المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

الشيعة الإمامية والصحابة
9-11-2014
مكـة
14-11-2016
طاقة الانسياق drift energy
23-9-2018
Weierstrass Sigma Function
23-4-2019
معنى كلمة يونس
3-1-2016
الامام يوضح شهادته (عليه السلام)
7-01-2015


كف الأذى عن الناس  
  
4259   03:19 مساءً   التاريخ: 29-12-2021
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص 251 ـ 254
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-29 1042
التاريخ: 2024-01-11 922
التاريخ: 27-6-2016 3267
التاريخ: 19-5-2017 2965

قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب: 58].

ويقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): (من آذى مؤمناً فقد آذاني) (1).

ويقول (صلى الله عليه وآله) أيضاً: (كف أذاك عن الناس فإنه صدقة تصدق بها على نفسك) (2).

ويقول (صلى الله عليه وآله): (من گف يده عن الناس فإنما يكف عنهم يداً واحدة، ويكفون عنه أيادي كثيرة) (3).

من مصاديق حسن التعامل مع الناس كف الإيذاء عنهم، ومن سوء التعامل معهم، إيذائهم.

ورب سائل يسأل: كيف يكف الأذى عن الناس؟

لكي يكف الأذى عن الناس، لا بد من كف الوسائط التي عن طريقها يؤذون، ومنها: اللسان. إن اللسان أداة تدخل في غالبية المعاملات فيما بين الناس، ويجعل هذه الأداة تحت إمامة العقل تتقوم وتنتظم تصرفات الإنسان، وسيرته، ويجعلها أمام العقل ومتقدمة عليه، وبإطلاق الحرية لها، يقع الإنسان في الخطأ، وإساءة معاملة الناس، ومنها إيذاءهم.

إن الكذب على الناس، واغتيابهم، وبهتهم، والنميمة عليهم، والسعاية بهم عند الظالم، واستعمال اللسانين المختلفين معهم، وإفشاء أسرارهم، وقذفهم واتهامهم، ومخاطبتهم بالكلام الفاحش والبذيء، وسبهم، ولعنهم، والسخرية منهم، وتحقيرهم، وإهانتهم، وإذلالهم، وتعييرهم، كلها صور من صور الإيذاء التي تتم بواسطة اللسان، وبكفه، وإحسان استعماله، يكف الأذى عن الناس بطبيعة الحال، وتحسن معاملتهم.

إن اللسان إذا أسيء استعماله في معاملة الناس، تسبب في كثير من الإيذاءات لهم!. ولكنه ليس الواسطة الوحيدة التي بها يلحق الأذى بالناس، ومن تلك الوسائط اليد والرجل. ومن هنا لا يجوز إيذاء الناس بضربهم والاعتداء عليهم وعلى أموالهم وأعراضهم، كما لا يجوز إيذاءهم بأي واسطة أخرى.

يقول الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله): (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) (4).

ويقول الإمام الصادق (عليه السلام): (المسلم من سلم الناس من يده ولسانه، والمؤمن من ائتمنه الناس على أموالهم وأنفسهم) (5).

وكل جوارح الإنسان وحواسه، إذا أسيء استعمالها في معاملة الناس، تتسبب في إلحاق الأذى بهم. ومن هنا لا يحل ترويع الناس، وتهديد أمنهم أو تعريضه للخطر، سواء باستعمال اللسان، بإطلاق الألفاظ المخيفة، والتهديد، والتوعد أو بإطلاق الأصوات المروعة. كما لا يحل النظر الى الناس نظرات مخيفة، ولا يحل التجسس عليهم، ولا إحزانهم، ولا إهانتهم، فترويع الناس، وتهديد أمنهم، وترويعهم، والتجسس عليهم، وإحزانهم، وإهانتهم والتعدي على أعراضهم وأموالهم، هي وجوه متعددة للإيذاء. وحسن التعامل مع الناس يقتضي الكف عن كل ما من شأنه إلحاق الأذى بهم وإضرارهم.

يقول الإمام علي (عليه السلام): (لا يحل لمسلم أن يروع مؤمناً).

ويقول الإمام الصادق (عليه السلام): (من نظر الى مؤمن نظرة يخيفه بها، أخافه الله تعالى يوم لا ظل إلا ظله) (6).

ويقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): (من أحزن مؤمناً ثم أعطاه الدنيا لم يكن ذلك كفارته، ولم يؤجر عليه) (7).

وقال (صلى الله عليه وآله) ايضا: (قال الله تبارك وتعالى: من أهان لي وليا فقد ارصد لمحاربتي)(8).

وقال (صلى الله عليه وآله): (أذل الناس من أهان الناس) (9).

وبناءً عليه، فكف الأذى والضرر ينبغي ان يكون خلقاً في الانسان، سواء كان في بيته: في تعامله مع زوجته، وأولاده، ووالديه، وأقاربه، أو كان في عمله، أو في المجلس، او في المحفل، او في الشارع، او في أي مكان آخر.

وكما لا يحل للمسلم - او المرء ـ ان يروع المؤمنين ويهينهم ويؤذيهم، لا يحل له أن يؤذي الناس كائناً من كـانـوا، وبكف الأذى عنهم، يضـع يـده على جـانـب هـام ورئيسي في إحسان معاملتهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) بحار الانوار، ج67، ص72.

(2) المصدر السابق، ج75، ص54.

(3) المصدر السابق، ص53.

(4) نهج البلاغة، خطبة 167.

(5) بحار الأنوار، ج75، ص51.

(6) وسائل الشيعة، ج8، ص614.

(7) بحار الأنوار، ج75، ص150.

(8) أصول الكافي، ج2، ص351.

(9) بحار الأنوار، ج78، ص192. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.