ: 30-12-2021
![]() |
كيف تنشا الأحلاف ومبررات نشأتها :
لكي تعلل نشوء الأحلاف فإننا تقوم بدراسة نشوء حلف معين لاستخلاص العوامل الأساسية التي أظهرته إلى حيز الوجود ثم نطبقها على الأحلاف الأخرى، فإذا تقاربت او تشابهت هذه العوامل يمكننا التوصل إلى نظرية مسيئة يمكن ان تكون قاعدة لبقية الأحلاف، وسنتناول حلف وارسو كمثل لهذا الموضوع.
لقد جاءت المعاهدة الصداقة والتعاون المتبادلة المبرمة في مدينة وارسو بين الاتحاد السوفيتي وحلفائه الأوربيين السبعة (البانيا، وبلغاريا، والمجر، ورومانيا، والمانيا الشرقية، وبولندا، وتشيكوسلوفاكيا) في 14 مايو عام 1955 ، وذلك بعد ستة ايام من إنشاء اتحاد اوربا الغربية، الذي جعل المانيا الغربية دولة ذات سيادة وقبلها عضوا عاملا في حلف شمال الأطلنطي.
وكان حلف شمال الأطلنطي قد ابرم في ابريل عام 1949 بين الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا وبلجيكا وهولندا ولوكسمبورج والدانمرك والنرويج وايسلندا والبرتغال، نغم انضمت تركيبا واليونان الى الخلف عام 1952 ، وتنص المادة الخامسة من هذا الاتفاق على : إن اي اعتداء مسلح على دولة او اكثر منها في اوربا او امريكا الشمالية يعتبر اعتداء عليها جميعا، وبالتالي تلتزم كل منها بمساعدة الدولة او الدول المعتدى عليها باتخاذ ما تراه لازما من تدابير ما في ذلك استعمال القوة المسلحة فرديا او بالاتفاق مع الأطراف الأخرى. وقد نص الاتفاق على سريانه لمدة عشرين عاما. أما حلف وارسو الذي ابرم لمدة عشرين عاما ابقا فقد نصت مادته الرابعة على ما يلي :
"وفي حالة وقوع اعتداء مسلح في اوربا على طرف او اكثر من أطراف المعاهدة، من قبل دولة او مجموعة دول، تبادر كل دولة في المعاهدة فرديا او بالاتفاق مع الأطراف الأخرى إلى مساعدة الدولة او الدول التي كانت عرضة للعدوان بكل الوسائل التي تراها ضرورية بما في ذلك استخدام القوة المسلحة".
وبذلك فإن حلف وارسو يشبه في نصوصه إلى حد كبير حلف شمال الأطلنطي، ولا نعتقد أن حلف وارسو جاء ردا مباشرا على حلف الأطلنطي الذي سبقه بست سنوات، لكنه يمكن أن يكون ردا مباشرا على حلف شمال الأطلنطي الجديد بعد انضمام المانيا الغربية إليه بعد الاعتراف بحقها الكامل في السيادة وقبولها عضوا بالحلف، بشرط تنازلها عن حقها في بناء أسلحة نووية أو كيماوية أو بيولوجية او صواريخ بعيدة المدى أو قاذفات قنابل.
وكما كان حلف وارسو نتيجة لتوقيع معاهدة الدولة النمساوية التي وضعت حدا قانونيا لاحتلال النمسا من قبل السوفييت والدول الأوربية الأخرى، فقد كان الاحتلال السوفيتي للنمسا الأساس القانوني للمعسكرات السوفيتية في المجر ورومانيا، فلما انتهى الاحتلال السوفيتي للنمسا لم يعد هناك مبرر قانوني لهذه المعسكرات، كما أن إدخال المانيا الشرقية ضمن دول حلف وارسو اوجد مبررا للوجود السوفيتي في دول شرق أوربا.
والواقع أن حلف وارسو لم يكن نتاج التفكير السوفيتي فقط، أو أنه لخدمة الاتحاد السوفيتي فقط كما يتصور البعض، وإنما نتيجة معاناة دول شرق أوربا من الألمان طوال النصف الأول من القرن العشرين، والذي أحبباه ظهور المانيا كدولة ذات سيادة من قبل الغرب وما يمكن أن يترتب على ذلك من مشكلات لهده الدول، فقد أصبح من مصلحة هذه الدول أن تشكل نوعا من اشكال الدفاع المشترك مع الاتحاد السوفيتي.
من هنا نرى أن حلف وارسو كان ردا على تصرف مشابه لخصم كبير ممثلا في حلف شمال الأطلنطي وخصوصا بعد انضمام المانيا وحصولها على سيادتها، وبذلك يصبح التغيير في الحالة العسكرية سابقا لإنشاء الحلف الذي يضم دولا تخشى هذا التغيير، وبهذا يمكننا الوصول إلى فرضية عامة على الشكل التالي :
"تشكل الدول حلفا عندما تواجه تغييرا جديدا ومهددا في الوضع العسكري، وتحاول الدولة المسيطرة فيها لسلوك طرق جديدة لتدعيم مركز قوتها في مواجهة الخصم ومركز نفوذها على حلفائها إذا تعرض احد المركزين للخطر".
وإذا طبقنا هذه الصيفة العامة على الاحلاف الرئيسة الأخرى في العالم وهي: حلف شمال الأطلنطي NAT وحلف جلوب شرق آسياCENTO والحلف المركزي (حلف بغداد) SEATO لوجدنا عناصرها الثلاثة هي:
( ١) تغيير جديد مهدد في الوضع العسكري.
(٢) الدولة المسيطرة تسعى لدعم مركزها في مواجهة الخصم.
(3) الدولة المسيطرة تسعى لتدعيم مركزها حيال حلفائها.
ومن أهم مظاهر تطور الحلف حجمه، فالأحلاف في حالة مد وجزر، وإذا تأملنا تطورات الأحلاف كالأطلنطي ووارسو والحلف المركزي لوجدنا تغيرات هامة طرأت على هذه الأحلاف، وإذا لم يكن ذلك في الشكل الرسمي للعضوية، فغي درجة الالتزام من قبل الأعضاء بدعمها، كما حدث بالنسبة لموقف فرنسا التي انسحبت من حلف الأطلنطي، وموقف الصين من تحالفها مع الاتحاد السوفيتي عام ١٩٧٢، وموقف اليونان من حلف شمال الأطلنطي بسبب الاحتلال التركي لجزء من قبرص.
وإذا تصورنا أن الأحلاف تساهم في استتباب أمن أطرافها فإن ذلك يعد هاما بحد ذاته، لكن هذا الادعاء الذي يراه البعض غنيا عن الشرح هو لدى آخرين موضوع شك كبير، ومن هؤلاء المشككين في جدارة الأحلاف كلوز كنور Knor Klaus اللي يقول : "إن القوة المسلحة اقل فائدة إما بسب مشروعيتها المحدودة أو بسبب الخوف من التصاعد في استخدامها، فإن الأحلاف ينبغي أن تكون أقل مما كانت عليه" .
ويرى جون بورتون John Burton: أن التنافس العسكري بين مجموعتين متصارعتين وشيوع القطبية الثنائية في البنيان السياسي الدولي لا يفشل في تحقيق مزيد من الأمل فحسب، بل يساهم باطراد في زيادة التوتر وجعل الخلاف أكثر حدوثا. فالأحلاف لا تفشل فقط في تحرير أعضائها من الإنفاق الزائد على التسلح، بل إنها تخلق تنافسا بين كتل من الدول مما يحتم مزيدا من الإنفاق".
على أنه ما أن يقوم تحالف مع دولة حتى ترداد أهمية استمرار حكومة تلك الدولة، ويصبح التركيز على الحيلولة دون حصول أي تغيير سياسي داخلي يكون من شأنه تهديد التحالف، وهكذا انساقت الولايات المتحدة إلى دعم حكومات طاغية وغير شعبية لكي تضمن عدم حدوث مثل هذا التغيير، وكذلك فإن المساعدات قد أعطيت على أساس تمييزي مرجعه إلى الاستراتيجية القصيرة المدى أكثر من أهداف الرفاهية البعيدة.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|