أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-1-2016
5660
التاريخ: 28-1-2016
8612
التاريخ: 27-12-2021
1410
التاريخ: 6-1-2022
6155
|
الجغرافيا السياسية لمبادرات السلام
لقد تم تصور ثلاثة اقتراحات إقليمية لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بالوسائل السلمية وهي في انتظار تفعيلها منذ نهاية حرب الخليج في عام 1991 ، ولكن على الرغم من دخول العديد من الأطراف في هذه العملية، لم يكن هناك أي تقدم ملموس في أي من هذه الاقتراحات. ويمكن وصف هذه الاقتراحات لتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط بأوصاف الأرض مقابل السلام" و "السلام الشامل" و "السلام مقابل السلام". وينطوي كل من هذه الصيغ على مكونات إقليمية مختلفة يتم تفسيرها بشكل مختلف من قبل الأطراف المعنية.
كان مفهوم الأرض مقابل السلام، وما زال، هو الصيفة التي تتمتع بأعلى درجات القبول في المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والفلسطينيين. وهي تعرف أيضا باسم حل الدولتين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، تدور هذه الصيفة حول إلزام إسرائيل بالامتثال لقرارات مجلس الأمن الدولي رقمي 242 و ٣٣٨ و اللذين يدعوان إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها بالقوة العسكرية في حرب يونيو عام 1967، أي الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وقطاع غزة, وقد كانت إسرائيل، بشكل ملحوظ، في حالة خرق مادي لهذه القرارات الخمسة وثلاثين عاما. لكن بمجرد أن تمتثل إسرائيل لهذه القرارات، حسب ما برد في الرواية، سيعطى الفلسطينيون الفرصة لتحقيق تقرير المصير والسيادة على هذه الأراضي، والتي تشكل 23%من وطنهم, وغني عن القول، ينظر الشعب الفلسطيني وقيادته إلى هذا الحل على أنه سوية إقليمية تاريخية، تسوية تعترف صراحة بسيادة إسرائيل على ال 77% المتبقية من فلسطين كما هو محدد من قبل الانتداب البريطاني القديم. كما تمثل هذه التسوية التاريخية، بشكل ملحوظ، جوهر خطاب الرئيس ياسر عرفات في تصريحه المتكرر عن "سلام الشجعان"، الذي كان يأمل أن يتوصل إليه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحق رابين في إطار اتفاقيات أوسلو العامي ١٩٩٣ و ١٩٩٠.
يشير مصطلح "السلام الشامل" إلى أنه بمجرد حل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني على أساس صيفة الأرض مقابل السلام، فلربما تصبح إسرائيل في وضع أفضل لتحقيق علاقات سلمية كاملة وشاملة مع بقية الدول العربية لم يكن لدي معظم الدول العربية، باستثناء سوريا ولبنان، أي نزاع حدودي مع إسرائيل، وقد أكدت القمة العربية التي عقدت في بيروت عام ٢٠٠٢ مجددا على استعداد العرب للاعتراف بوجود إسرائيل في إطار ما عرف بخطة السلام السعودية - وهي خطة تمت الموافقة عليها أيضا من قبل معظم الدول العربية.
وخلافا للمفهومين السابقين، تحظى صيفة "السلام مقابل السلام" بتأييد كبير من المجتمع الدولي من خارج دوائر معينة محافظة في الولايات المتحدة وبرفض تام من قبل الفلسطينيين، فهذا المفهوم لا يرى حاجة لانسحاب إسرائيل من أي بقعة أرض اكتسبتها بالقوة من الفلسطينيين، ويذهب أيضا إلى أنه يتوجب على الفلسطينيين والعالم العربي قبول أو الرضوخ لهيمنة إسرائيل وسيطرتها على كل أراضي فلسطين من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط، فسوف تقدم إسرائيل السلام للعرب ولكنها لن تقدم لهم أرضا، وهي بذلك تتجاوز سعي الفلسطينيين إلى تقرير المصير وجميع قرارات الأمم المتحدة تماما.
ولقد أصبحت هذه الصيفة تقريبا المخطط الضمني للحكومة الإسرائيلية الحالية بقيادة حزب الليكود في التعامل مع القضايا الفلسطينية على الرغم من التصريحات المتفرقة التي أدلى بها رئيس الوزراء، والتي تعلن عن الاستعداد لقبول صيفة محددة يتوافر فيها الحد الأدنى من الدولة وفقا لأحكام إسرائيل. وبعيدا عن هذا الحل، هناك بعض القطاعات في الطبقة السياسية الإسرائيلية والجمهور تفضل بديلا لذلك، وهو عبارة عن سيناريو متطرف في الأساس يتضمن نقل الفلسطينيين بالقوة أو باختيارهم من فلسطين إلى الضفة الشرقية لنهر الأردن، في مرحلة ما في المستقبل، حينما يتم وضع القاعدة السياسية لمثل هذه الخطوة الجذرية، وعندما يبدو الوقت ملائما لذلك, وبذلك فالدارس للجغرافيا السياسية لمثل هذه المبادرات يجب عليه تسليط الضوء على الممارسات المكانية للهيمنة التي تمارسها إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|