أقرأ أيضاً
المنظمات الدولية- المنظمات الحكومية الدولية- المنظمات الحكومية الدولية العالمية- أهداف الأمم المتحدة
التاريخ: 21-1-2022
1368
التاريخ: 15-1-2022
1464
التاريخ: 25-1-2022
2638
التاريخ: 18-1-2022
1640
|
- الجبال كحدود طبيعية
كانت دائما النوع المفضل لترسيم الحدود حيث إنها تشكل خطوط دفاع طبيعية فضلا عن كونها ثابتة على الأرض، مما جعلها مستمرة بصورة كبيرة. لكن مع التغيرات والتطورات الغلي طرأت على وسائل النقل والاتصال واختراع الطيران قلت القيمة الدفاعية للحدود الجبلية.
وفي خرائط الحدود السياسة ذات المقياس الصغير تجد أن الحبال تظهر في صورة خطوط تقسيم ذات قمة، إلا أن الدراسات المفصلة أظهرت أن مناطق الجبال لها وحدة وظيفية خاصة بها. فلا تعني وعورتها استحالة الانتقال بين أجزائها ولا تشكل عوائق أمام البشر. فلم تحد جبال روكي من توغل الرواد الأوائل صوب الغرب. كما أن الجبال لم تكن عائقا أمام تقسيم دول أمريكا الوسطى. وقد تكون بعض حواف الجبال في المناطق الجبلية أسهل في عبورها من الأودية.
ويعيب الحدود الجبلية أنها سكنى مفضلة لجماعات بشرية متجانسة ذات حضارة واحدة. وتقسيم الجبال بين الدول يعنى إعاقة حركة الهجرة الفصلية لهؤلاء الرعاة. وينتشر هذا التمعط من الحدود الجبلية بين كثير من دول العالم. مثل: الحدود الهندية الصينية لمسافة تريد عن ٣٠٠٠ كيلو متر. والحدود بين شيلي والأرجنتين. وبين النمسا وإيطاليا وبين فرنسا وإيطاليا. وبين فرنسا وإسبانيا، وبين بولندا وجمهورية التشيك وبين السويد والنرويج.
إن المدقق في الأمثلة التي يسوقها الباحثون عن الفواصل الطبيعية المتفقة مع الحدود السياسية والقومية يجد أنها كلها مليئة بالاستثناءات، فجبال البرانس في مجموعها فاصل بين القوميتين الإسبانية والفرنسية، لكن أطرافها الغربية تسكنها قومية منفصلة هي الباسك، وأطرافها الشرقية تعبرها شبه قومية هي القطالونية المنحدرة من شمال شرق إسبانيا إلى جنوب فرنسا، وفي الوسط نجد إمارة أندورا التي يعود استقلالها إلى ,عام ١٢٧٨م، وكذلك الحال في جبال الهملايا لا تكون الحد الفعلي للقومية الهندية أو الصينية، فهتاك تسرب كثير للمغول عبر السفوح الجنوبية للهملايا مما يجعل معظم الهملايا خارجة علن الحدود القومية للهند، ولئن في هذه المناطق المنعزلة قامت عدة إمارات وممالك حاجزة مثل كشمير ونبال وبوتان، وهنا اختلاط شديد بين الهندوكية والبوذية واللامائية، إذن أين الحدود الطبيعية؟.
إن جبال الألب لم تكن حدودا للإمبراطورية الرومانية إلا في أوقات محدودة وسرعان ما نفذ الرومان عبر ممرات الألب إلى بافاريا والنمسا، ولقد صعد عدد ملحوظ من السكان الحاملين لنوع من القومية الإيطالية جبال الألب ويعيشون فوقها في منطقة جنوب سويسرا — الرومانش — بينما هبط النمساويون في التيرول صوب السفوح المشمسة الجبلية المطلة على سهل لمبارديا الإيطالي.
وفي الواقع نجد أن هناك اختلافات كثيرة حول مسارات الحدود المتوازية مع الجبال، هل ترتفع الحدود إلى خطوط تقسيم المياه؛ أي إلى أعالي الجبال؟ أم يمكن أن تسير الحدود بموازاة السفوح؟ وما هي المشاكل الاستراتيجية والاقتصادية المترتبة على كل منهما؟ وقد يبدو من الطبيعي أن تسير الحدود مع خطوط تقسيم المياه بحيث تضمن لكل دولة حرية التصرف في منابع أنهارها، خاصة وأن مناطق المنابع مؤهلة لتكوين مصادر عظيمة للطاقة الكهرومائية، لكن الأمور لا تسير دائفا على هذا المنوال، فالجبال ليست أراضي خالية من السكان في معظم الأحيان، ولهذا لا يمكن التصرف فيها بدون مراعاة لانتماءات السكان اللغوية والحضارية.
لكن الأمور السياسية لا تسير وفق الظروف الجغرافية الطبيعية والبشرية، بل حسب قوة الدولة في زحزحة ادعاءاتها على الأراضي، أو حسب الاتفاقات التي يمكن أن تصل إليها الدول، وإذا عدنا إلى جبال البرانس مرة أخرى نجد أنها في حقيقة الأمر لا تكون حدودا فاصلة بين فرنسا وإسبانيا، فالرعاة الذين .
يسكنون الجبال غالبا ما يتنقلون بقطعانهم على السفوح الشمالية والجنوبية حسب المواسم المواتية، ولهذا ظلت مشكلة حدود البرانس معلقة بين فرنسا وإسبانيا منذ عام ١٦٥٩ برغم أن الاتجاه كان نحو تثبيتها على قمم الجبال — خط تقسيم المياه — وفي أواخر القرن ١٩ اتفقت الدولتان على ما كان سائدا منذ القرن ١٣؛ وهو السماح للرعاة بالتنقل على السفوح المختلفة، وبذلك فإن البرانس ليست حدا فاصلا، إنما هي منطقة اتصال حدية: تخوم.
إذن تختلف اهمية الجبال كظاهرة من الظواهر الطبيعية التخطيط الحدود تبعا لطبيعتها من ارتفاع وانخفاض وتضرس وانحدار، ففي الوقت الذي تقوم فيه سلاسل جبال الهملايا بالفصل بين الشعبين الهندي والصيني فان جبال الألب لم تمنع اختلاط القومية الفرنسية بالقومية الإيطالية، فكلا القوميتين يعيشان في دولة واحدة وتحت علم واحد الا وهو العلم السويسري، وكذلك لم تقف جبال البنين عائقا أمام الوحدة الايطالية. ولم تقف جبال أطلس في تحقيق وحدة كل من الجزائر ومراكش. فهناك العديد من السلاسل الجبلية والتي لم تستطع الوقوف أمام حركات الهجرات البشرية أو انتشار اللفات والثقافات أو بمعنى آخر فان الجبال قد لا تكون أداة فصل بين قومية واخرى حيث تلعب الممرات والثغرات التي تتخللها ادوارا هامة في تقليل قيمتها كحدود فاصلة بين الوحدات السياسية المختلفة.
ولكن ليس معنى هذا أنثا تقلل من قيمة الجبال كفواصل بين الدول. فلربما يرجع السبب في اختيار ظاهرة الجبال صدود بين الدول الى وعورتها بحيث تجعل الانتقال من جانب الى آخر أمرا ليس بالسهل الهين فبالإضافة الى ان عامل الارتفاع بسبب انخفاض في درجات الحرارة وهذا بدوره يؤدي الى تراكم الثلوج وخلخلة الهواء مما يعوق الحركة الجماعية فان اجتياز الجبال مرتبط بعدة عوامل أهمها مدى ارتفاعها بوعورتها ومدى اتساعها بوجود الممرات بها ومدى سهولة اختراقها ودرجة انحدارها.
يختلف تأثير هذه العوامل من مكان إلى آخر: من اجل ذلك كانت لبعض الجبال القدرة على الفصل بين بعض الدول والشعوب بينما لم تستطع ان تقوم بنفس الدور جبال اخرى. لقد حاولت الكثير من الدول وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية ان تكون حدودها متمشية مع قمم الجبال لأغراض استراتيجية، ولكن يعيب هذا النوع من الحدود أنه لا يتمشى مع قيم الجبال بحيث يعطي كل من الدولتين المتجاورتين فرصا متكافئة في الدفاع والهجوم فالحدود الشمالية لسوريا لا تسير مع قمم جبال طوروس كما هي واجب بل تتجه نحو السهول الجنوبية معطية الجانب التركي ميزات دفاعية، وكذلك الحال بالنسبة للحدود العراقية الايرانية حيث تترك الحدود القيم الشمالية الجبال زاجروس وتنزل نحو السهول العراقية حتى تصل الى الضفة الشرقية لشط العرب لتضم منطقة عربية تعرف باسم عربستان.
أما بالنسبة للحدود الفرنسية الألمانية فقد كانت فرنسا تحرص على أن تكون حدودها مع المانيا تسير مع جبال الفوج التي تنحدر تدريجيا نحو الأراضي الفرنسية بينما تنحدر انحدارا سريعا ومفاجئا نحو وادي الراين المتاخم للأراضي الألمانية وبهذه الحدود استطاعت فرنسا أن تمنع المانيا من الهجوم عليها من هذا الجانب من الحدود في الحرب العالمية الأولى والثانية ولولا أن المانيا انتهكت حداد بلجيكا وهجمت على فرنسا من الحدود البلجيكية التي لم يكن متوقعا منها أية هجوم لولا ذلك أوجدت ألمانيا مقاومة شديدة على الحدود الفرنسية الألمانية, يمكن أن نضيف ايضا الحدود النمساوية الإيطالية قبل الحرب العالمية الثانية حيث كانت تنحدر الى الجنوب عبر جبال الألب حتى تصل الى سهل البو الإيطالي وحينما قامت الحرب لم تستطع ايطاليا دفع القوات النمساوية عبر جبال الألب لأنها كانت تتمتع بميزة استراتيجية تمكنها من الهجوم وتزيد من قوتها الدفاعية: من اجل ذلك كان اول مطلب لإيطاليا في مؤتمر الصلح هو دفع حدودها مع النمسا شمالا بحيث تمشى وقمم الجبال ولقد نجحت في الحصول على تلبية طلبها وبالرغم من المشاكل العديدة التي نتجت عن هذا التعديل؛ فأصبحت النمسا اقليات داخل ايطاليا لا يرغبون العيش مع الايطاليين.
يعترض رسم الحدود في المناطق الجبلية العديد من المشاكل، مثل هل ترسيم الحدود على قمم الجبال أو تتبع خط تقسيم المياه وخاصة وان هذين الخطين يختلفان في طبيعتهما، وأنهما لا يلتقيان في كثير من الأحيان، وخاصة اذا كانت المنطقة معقدة التضاريس ويوجد بها اكثر من سلسلة جبلية، فأي السلاسل تختار ؟ هذه المشاكل تواجه السياسيين حينما توضع الخريطة لرسم الحدود وحينما يشرع في تطبيق ما رسم على الخريطة على الطبيعة وخاصة اذا لم يكن المنطقة التي رسمت حدودها خرائط طوبوغرافية دقيقة ولم تمسح مسحا دقيقا لقد قامت المنازعات بين كل من شيلي والأرجنتين على تفسير معاهدة الحدود التي وقعتها الدولتان عام ١٨٨١ م وبعد منازعات طويلة تم الاتفاق على خط تمشى مع قسم السلاسل الجبلية المختلفة وانتهى النزاع بينهما عام ١٩٠٢
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|