أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-29
1042
التاريخ: 2024-01-11
922
التاريخ: 27-6-2016
3267
التاريخ: 19-5-2017
2965
|
قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب: 58].
ويقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): (من آذى مؤمناً فقد آذاني) (1).
ويقول (صلى الله عليه وآله) أيضاً: (كف أذاك عن الناس فإنه صدقة تصدق بها على نفسك) (2).
ويقول (صلى الله عليه وآله): (من گف يده عن الناس فإنما يكف عنهم يداً واحدة، ويكفون عنه أيادي كثيرة) (3).
من مصاديق حسن التعامل مع الناس كف الإيذاء عنهم، ومن سوء التعامل معهم، إيذائهم.
ورب سائل يسأل: كيف يكف الأذى عن الناس؟
لكي يكف الأذى عن الناس، لا بد من كف الوسائط التي عن طريقها يؤذون، ومنها: اللسان. إن اللسان أداة تدخل في غالبية المعاملات فيما بين الناس، ويجعل هذه الأداة تحت إمامة العقل تتقوم وتنتظم تصرفات الإنسان، وسيرته، ويجعلها أمام العقل ومتقدمة عليه، وبإطلاق الحرية لها، يقع الإنسان في الخطأ، وإساءة معاملة الناس، ومنها إيذاءهم.
إن الكذب على الناس، واغتيابهم، وبهتهم، والنميمة عليهم، والسعاية بهم عند الظالم، واستعمال اللسانين المختلفين معهم، وإفشاء أسرارهم، وقذفهم واتهامهم، ومخاطبتهم بالكلام الفاحش والبذيء، وسبهم، ولعنهم، والسخرية منهم، وتحقيرهم، وإهانتهم، وإذلالهم، وتعييرهم، كلها صور من صور الإيذاء التي تتم بواسطة اللسان، وبكفه، وإحسان استعماله، يكف الأذى عن الناس بطبيعة الحال، وتحسن معاملتهم.
إن اللسان إذا أسيء استعماله في معاملة الناس، تسبب في كثير من الإيذاءات لهم!. ولكنه ليس الواسطة الوحيدة التي بها يلحق الأذى بالناس، ومن تلك الوسائط اليد والرجل. ومن هنا لا يجوز إيذاء الناس بضربهم والاعتداء عليهم وعلى أموالهم وأعراضهم، كما لا يجوز إيذاءهم بأي واسطة أخرى.
يقول الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله): (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) (4).
ويقول الإمام الصادق (عليه السلام): (المسلم من سلم الناس من يده ولسانه، والمؤمن من ائتمنه الناس على أموالهم وأنفسهم) (5).
وكل جوارح الإنسان وحواسه، إذا أسيء استعمالها في معاملة الناس، تتسبب في إلحاق الأذى بهم. ومن هنا لا يحل ترويع الناس، وتهديد أمنهم أو تعريضه للخطر، سواء باستعمال اللسان، بإطلاق الألفاظ المخيفة، والتهديد، والتوعد أو بإطلاق الأصوات المروعة. كما لا يحل النظر الى الناس نظرات مخيفة، ولا يحل التجسس عليهم، ولا إحزانهم، ولا إهانتهم، فترويع الناس، وتهديد أمنهم، وترويعهم، والتجسس عليهم، وإحزانهم، وإهانتهم والتعدي على أعراضهم وأموالهم، هي وجوه متعددة للإيذاء. وحسن التعامل مع الناس يقتضي الكف عن كل ما من شأنه إلحاق الأذى بهم وإضرارهم.
يقول الإمام علي (عليه السلام): (لا يحل لمسلم أن يروع مؤمناً).
ويقول الإمام الصادق (عليه السلام): (من نظر الى مؤمن نظرة يخيفه بها، أخافه الله تعالى يوم لا ظل إلا ظله) (6).
ويقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): (من أحزن مؤمناً ثم أعطاه الدنيا لم يكن ذلك كفارته، ولم يؤجر عليه) (7).
وقال (صلى الله عليه وآله) ايضا: (قال الله تبارك وتعالى: من أهان لي وليا فقد ارصد لمحاربتي)(8).
وقال (صلى الله عليه وآله): (أذل الناس من أهان الناس) (9).
وبناءً عليه، فكف الأذى والضرر ينبغي ان يكون خلقاً في الانسان، سواء كان في بيته: في تعامله مع زوجته، وأولاده، ووالديه، وأقاربه، أو كان في عمله، أو في المجلس، او في المحفل، او في الشارع، او في أي مكان آخر.
وكما لا يحل للمسلم - او المرء ـ ان يروع المؤمنين ويهينهم ويؤذيهم، لا يحل له أن يؤذي الناس كائناً من كـانـوا، وبكف الأذى عنهم، يضـع يـده على جـانـب هـام ورئيسي في إحسان معاملتهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بحار الانوار، ج67، ص72.
(2) المصدر السابق، ج75، ص54.
(3) المصدر السابق، ص53.
(4) نهج البلاغة، خطبة 167.
(5) بحار الأنوار، ج75، ص51.
(6) وسائل الشيعة، ج8، ص614.
(7) بحار الأنوار، ج75، ص150.
(8) أصول الكافي، ج2، ص351.
(9) بحار الأنوار، ج78، ص192.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|