المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

المركبات المسئولة عن النكهة المميزة في الفلفل
17-1-2023
قطف ثمار الموالح
12-8-2022
متطلبات تصميم وإخراج الإعلان
4-7-2022
انحصار علم الغيب في الله فقط.
21-12-2015
الحشرات التي تصيب البصل والثوم والكراث
3-11-2016
أشعار لابن الحداد الوادي آشي
2-1-2023


البر بالناس والإحسان أليهم  
  
2392   09:20 صباحاً   التاريخ: 2-1-2022
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص255 ـ 260
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-11 908
التاريخ: 20-4-2016 2592
التاريخ: 20-6-2017 2456
التاريخ: 27-6-2016 3254

قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2].

وقال الامام الصادق (عليه السلام): (من صالح الاعمال البر بالإخوان، والسعي في حوائجهم) (1).

وقال (عليه السلام) ايضا: (تواصلوا، وتباروا، وتراحموا، وتعاطفوا) (2)

وقال تعالى: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195].

وقال الإمام علي (عليه السلام): (سبب المحبة، الإحسان) (3).

وقال (عليه السلام) أيضا: (من كثر احسانه، کثر خدمه وأعوانه) (4).

وقال (عليه السلام): (بالإحسان تملك القلوب) (5).

وقال (عليه السلام): (جبلت القلوب عل حب من أحسن اليها وبغض من أساء اليها) (6).

وقال (عليه السلام): (المحسن من عم الناس بالإحسان)

للبر معان كثيرة، وكثير من أعمال الخير والمعروف تدخل ضمن مفهوم البر. ومن معاني البر: الإحسان، والاتساع في الإحسان، والعطية، والشفقة، واللطف باستعمال الكلمة الطيبة. والإحسان، هو فعل الحسن، ومن البر:

1 - تقوى الله (7).

2 ـ السعي في حوائج الإخوان والناس.

3 ـ التواصل.

4 ـ التراحم.

5 ـ التعاطف.

6 ـ التآخي.

7- كتمان الحاجة.

8- كتمان الصدقة.

9 ـ كتمان الوجع.

10 ـ كتمان المصيبة.

11ـ العمل في السر عمل العلانية.

12 ـ التحاب في الله.

13 - سخاء النفس.

14 ـ الصبر على الأذى.

15 - طيب الكلام.

16 ـ التعاون في أعمال البر والخير والصلاح.

وللمرء البار علامات يتميز بها، هي:

1 ـ الحب في الله.

2 ـ البغض في الله.

3 - المصاحبة في الله.

4 ـ المفارقة في الله.

5 ـ الغضب في الله.

6 ـ الرضى في الله.

7 ـ العمل لله.

8 ـ الطلب إلى الله.

9 ـ الإحسان في الله.

وللبر والإحسان آثار عظيمة، فعلاوة على أن فيهما مكسبة لحب الله، فهما مكسبة لحب الناس، وودهم وأسهل البر وأبسطه: الملاطفة مع الناس وطيب الكلام معهم.

وعن الآثار الإيجابية لملاطفة الناس، وطيب الكلام معهم، ومداراتهم، نقرأ القصة التالية: (كان المطر ينهمر بشدة حين دخلت سيدة عجوز إلى البهو الخارجي لاحد المكاتب التي تشرف على زخرفة المنازل وتصميم أثاثها، فتجاهلها جميع موظفي المكتب، ما عدا موظفاً شاباً خف إليها وسألها عما يستطيع أن يؤديه إليها من خدمات، فشكرته، وقالت إنها تريد أن تنتظر قليلا ريثما تخف حدة المطر في الخارج.

ولم يسع الشاب ان يتركها تنتظر وحدها، فوقف إلى جوارها يرفّه عنها بالحديث حتى انقطع المطر، فودّعها حتى ركبت سيارة انطلقت بها.

ومضى على ذلك أسبوع. ثم دعاه مدير المكتب، وأبلغه أن السيدة كارنيجي الثرية المشهورة اتصلت به طالبة ان يرسله اليها لكي تستشيره في زخرفة قصر تمتلكه في اسكتلندا، وعجب الشاب من اختيار المليونيرة له لهذه المهمة على غير معرفة سابقة، ثم زال عجبه حين وقف على السبب عند مقابلته للسيدة كارنيجي، فقد كانت هي نفسها تلك السيدة العجوز. وقد كسب الموظف الشاب من المهمة التي عهدت بها اليه مئات الجنيهات عدا ما اكتسبه المكتب الذي يعمل فيه من فوائد وشهرة) (8).

والاحسان الى الناس يجب ان يكون مخلصاً لله، لا طلباً للمال والجاه والشهرة، مع العلم بأن المحسن الى الناس يوفق في الجانب المالي والشهرة إضافة الى كسب محبتهم ومودتهم.

هل تريد ان تكسب حب الناس وتملك قلوبهم؟ لا شك أن كل إنسان يريد ذلك، والطريق إليـه: الإحسان إلى الناس، وهو أقصر الطرق الى قلوبهم، فلا مجلب لقلوب الناس كالإحسان إليهم، ولا منفر لها كالإساءة إليهم!

ورب سائل يسأل: أي صورة من الاحسان تلك التي تملك بها قلوب الناس؟

والجواب: إن كل صور البر بالناس والإحسان (*) إليهم مجلبة لحسن التعامل معهم وكسب حبهم وودهم، سواء كان الاحسان في صورة تقديم خدمة، أو قضاء حاجة، أو إعطاء صدقة، أو كان في صورة تواصل او تراحم او تعاطف، أو ملاطفة أو مداراة بكلمة طيبة أو...

فقلوب الناس تتوق الى من يحسن اليها وتحبه لأنها مجبولة ومفطورة على ذلك. كما أنها مجبولة ـ أيضا ـ على بعض من يسيء اليها والنفور منه.

وكما ينبغي للمرء في تعامله مع الناس أن يبر بهم، ويـحسـن الـيـهـم، وأن لا يمن عليهم بإحسانه، ينبغي لهم ـ بدورهم ـ أن لا يجحدوا ذلك الإحسان إذا قُدم لهم، لأن في جحدهم له مساءة تصرف، وتركاً لشكر المخلوق، وهذا ليس من حسن الأخلاق في شيء، وإضافة الى ذلك أنه قد يؤدي الى الحرمان من الاحسان.

يقول الامام علي (عليه السلام): (جحود الاحسان يحدو على قبح الإمتنان) (9).

ويقول (عليه السلام) أيضاً: (جحود الاحسان، يوجب الحرمان) (10).

ويقول (عليه السلام): (تمام الإحسان ترك المن به) (11).

وهكذا فلكي يحسن المرء معاملة الناس، خليق به أن يبر بهم ويحسن اليهم، ويعمهم بإحسانه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) بحار الأنوار، ج74، ص312.

(2) أصول الكافي، ج2، ص175.

(3) الغرر والدرر.

(4) المصدر السابق.

(5) المصدر السابق.

(6) نهج البلاغة. الحكم.

(7) يأتي البر نتيجة طبيعية لتقوى الله وخشيته.

(8) دايل كارنيجي: كيف تكسب النجاح والثروة والقيادة، ص51 -52.

(*) من أولى الناس بالبر بهم والاحسان اليهم، الوالدان، قال تعالى على لسان نبيه عيسى المسيح (عليه السلام): {وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} [مريم: 32]. وقال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23].

(9) الغرر والدرر.

(10) المصدر السابق.

(11) المصدر السابق. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.