الحرب النووية الشاملة All Out Nuclear war

ماذا يحدث لو نشبت حرب نووية عالمية شاملة؟ في واقع الأمر تتدجج الكرة الأرضية بترسانة هائلة من الأسلحة النووية. بعضها محمول على أقمار تدور في الفضاء حولنا وأخرى على ظهور مدمرات وفرقاطات وحاملات طائرات نووية تمخر عباب البحار والمحيطات وآلاف منها تقع هناك في أقبيتها تحت الأرض بالإضافة إلى الغواصات النووية التي تسكن قيعان المحطات. لقد قدر مخزون العالم من الأسلحة النووية بما يكفي لتدمير الحياة كلها على كوكبنا المسكين مائتي مرة!! 

أ- تفجير سلاح نووي:

لنفترض أن قنبلة زنة 1 - 20 ميجاطن قد انفجرت على ارتفاع قدره 700 متراً فوق سطح الأرض. فماذا يحدث؟

- يرى أولاً ومضة من الضوء الأصفر.

- يبدأ عمود كثيف من الدخان الأسود في الصعود.

- تظهر كرة نارية حمراء.

- يسمع صوت الانفجار كأنه الرعد. (قال الناجون من هيروشيما أنهم سمعوا صوت الانفجار بعد دقيقة).

- تهتز الأرض كما لو أصابها زلزال.

- يظهر أخيراً شكل فطر عش الغراب كما بالشكل (1)

 وتظهر تأثير الانفجار في أشكال رئيسية ثلاثة وهي:

1.     الانفجار. Blast.

2.     الحرارة. Heat.

3.     الإشعاع. Radiation.

سوف يمتد تأثير انفجار قنبلة زنة 20 ميجاطن ليغطي مساحة قدرها حوالي Km² 5000.

أ) انفجار أول قنبلة نووية تعرفها البشرية في 7/16/ 1945  بموقع ترنتي بالقرب من الماجوردو بالصحراء المكسيكية.

ب) انفجار قنبلة نووية تحت الأرض بموقع التجارب بصحراء نيفادا الأمريكية تسبب الانفجار في حفر كهف ضخم وأدى تأثير الانفجار إلى تداعي القشرة الأرضية كما بالشكل. وعلى كل حال لم تتداعى القشر: الأرضية بالكامل ومن ثم ردمت المواد المشعة داخل الكهف، ولكن لوحظ وجود تشققات وتسربات للمواد المشعة من القشرة مما أدى إلى تفريغ المنطقة من السكان.

الشكل (1): شكل عام لانفجار سلاح نووي

الجدول (1)

ب- مهاجمة المفاعلات النووية العاملة:

يوجد في العالم حتى عام 1981م 501 مفاعلاً نووياً عاملاً هذه الأيام، 78 منها في الولايات المتحدة الأمريكية، 56 في جمهوريات السوفييت والأخرى موزعة على دول العالم المختلفة. وتنطلق من هذه المفاعلات نواتج انشطار أهمها: السيزيوم — 137 والكريبتون والانديوم والسترنشيوم — 90- وهذه ذات أعمار نصف طويلة فإذا قصفت هذه المفاعلات بالأسلحة التقليدية أو النووية فإن هذه النواتج سوف تنتشر إلى البيئة المحيطة وتتلوث بهذه المواد المشعة. وقد تبين أنه نتيجة لذلك يحدث ما يلي:

- ينتشر التلوث الإشعاعي على بعد قدره 300 كيلومتراً من المفاعل

- ينتشر التلوث الإشعاعي على بعد قدره 600 كيلومتراً أخرى من المفاعل. نتيجة لتدمير المفاعل. يبين الجدول (1) أهم النظائر المشعة التي تسبب التلوث الإشعاعي

- ومن ثم يمتد الدمار والتلوث إلى مسافة قدرها 1000 كيلومتر من المفاعل. وذلك نتيجة لعوامل كثيرة منها هبوب رياح عاتية تبلغ سرعتها Km/h 60 نتيجة للقصف.

ج- المطر الأسود Black Rain:

بينا فيما سبق أنه عند حدوث الانفجار بالقرب من سطح الأرض تعمل الحرارة والتفريغ الناتجين عن الانفجار على امتصاص قشرة الارض القريبة ومن ثم ترتفع جزيئات من الغبار مع كرة اللهب. وتنتج في هذه المأساة مواد مشعة كثيرة بفعل النيوترونات الناتجة عن الانفجار ويسبح هذا الغبار في الغلاف الجوي ويعمل على تغطية وجه الشمس فيما يعرف بالسحب السوداء وقد تصل هذه السحب إلى طبقة الستراتوسفير (على ارتفاع قدره حوالي km50). وعندما يبرد هذا الغبار يتساقط على شكل تساقط نووي أو يهبط مع المطر فيما يعرف بالمطر الأسود الذي يعمل على تلوث اجزام المعمورة. مؤدياً إلى ظهور أمراض إشعاعية كثيرة مثل الليوكيميا وغيرها. . . ويمتد هذا التأثير إلى 150 كيلومتراً من

مركز الانفجار كما وقد يسبح الغبار مع طبقات الجو العليا ومن ثم يعمل على زيادة الطين بلة!!.

كما وينتج عن تغطية وجه الشمس بهذه السحب حجب ضوء الشمس عن الأرض ومن ثم تهبط درجة

الحرارة إلى حواليC 50 - . ويساعد على ذلك أيضاً، (في حالة نشوب حرب شاملة) تولد كميات ضخمة من السحب تنتج عن احتراق ما يلي:

1- حقول البترول حيث يحترق حوالي 30,000 طن من البترول مما ينتج عنه تولد كمية من الدخان قدرها 500 مليون طن .

2- المصانع: إذ ينتج عن ذلك تولد 1500 مليون طن من الدخان.

3- الغابات والنباتات على الأرض: وينتج عن ذلك تولد 300 مليون طن من الدخان.

ومن ثم ينشأ عن ذلك ما مجموعه 2300 مليون طن من الدخان.

وبالتالي سيعمل ذلك على تغبير وجه الحياة على وجه الأرض ومناخ الأرض أيضاً. ومن ثم يبدأ ما يسمى بالشتاء النووي.

د- الشتاء النووي (Nuclear Winter):

إذا بدأت الحرب في شهر يوليو مثلاً فسوف تهب الرياح من الشمال نحو الجنوب في اتجاه حظ الاستواء ويبدأ زحف الجليد من القطبين نحو خط الاستواء وذلك خلال أسبوعين. وذلك كما في الشكل (2) حيث أمكن تغذية بعض البيانات إلى الحاسبات الإلكترونية (Computers) ومن ثم تم استخراج الشكل (2). فبعد عشرة أيام سوف يغطي الثلج والجليد أوروبا وأمريكا، ومن ثم ستهب رياح الصقيع الباردة التي ستعمل على تجميد البحار والمحيطات وبالتالي ستفقد الأرض مخزونها المائي. وينتج عن ذلك موت الأحياء المائية ومن ثم تفقد الثروة السمكية وغذاء الإنسان البحري.

- كما وينتج عن الصقيع تدمير وسائل المواصلات.

- وينتج عن ما سبق تكون الصحارى الجليدية التي ستغطي وجه المعمورة.

- ستتراوح درجة الحرارة على وجه الكرة الأرضية بين C, - 8 C 50-.

- وسوف يمتد الشتام النووي لمدة تتراوح بين نصف عام وثلاثة أعوام.

فماذا يحدث إذا امتد الشتاء النووي لمدة عام واحد؟!

تتلخص الإجابة على هذا السؤال فيما يلي:

1.     تتكون الصحاري الجليدية.

2.     سينضب الأكسجين من الغلاف الجوي.

3.     ستتكون بدلاً منه غازات سامة.

4.     سيعمل الإشعاع والتلوث والغبار النووي على إتلاف طبقة الأوزون التي تحمي الحياة على الأرض ومن ثم تزداد كمية الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى سطح الأرض مما سيؤدي إلى تقلص فرص الحياة على سطحها.

5.     كما ستحدث تغيرات قاسية وعنيفة حيث تهب الرياح العاتية وتتساقط الأمطار السوداء وتهب الأعاصير مما يؤدي إلى تدمير الحضارة على سطح الأرض.

الشكل (2)

6.    كل ذلك سيؤدي إلى تدمير الحياة البشرية على الأرض.

ستؤدي هذه الحرب إلى مقتل حوالي 3800 مليون إنسان ويبقى حوالي مليار إنسان فقط تقاسمهم الكرة الأرضية الحشرات التي سيكتب لها السلامة من الحرب النووية كالصراصير وغيرها من الكائنات التي قد تأخذ أشكالاً مرعبة وحجوماً خيالية لا يعلمها إلا الله. . . كل ذلك سيحدث إذا استخدم فقط %1/2 من مخزون العالم من الترسانة النووية والذي يقل عن حمولة خمس غواصات نووية فقط. حقاً أن حرباً كهذه يجب أن لا تحدث وإلا ستعود الحياة على وجه الأرض إلى عصور ما قبل التاريخ!!..

فإذا ما قدر لك أن تسمع صفارة إنذار غارة نووية فما عليك إلا أن تقف حيث كنت وتختبئ في أقرب مكان وتحمي وجهك وعينيك بيديك وتدعو الله أن لا تكون في منطقة الصفر.

هـ- المخابئ النووية:

يجب أن تحفر هذه الملاجئ على أعماق مناسبة تحت سطح الأرض. ويمكن استخدام الأدوار السفلي في العمارات السكنية كملاجئ. كما ويجب أن يزود الملجأ بكمية مناسبة من الماء والطعام تكفي للبقاء على قيد الحياة لمدة تتراوح بين أسبوع وعشرة أيام على الأقل. كما ويجب أن تتوفر وسيلة للتزود بالهواء النقي خلال هذه الفترة.