المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

أهـميـة التـنـظـيـم
11-5-2021
أسباب الخوف من الموت
4-7-2020
التنمية
17-6-2021
معنى {لَنْ تَرٰانِي}
15-11-2015
أحياء محدودة التغذية Oligotrophs
3-6-2019
دودة ثمار الطماطم (دودة اللوز الأمريكية) Heliothis armigera
2024-04-02


حفظ اسرار الناس  
  
2400   01:46 صباحاً   التاريخ: 3-1-2022
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص 231 ـ 233
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-6-2017 3450
التاريخ: 2024-03-26 826
التاريخ: 2024-01-11 907
التاريخ: 9-12-2021 1839

قال الإمام علي (عليه السلام): (من ضعف عن حفظ سرّه لم يقو لسر غيره) (1).

الاسرار هي ما يكتمه المرء في نفسه ويكره إفشاءه والبوح به ونشره وإذاعته.

وكما على المرء أن يكتم أسراره ولا يطلع عليها أحداً، كذلك عليه أن يحفظ أسرار إخوانه المؤمنين وعموم الناس. إن إذاعة سر المؤمن من الأمور المحرمة في الاسلام، بل حتى بالنسبة لغير المؤمن، من خلاف الأخلاق الفاضلة إذاعة سره وإفشائه.

إن من الناس من يحرصون على أسرارهم كل الحرص، ويحفظونها، ولكنهم لا يتعاملون مع أسرار غيرهم بنفس الطريقة، وكأن اسرارهم محترمة وأسرار غيرهم ليست كذلك، أو أن أسرارهم من الدرجة الأولى، وأسرار غيرهم من الدرجة الرابعة، وهذا خطأ فادح، ينم عن روح أنانية، وتحيز للذات.

ومن الناس من يستهين بما يذيعه من أسرار الناس، فلا يرى ما يذيعه من أسرارهم سراً، وكل ما يسمعه منهم ـ بما في ذلك أسرارهم ـ يطلق للسانه الحرية في اذاعته وإفشائه (*) وقد يقدم لما يريد اذاعته من أسرارهم بأنها ليست أسراراً.

وكلنا ـ أو أغلبنا ـ قد سمع امرءاً يقول عن آخر او آخرين ما يكرهون انتشاره: لا أفشي سراً إذا قلت كذا وكذا. مبرراً أن ما يقوله ليس في عداد الاسرار والامور التي يجب ان تُكتم، وهذا خلاف التعامل السليم والحسن مع الناس.

إن التعامل الحسن مع الناس يقتضي حفظ وكتمان اسرارهم وعدم التفريط فيها. فكما أن المرء يحب لنفسه أن تبقى أسراره محفوظة مكتومة، ويكره لها أن تبقى مذاعة مشاعة، كذلك عليه أن يحب للآخرين أن تبقى أسرارهم محفوظة ويكره لهم أن تكون أسرارهم مفشية.

وحفظ أسرار الناس من عوامل التماسك الاجتماعي، والتلاحم في العلاقات الانسانية. ومن هنا فالمجتمعات او التجمعات التي تمتاز بحفظ أسرار الآخرين ـ علاوة على حفظ أسرار النفس ـ تتسم بالقوة والمتانة، بخلاف المجتمعات او التجمعات التي ينتشر فيها إفشاء الأسرار، فهي أشبه بالبنيان الذي انتشرت الشروخ والتصدعات في هيكله وسقوفه وجدرانه، ناهيك عن ان أسرار الآخرين قد يفسد أعمالهم ومشاريعهم المرتبطة بهذه الأسرار، وقد يولّد الضغائن والأحقاد والعداوات ومساءات الظن، الامر الذي يخلف آثاراً سلبية في التعامل فيما بينهم.

ورب سائل يسأل: ما هو المعيار في حفظ الامور التي ترتبط بالناس؟ وهل كل شيء يقولونه، أو يعرفه المرء عنهم يعتبر سراً؟ وكيف يحفظ المرء أسرار الناس، وتكون الإجابة كالتالي:

کما تقدم ذكره أن كل شيء استكتمه الناس، وكل ما يرتبط بهم مما يكرهون انتشاره، هو سر ينبغي للمرء أن يحفظه سواء كان الافشاء في محضرهم او في مغيبهم. مع العلم بأن هناك حالات خاصة يمكن افشاء الاسرار فيها، منها: ظلم الحاكم لرعيته، والممارسات الافسادية واللاإنسانية التي يقوم بها.

أما كيف يحفظ المرء أسرار الناس، فالإنطلاق يجب أن يكون من الذات، بأن يكون قوياً في حفظ أسراره وكتمانها، بأن يجعلها من دمه الذي يجري في أوداجه لا في أوداج غيره، وأن يجعلها محفوظة في صدره الذي هو صندوق اسراره وان لا يودعها عند من ليس اهلا للإيداع، كالحمقى والخائنون والنمامون. ومتى ما قوي الانسان في حفظ اسراره، قوي في حفظ اسرار الناس، وخلاف ذلك صحيح.

وهكذا فإن من أخلاق التعامل مع الناس، حفظ اسرارهم، فلكي يحسن المرء معاملتهم عليه ان يحفظ اسرارهم كما يحفظ اسراره.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الغرر والدرر.

(*) من الاسباب التي تؤدي الى افشاء الأسرار: الثرثرة وسوء استعمال اللسان، العداوة، الحقد، الحسد، الغضب والطيش، روح الانتقام، وبمعالجة هذه الأسباب تحفظ اسرار الشخص الآخر.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.