العوامل الطبيعية المؤثرة في قوة الدولة- المظاهر الطبيعية- الانهار |
1831
05:45 مساءً
التاريخ: 30-12-2021
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-1-2022
1512
التاريخ: 17-11-2020
2742
التاريخ: 20-5-2022
1507
التاريخ: 2023-02-24
889
|
الانهار:
إن أهمية النهر بالنسبة للدولة تعتمد على طبيعة هذا النهر من حيث انحداره وطوله، ومقدار ما يحمله من مياه، وما ينتهي إليه هذا النهر، إذا كان سينتهي إلى بحار مغلقة كبحر قزوين، أو بحار مفتوحة كالبحر الأبيض المتوسط، أو ينتهي إلى محيط، وهذه أيضا تختلف من محيط لآخر، كما أن الطبيعة وادى النهر والطروف الطبيعية التي يمر بها مجراه أثرها الهام.
وأهمية النهر للدولة تعتمد في جزء كبير منها على طبيعة وادى النهر نفسه، وكذلك على الطروف الطبيعية في الأراضي القريبة منه، فقبل أن يعرف الإنسان كيف يقيد ويسلسل الأنهار، كانت هذه مقبولة كحد سياسي بين الدولة، وذلك لسهولة تمييزها من ناحية، ثم لأنها هي والسهل الفيضي الذي حولها تكثر فيها المستنقعات من ناحية أخرى، من ثم أصبحت وظيفتها دفاعية، فكانت الأنهار تقوم بوظيفة الفصل بين الوحدات، ولكن الأنهار هي واوديتها تعطي طرقا سهلة للتحركات البشرية، حتى ولو جرى النهر في منطقة سهلية بحيث أن التحركات في داخل الدولة كانت تتبع الخطوط النهرية قبل ظهور السكك الحديدية، وحتى بعدما اصبحت السكك الحديدية وسيلة عالمية للمواصلات، نجد أن الذين يمدون الخطوط الحديدية يتبعون اسهل الانحدارات وأكثرها تدرجا، ولن يجدوا خيرا مما تقدمه أودية الأنهار من تدرج، وبذلك تثبت الأنهار مرة اخرى انها عامل وصل قبل أن تكون عامل فصل.
ليس من شك إذن، أن الأنهار كانت من وسائل التقدم البشري، حيث أنها كانت تتبعها الهجرات في كثير من الأحيان، فلقد كان سانت لورانس والمسيسبي هما المحوران التي امتدت على حولها الممتلكات الفرنسية في أمريكا الشمالية، و توغل المستكشفون الفرنسيون إلى داخلية القارة بفضلها، وكانت مناطق عبور الأنهار قبل بناء الكباري من الأهمية بمكان، حتى ان اكثر المدن ترجع في نشأتها لصلاحية النهر كمكان للعبور عندها، ثم أخذت في النمو بعد ذلك وفي بعض الأحيان نمت المدن على جزيرة في النهر، لأنها تتمتع بميزتين : عامل الحماية من ناحية، وأهميتها العبورية من ناحية أخرى، وباريس مثل حي وبارز على مدن الجزر.
غير أن الأنهار أحيانا ما تكون عامل فصل، وتصبح من الأمور المضادة أو التي لا تساعد على الوحدة الوطنية، ويأتي هذا نتيجة عوامل منها الأتساع الكبير لعرض المجرى المائي بحيث لا يمكن إقامة كوبري عليه، وقد يرجع إلى طبيعة تدفق وتصريف النهر أكثر منها من مجرى النهر، كأن يكون الوادي على هيئة خانق، ولعل خوانق الأنهار في إسبانيا من خير الأمثلة في هذا المضمار، كذلك الحال في خانق الزمبيزي الذي يتلو شلالات فيكتوريا، وهناك خانق
الكلورادو الشهير بالولايات المتحدة الأمريكية الذي يمثل صعوبة كبيرة لو كان هناك ضرورة ملحة لربط المرتفعات التي على جانبيه.
ويمكن القول أن من بين الفوائد العديدة التي يجنيها الإنسان من مياه الأنهار، هناك اربع فوائد رئيسة، فالأنهار تستخدم أحيانا كحدود سياسية، وتستغل مياهها في الري في بعض جهات العالم حيث يسود الجفاف المناخي وهذه الدول هي التي عرفت باسم دول الري rrigation States, وبضاف إلى هذا استعمال مياه الري في أغراض صناعية كتبريد المولدات الكهربائية ومثل هذه المياه لا تضيع كما هو الحال في مياه الري بل ترجع إلى النهر، وإن كانت في هذه المرة الأخيرة تحتوي على مواد كيماوية قد تكون سامة فتقضي على الأسماك وتجعلها غير صالحة للاستخدامات الأخرى وهذا نموذج لمشكلة تلوث البيئة.
وإذا كان استغلال وتنظيم الاستفادة من مياه النهر هي مسالة وطنية بحتة، لما كان هناك داع للتفصيل في هذا الموضوع في مجال الجغرافية السياسية، ولكن المشكلة تأتي من أن معظم الأنهار دولية لأنها تجري في دولتين أو أكثر، من ثم كان لابد من الاتفاق على طرق استغلال الأنهار بين الدول الواقعة في أحواضها حتى لا تضار إحداها، ولعل الاتفاقيات الخاصة بتنظيم الملاحة هي أسهل هذه الاتفاقيات، على اعتبار أنها لا تؤثر كثيرا في مياه النهر بينما نجد الاتفاق على توزيع مياه النهر أو استغلالها باي طريقة من الطرق اكثر صعوبة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|