المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

Sound system Vowels DRESS
2024-03-30
تفسير الآية (56-61) من سورة القصص
6-10-2020
ضابط قبول القراءة
10-10-2014
مواد النشرة- خبر مع صورة ثابتة (CAP).
28-9-2020
الاستدلال
17-2-2017
مبدأ تسليم المجرمين دوليا
6-8-2017


اهتم بأعجب ما فيك  
  
1986   12:59 صباحاً   التاريخ: 9-1-2022
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تستخدم طاقاتك؟
الجزء والصفحة : ص7 ـ 16
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-29 172
التاريخ: 2024-09-29 171
التاريخ: 27-8-2022 1424
التاريخ: 1-6-2022 2494

هل سألت نفسك يوماً: ما هو أعجب ما في نفس الإنسان؟

قد تقول: إنه العقل، فالإنسان يمتاز عن الحيوان بالعقل، وعن طريقه يستطيع أن يصعد إلى عنان السماء ويغوض في أعماق البحار، إلا أن العقل ليس أعجب ما في الإنسان حتماً ـ بالرغم من أهميته وفضيلته ـ لأن العقل غير قادر على التحكم في تصرفات الإنسان.

فكم من امرئ يأمره عقله بشيء وهو يعمل بخلافه، وكما يقول الإمام علي (عليه السلام): (كم من عقل أسير عند هوى أمير) (1).

وقد تقول: إن أعجب ما في الإنسان هي روحه التي بين جنبيه، إذ لا قيمة لأحد من دون الروح، وبمجرد أن تخرج الروح من الجسد، يتحول إلى تراب تذروه الرياح السافيات.

ومع أن الروح هي أساس الإنسان بالفعل، إلا أن الروح ليست أعظم ما فيه، لأن الروح في حقيقتها تتصرف حسب أمر آخر وهو الإرادة، إن الإرادة في الإنسان هي الحاكمة على كل شيء فيه فهي تتحكم في عقله وأفعاله وتصرفاته، وهي تقود جسمه وروحه إما إلى خير وإما إلى شر.

فالإرادة هي التي تأمر العقل بالتفكير، ومن دون أن تفرض الإرادة على الإنسان بأن يعمل بما يطلبه العقل فإنه لن يعمل به، إن الناس بالإرادة يختارون، وبها يعملون وينتجون، وحينما تضعف الإرادة فلا شيء يمكنه أن يقويها غير ذاتها.

فلا تقوى الإرادة إلا بالإرادة، ومن لا يريد لنفسه أن يمتلك إرادة قوية في الحياة، فلن تكون له إرادة قوية في الحياة.

ولقد أعطى الله عز وجل الإنسان حرية الاختيار، ومنحه العقل لكي ينتخب الخير على الشر، والصلاح على الفساد، والحق على الباطل، والجنة على النار، فإذا لم يفعل فهو المدان، وإذا فعل إستحق الأجر والثواب.

ألا ترى كيف أن أعظم شيء، وأفضل ما يمكن أن يحصل عليه أحد في حياته على هذه الأرض، وهو (الإيمان) لا يمكن تحصيله إلا بالإرادة؟

فالإرادة هي الحاكمة على كل شيء في الإنسان: على عقله، وحياته، وأفعاله، وتصرفاته، ومواقفه، لأنها هي التي تأمر العقل بالتفكير أو تنهاه عن ذلك.

وبالإرادة يطيع الإنسان عقله أو لا يطيع، وبها يختار، وبها ينتج، وإذا ضعفت فلا شيء يقوم مقامها،

فهو بالإرادة قادر على أن تكون له إرادة قوية، وهكذا فإن الإرادة تقوي العقل والعلم، ونفسها أيضاً.

ثم إن الإرادة جهد متواصل يقاوم به الإنسان الصفات السيئة في نفسه، وبها يكافح من أجل إنجاح أهدافه، ويوطد القيم في ذاته.

إن قوة الإرادة هي أولى مظاهر قوة الشخصية، وقد تصل درجات القوة فيها إلى حد إختيار صاحبها أصعب الطرق وأعسرها على النفس، وذلك لأغراض معنوية مثل فعل الخير أو كبح جماح الشهوات.

وفي تعريف الإرادة ينبغي أن نقول إننا نحس بالإرادة ونعرفها جيداً، ولكننا لا نستطيع أن نفسرها بالضبط، غير أن عبارة (الرغبة الشديدة في تحقيق الشيء مع وجود قرار لتلبية تلك الرغبة في مجال العمل) قد تكون أقرب التعابير عن معنى الإرادة.

وبالطبع فإن الإرادة لابد أن تشفع بالصبر، وحسب تعبير أحدهم فإن الإرادة هي تربية النفس على الحزم والثبات، والإقدام على الأعمال الممكنة حتى تحقيقها، فإذا تلاقحت الإرادة بالصبر، فإن ما يعتبر عند كثيرين مستحيلاً، يصبح ممكناً لدى من يملكها.

إن الإرادة صورة الحياة الشاملة، فإن ساءت الإرادة ساءت الحياة، وإن حسنت حسنت الحياة.

من هنا فلا نجاح بدون إرادة، ولا فشل بدون إرادة، فالنجاح والفشل نتاج إرادتين متناقضتين.

فمن يسعى للنجاح ينجح، ومن يسعى للفشل يفشل.

وهكذا فإن إرادتك هي أخطر، وأعز، وأهم ما فيك، وكلما تعززت عندك الإرادة كلما تعزز موقفك في الحياة، وموقفك في المجتمع، وقيمتك في مقياس القيم.

وكلما ضعفت الإرادة فيك، ضعف موقفك وموقعك، ولم تعد قادراً على التمسك بمبدأ معين، وتصبح حياتك حينئذ مثل سفينة هاجمتها العواصف في وسط البحر من دون أن تملك قوة الدفع، فهي تميل ذات اليمين وذات الشمال من دون هدى.

ومن هنا فإن الإرادة التي تستنجد بنور العقل، هي التي تحقق الخير في الحياة، وتختار الحق على الباطل، والصلاح على الفساد، والإيمان على الكفر، والحقيقة على الزيف، والطاعة على المعصية.

وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن الصراع بين الخير والشر هو صراع مستمر في الحياة، وبه يفتتن الإنسان ويمتحن، فإن اختلاف إرادات الناس في نصرة الحق أو الباطل هو الذي يميز بعضهم عن بعض.

فالذين يهتدون بهدى عقولهم في الحياة وينفذون بإرادتهم تعليماته وإرشاداته، هم أصحاب الفضيلة، المتميزون بالحقيقة، الناجحون في ميزان القيم.

أما أولئك الذين يخالفون هدى العقل وينساقون وراء الجهالة، ممن يهملون عقولهم ولم يستنجدوا بإرادتهم، فهم أصحاب إرادة ضعيفة لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.

من هنا فإن الحياد بين الحق والباطل: باطل، لأن ذلك إما نابع من ضعف الاستهداء بالعقل، أو من ضعف الارادة.

فالحق لا يسمح لأحد بالانسلاخ عنه ليكون على الحياد بينه وبين الباطل رغبة في الدعة والأمن، أو رهبة من المشاكل والمصاعب بدل التمسك بالحق وتحمل ما يترتب على ذلك، لأن هذا الانسلاخ تضعيف للحق، ومن يكون سبباً لضعف الحق فهو من أعدائه.

ذلك أن أهل الباطل لا يريدون بالضرورة أن يكون الناس معهم في مواقفهم، وإنما يكتفون منهم أن لا يكونوا ضدهم لمصلحة الحق.

ألا ترى كيف أن الطغاة يسعون دائماً إلى تحييد الناس لكي لا يدافعو عن ضحاياهم؟ فمن يسرق داراً لا يطلب من الجيران المساعدة له في ذلك، بل يكتفي بأن يسكتوا على جريمته.

لذلك كان الصمت على الجريمة، جريمة، والحياد في الصراع بين الحق والباطل، باطلاً.. والسكوت على الظلم، ظلماً.

وكما يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (فإن الأشياء إما حق وإما باطل، وما بينهما باطل).

إن البعض يحبذ أن يجمع بين الحق والباطل، والخير والشر، والصلاح والفساد، فهو تارة مع هذا وتارة مع ذاك، ومثل هؤلاء يميلون مع كل ريح، أتباع كل ناعق، ويعتبرون ذلك من الحياد الإيجابي الذي لا يرفض أحد الأمرين لمصلحة الآخر.

وبعضهم يفضل الحياد السلبي أي الانعزال عن معركة الحق والباطل، والابتعاد عن الصراع بينهما على قاعدة: (ما لنا والدخول بين السلاطين) أو على قاعدة: (لقد سلمت منهم سيوفنا، فلتسلم منهم ألسنتنا).

إلا أن ذلك يعني في كلتا الحالتين نصرة الباطل، وذلك نابع إما من إهمال العقل أو من ضعف الإرادة.

ولقد وضعت الشريعة الإسلامية برنامجاً لتقوية الإرادة في سبيل الخير في شهر رمضان الكريم، حيث يقمع المؤمن خلال ثلاثين يوماً شهواته ويمتنع عن الطعام والشراب، وكل ما لذ وطاب أثناء النهار، وبذلك تتقوى إرادة الخير لدى أفراد الأمة.

ثم إنه ليس المطلوب تقوية الإرادة كيفما إتفق، إذ أن الطغاة أحياناً يمتلكون إرادة قوية، وأهل الباطل المتمرسون في الجريمة والمداومون على الإجرام هم أيضاً يمتلكون إرادة قوية، بل المطلوب أن تكون قوة الإرادة في خدمة العقل، والتنافس في الحياة من أجل الخير، {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين: 26].

إن على المرء أن يدخل في سباق مع الخيرين في العمل الصالح، وليس مع الاشرار في ارتكاب الموبقات.

وعلى كل حال فإن على كل إنسان في هذه الحياة أن لا يهمل أعجب ما فيه وهو الإرادة، كما أن عليه أن يحسن الاختيار، وأن يحذر من أن تكون إرادته ضد عقله.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) غرر الحكم، ص 64، ح 819. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.