المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

معنى كلمة سهو
20-11-2015
إسحاق بن الفضل يعقوب بن الفضل بن عبد الله بن الحارث
27-9-2020
التنويم المغناطيسي.
15-3-2016
الإنتاج في العلاقات العامة
2024-09-01
ظاهرة السباحة للخلايا البكتيرية Swarming
16-5-2020
عدد الاغسال المندوبة وتقسيمها‌
14-11-2016


التعرف على الناس  
  
2947   02:36 صباحاً   التاريخ: 1-1-2022
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص 367 ـ 369
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-21 1228
التاريخ: 2023-06-15 1102
التاريخ: 2023-02-10 1128
التاريخ: 22-8-2022 1377

بديهةً أن الناس خُلقوا ليس من أجل ان يتجاهل بعضهم بعضاً، وانما من اجل ان يتعارفوا فيما بينهم بصرف النظر عن التعدد الشعبي والقبلي، والقومي، والعنصري وغير ذلك من صور التعدد، إذ التعارف هو السنة التي أرادها الخالق - عز وجل ـ لكي يعيش البشر في وئام وليكمل بعضهم بعضاً، وليتعاونوا في أداء رسالتهم في الحياة، ومن هنا كان التعرف على الناس وسيلة من وسائل التعارف فيما بينهم.

وإذ أن التعارف هو الأمر الذي يلائم الفطرة البشرية التي فطر الله – سبحانه وتعالى ـ الناس عليها، فإنه ـ عز وجل - منح الإنسان إمكانية التعرف على بني نوعه وبسهولة، ولا أسهل من التعرف على الناس.

ومع أن التعرف على الناس فن سهل، إلا ان كثيراً منهم لا يجيدونه، ومنهم من لا يعيره أدنى اهتمام، وقد يقول قائل منهم: لست فارغاً لكي أتعرف على غيري، وقد يقول آخر: إن من إضاعة الوقت التعرف على الناس، وقد يقول ثالث: لا أجد حافزاً داخلياً لدي لكي اتعرف على أحد (*)، وقد يقول رابع: مالي والناس، لهم شأنهم ولي شأني، وقد تجد شخصاً يتحدث مع شخص آخر لساعات، ولكنه لا (يجشم) نفسه تقديم بعض الأسئلة له من اجل التعرف عليه! وهذا ليس أسلوباً لائقاً.

إن التعرف على الناس ليس مضيعة للوقت، لأنه في أبسط صورة لا يستغرق من المرء سوى وقتا يسيراً، وإن الرغبة في صنع العلاقات الإجتماعية والتعامل مع الناس هو الأمر الذي يجعل المرء يحفز في سبيل التعرف عليهم والتعارف معهم(**).

وعن طريق التعرف على الناس تتوسع دائرة معارف الإنسان، وعلاقاته الاجتماعية، وتتاح له الفرص من اجل اصدقاء جدد، وكم من إنسان تعرف على آخر، فأمسيا صديقين حميمين! وكم من إنسان تغلب على وضع صعب او مشكلة بواسطة تعرفه على إنسان!.

ورب سائل يسأل:

وهل كل من يلتقي بهم المرء في المواقع المختلفة كالمسجد والشارع والمحفل، والمستشفى، والدائرة، خليق به أن يتعرف عليهم؟.

والإجابة على ذلك:

إن وقت الإنسان ليس كله مخصصا للتعرف على الناس، وانما جزء منه يمكن ان يستفيد منه في هذا السبيل وان يغتنم الفرص المؤاتية لذلك، فعلى سبيل المثال: قد يزور المرء مستشفى، ويصادف ان يجلس في غرفة الانتظار الى جوار شخص يرى من الحسن التعرف عليه، فلينتهز هذه الفرصة وليتعرف عليه (***)، أو قد يصلي في مسجد ويلتقي بمجموعة من المصلين ليست بينه وبينهم معرفة مسبقة، فيمكنه ان يتعرف عليهم أو على بعضهم، وبكلمة: لينتهز المرء كل فرصة تمكنه من التعرف على الآخرين وفي المواقع المختلفة فمن شأن هذا التعرف ان يوسع من شبكة علاقاته الإجتماعية ، ويعينه على أعباء الحياة، أو على أقل التقادير يجعله معروفاً لدى شريحة لا بأس بها من الناس . وبهذه المعرفة ينشط الإنسان، ويؤثر في الإجتماع، ويفيد بإمكاناته وخبراته، ويستفيد من إمكانات الآخرين وخبراتهم.

أما عن كيفية التعرف على الناس فهي فن سهل کما تقدم، وقد تكون لكل شخص طريقته الخاصة في التعرف عليهم، ولكن هناك أمور أولية مشتركة في التعرف والتعارف، منها:

ـ التعرف على اسم الشخص وعائلته.

ـ التعرف على عنوان سكنه، ورمزه البريدي.

ـ التعرف على وظيفته أو مهنته، وعنوان عمله.

ـ التعرف على بعض اصدقائه، وبعض من يعرفهم.

ـ التعرف على الخبرات والكفاءات التي يمتلكها.

وبعد التعرف يمكن للمرء إذا أراد أن يطور العلاقة مع من تعرف عليه وتعارف، كأن ينظم له زيارات، أو يراسله إذا كان في منطقة نائية، أو في بلد آخر، ويصادقه، ويستثمر العلاقة الإجتماعية به.

وهكذا فإن التعرف على الناس والتعارف معهم، دليل الروح الاجتماعية، ووسيلة لإنشاء العلاقات الإنسانية، والتعاون على البر والخير مع الناس وفي التعرف متعة وسعادة يفتقر اليهما كل من لا يعير اهتماماً به.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) تجدر الاشارة الى أن ضعف الروح أو الحالة الاجتماعية لدى الفرد، والانطواء على الذات والانشغال بها، وضيق الصدر، والملل، والتشاؤم، والتكبر، وسوء الظن، وفقدان الثقة، من العوامل التي تؤدي الى ضعف ملحوظ في التعرف على الناس، ومخالطتهم، والتعاون معهم.

(**) تقيم بعض المؤسسات اجتماعات للتعارف بين الأعضاء القدامى والجدد، وبين الجدد، وبين

الجدد أنفسهم، وهنا تظهر أهمية التعارف في سبيل الخير.

(***) لسبب أو لآخر، هناك من الناس من لا يبادر في التعرف، وينتظر من الآخرين أن يتعرفوا عليه، فالخليق بالمرء أن يكون متواضعاً للناس، متحلياً بالروح الاجتماعية، ومبادراً في التعرف عليهم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.