المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

أي خطيب يجب رفضه ؟
14-1-2016
Frigyes Riesz
22-5-2017
Writhe
15-6-2021
فاطمة بنت اسد: العالمة الموحّدة
7-2-2019
Corrosive Sublimate of HgCl2
22-1-2019
Units of First order Rate constant
25-9-2018


الابتسام  
  
2575   02:09 صباحاً   التاريخ: 25-12-2021
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص 182 ـ 189
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-6-2016 12446
التاريخ: 23-12-2016 23053
التاريخ: 21-6-2016 2287
التاريخ: 15-12-2021 3166

قال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): (إن بِشر المؤمن في وجهه، وقوته في دينه، وحزنه في قلبه) (1).

وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (ضحك المؤمن تبسّم) (2).

وقال الإمام علي (عليه السلام): (البشر يؤنس الرفاق) (3).

وقال (عليه السلام) أيضاً: (حسن البشر من علائم النجاح) (4).

قال الإمام الصادق (عليه السلام): (البشر الحسن، وطلاقة الوجه، مكسبة للمحبة، وقرب من الله

وعبوس الوجه، وسوء البشر مكسبة للمقت، وبعد من الله) (5).

وقال (عليه السلام) أيضاً: (ثلاث من أتى الله بواحدة منهن أوجب الله له الجنة: الأنفاق من إقتار، والبشر لجميع العالم، والإنصاف من نفسه) (6).

الأمر الذي ينبغي أن يعرفه كل أنسان أن الأشياء المضمرة في داخل المرء تظهر في الواقع الخارجي عن طريق أفعاله التي يمارسها، أو كلماته التي ينطقها، أو قسمات وجهه التي تعبر عن حالته النفسية. إن قسمات وجه المرء ربما هي أكثر تعبيراً عن حالته النفسية من الثياب التي يرتديها، والملابس التي يتزين بها. ومن هنا فإن الناس تستكشف سرور المرء وفرحه، أو حزنه وتجهمه، من خلال تعبيرات وجهه، فالسرور والفرح والانشراح عنوانه القسمات المنبسطة، والحزن والتجهم والعبوس عنوانه القسمات المنقبضة. ولا شك أن كلا منا شاهد وجهاً طلقاً، وآخر عبوساً ولاحظ تقاسيم الوجه في كل من الحالتين.

وحيث الأمر كذلك، فهل المطلوب من المرء في معاملته الناس أن يكون حسن البشر، طليق الوجه، أم أن يكون سيء البشر، عابس الوجه؟

بديهة أن طلاقة الوجه وحسن البشر هما الخلق الذي ينبغي للمرء أن يقابل الناس به في معاملته لهم، بل إن الأحاديث الشريفة توجه الإنسان إلى أن يكون طليق الوجه، حسن البشر، وإن كان في داخله محزوناً، وهذه من صفات المؤمنين بالله، المخلصين له، إذ أن المؤمن يسوءه أن يكون محزوناً في داخله فيشرك إخوانه والناس في حزنه، ويسعده أن يبقى الناس مسرورين وإن كان حزيناً (*).

والابتسام أو التبسّم هو عنوان تحسن البشر، وطلاقة الوجه، هذا العنوان الذي ينبغي أن يكون طبعاً وعادة في المرء في معاملته، الناس، سواء كان في منزله، أو في عمله، أو في اي مكان آخر. إن المرء حينما يبتسم أو يتبسّم، يبدو كالشمس المشرقة التي ترسل على الكون ضياءها ودفئها وجمالها. ولا معبر عن سرور المرء وحسن بشره وطلاقة وجهه كما الإبتسام.

وفي هذا الشأن حكى بعضهم فقال:

دُعيت ذات ليلة إلى وجبة عشاء، وكان من ضمن المدعوين رجل غني، كان يحاول جاهداً أن يطبع في المدعوين أثرا حسناً. وكان قد أنفق الكثير على ملابسه التي كان يرتديها على ما بدا واضحاً، ولكن قسمات وجهه ظلت على منأى من زينة المحبة الخالصة، والمودة الصافية. كانت تعبيرات وجهه تنطق بالجمود والأنانية، وقد غاب عن باله أن التعبير الذي يرتسم على قسمات وجه المرء أكثر تعبيراً من الملابس والثياب التي يرتديها.

هل يرغب المرء اشاعة السرور والسعادة في نفس من يلقاه؟

إن من أبسط الأمور التي تعود بالخير الكثير، وتشيع السرور والسعادة في المنزل، وفي العمل، وفي كل مكان: الابتسامة. إنها فعل من غير مؤونة، وصنيع من دون تكاليف.

فما أجمل الإنسان، وما اسعده بين الناس حينما يمنح الابتسامات المخلصة لمن يلقاه، کما تمنح الوردة العطرية النضرة، رائحتها الأرجة، وألوانها المنسقة لمشاهديها!

وما أجمل ابتسامة الطفل، البريئة النزيهة! وما أجملنا حينما نبتسم كما يبتسم!

أجل! ليس من المبالغة في شيء، إذا قيل: ان تعبيرات الوجه تتكلم بصوت أعمق أثراً من صوت اللسان. إنها تخاطب المرء المقدمة إليه ـ نيابة عن صاحبها ـ قائلة: إني أظهر لك الحب والود المخلصين، وأنك تمنحني السعادة، وتشعرني بالحب والأنس.

حقاً أن الابتسام يفعل الشيء الكثير في الشخص الآخر، ومن هنا فهو قاعدة أكثر من هامة في حياة الإنسان، وفي تعامله مع الناس، وفي كسب مودتهم ومحبتهم. فهم ينجذبون ويندفعون إلى ذلك الإنسان الحسن البشر، الطليق الوجه، البسّام، لا إلى ذلك العبوس، السيء البشر، المنقبض الوجه، المتجهم، ويندفعون إلى قسمات الوجه المنبسطة، المنشرحة التي يتقاطر منها ندى حسن البشر والطلاقة والابتسام، لا إلى قسمات الوجه المنقبضة العابسة التي يخيم عليها ثقل الهم، والغضب، والإمتعاض.

والابتسام فن لا غنى للمرء عنه مهما كانت وظيفته أو حرفته. حاكماً كان، أو مديراً، أو موظفاً، أو تاجراً. وعن الدور الحسن الذي يلعبه الإبتسام، وأهميته في الجانب الاقتصادي، والاجتماعي على وجه العموم، قال أهل الصين القدامى: (إن الرجل الذي لا يعرف كيف يبتسم، لا ينبغي له أن يفتح متجراً).

وبالفعل فإن الأخلاقيين، والاجتماعيين، وحسني البشر، وطليقي الوجه، والبسومين من أصحاب الدكاكين والحوانيت والمتاجر الذين يرحبون بالزبائن والمشترين ويبشون لهم ويبتسمون، إن هؤلاء هم المحبوبون، والذين يتهافت الناس ويتزاحمون على محلاتهم ودكاكينهم وحوانيتهم. وبالعكس فإن الناس تنفر من الباعة الذين هم أشبه بقنابل على أهبة الانفجار، بقصر النفس، وضيق الصدر، وسوء البشر، وعبوس الوجه، والانقباض والغضب!. ولا غرابة إذا وجد زبون اعتزم على أن لا يكرر دخوله إلى أحد المحلات، لسوء بِشر صاحبه. ولا غرابة أيضاً أن يعود الابتسام بالنجاح والسعادة على صاحبه.

يقول أحد أساتذة علم النفس عن دور الابتسام في نجاح الإنسان وسعادته:

(سألت عشرات من رجال الأعمال ـ من طلبتي ـ أن يبتسموا لشخص معين طوال اليوم لمدة اسبوع، ثم يحدثوا زملاءهم في الفصل عن النتائج، وإليك (عينة) من هذه النتائج: قال (و. ب. ش) الذي يعمل وسيطاً في سوق الأوراق المالية: إنني متزوج منذ أكثر من ثمانية عشر عاماً، وقلما ابتسمت لزوجتي خلال هذا العمر الطويل! بل قلما حدثتها أكثر من بضع عبارات، ابتداءً من الساعة التي أصحوا فيها حتى أغادر البيت قاصداً إلى عملي. لقد كنتُ أسوأ مثل للرجل العبوس، المتجهم. فلما طلبت أن أحدث زملائي عن تجاربي في الإبتسام، فكرت أن أجرب الإبتسام مع زوجتي.

ففي الصباح التالي، بينما أنا أمشط شعري أمام المرآة، تطلعت إلى صورتي، وقلت لنفسي: اسمع يا (و. ب. ش)، إنك ستمحو اليوم هذا العبوس المخيم على سحنتك، ستبتسم دائماً، وستبدأ في التو واللحظة. وإذ جلست إلى مائدة الإفطار، حييت زوجتي بهذه الكلمات: - صباح الخير يا عزيزتي، وابتسمت وأنا أقول ذلك.

ووعدتها أن تنتظر مني هذه التحية على الدوام. وقد جر هذا الموقف الجديد على بيتنا، في خلال الشهرين الماضيين، سعادة لم نذق مثلها خلال العام الماضي كله.

والآن إذ أقصد إلى مكتبي، أحيي عامل المصعد بقولي: (صباح الخير) (**)، وأشفع هذه التحية بابتسامة مشرقة، وأبتسم للصراف في شباك المحطة، وعندها أقف على قاعة البورصة ابتسم لرجال لم يروني أبتسم من قبل. وسرعان ما وجدت كل إنسان يبتسم لي بدوره، وأعجب من هذا، أن الابتسامات أصبحت تدر علي مزيداً من المال في كل يوم!

وبشركتي - في مكتبي - وسيط آخر، لديه كاتب شاب، مرح النفس منبسط الأسارير دائما. وإذ رأى مدى التغير الذي طرأ علي ـ لأول مرة -، ظنني جامداً، عبوساً، لا تطاق عشرته، ولكنه غير ظنه بي!

وأنا الآن أهب كلمات التقدير والمديح لكل من القاه، کما امتنعت عن التحدث إلى الناس فيما أرغب فيه، وأصبحت أحاول ـ دائما ـ الوقوف على وجهة نظر الشخص الآخر. فأنا الآن شخص مرح سعيد، كثير الأصدقاء.

وحسن البشر والتبسم علاوة على أنه الخلق الذي يعمل على كسب المرء لمودة الناس ومحبتهم، فهو من علامات نجاح الإنسان، سواء على صعيد كسب محبة الناس، وإنشاء العلاقات، وتكوين الصداقات، أو على صعيد النجاح في الأعمال والمشاريع، وتحقيق الأرباح. ومن هنا فإدخال السرور على الناس وكسب محبتهم بإخلاص من علائم نجاح الإنسان في الحياة على كافة الأصعدة الإجتماعية.

وفي هذا الصدد يقول أحد الكتاب:

(قال لي مدير إحدى شركات المطاط الكبرى: ان الرجل قلما ينجح في عمله ما لم يُقبل عليه بروح الدعابة والمرح. إذن فهذا الرجل الذي يعد من أقطاب الصناعة، لا يؤمن بالحكمة القديمة القائلة أن الجهد وحده وسيلة النجاح! ثم استطرد يقول: (عرفت رجالاً نجحوا في اعمالهم لأنهم كانوا يقبلون عليها كإقبالهم على وسائل التسلية والترفيه عن النفس، ثم رأيت هؤلاء الرجال أنفسهم وقد حصروا همهم كله في العمل، فإذا هو قد امتلأ غضاضة، وإذا هم قد فقدوا استمتاعهم به فأخفقوا).

ولأهمية حسن البشر، وطلاقة الوجه، والابتسام في معاملة الناس، فلا غرابة أن يختار رجال الأعمال والرؤساء والمدراء معاونيهم، أو أمناء سرهم من طليقي الوجه، وحسني البشر، لأن هؤلاء فضلا عن أنهم يقومون بالأعمال المطلوبة منهم، فهم يسرون الناس ويكسبون ودهم وحبهم، الأمر الذي من شأنه إنجاح العمل، وتحقق الربح، وذيوع الصيت (***).

إلا أن أمراً يجب التنبه إليه، وهو أن الابتسامة سواء كانت من أجل كسب ود الناس وحبهم، أو من أجل النجاح في الأعمال ينبغي أن تكون مخلصة نزيهة نابعة من القلب. فالابتسامة النائية عن الإخلاص، والتي لا تتعدى كونها تحريك للشفتين أو وسيلة لدر المصالح، هي ليست ابتسامة حقيقية، وهي بالتالي لا تنطلي على أحد. أما الابتسامة الحقيقية فهي النابعة من القلب، وهي التي تترك الآثار الطيبة في نفوس الناس، وتأتي بالنجاح في ميادين المشاريع والأعمال.

وقد يقول امرؤ: إنني أرغب في أن أكون بسوماً، ولكني لا أجد حافزاً على الإبتسام، فما العمل؟

الأمر كما يلي: ليتعود أن يبتسم، فالخير ـ ومنه الإبتسام المخلص ـ عادة، كما أن الشر عادة أيضاً. وليبدأ بفتح نوافذ قلبه، ويطرد ما الم به من ضجر وسأم وحزن إن وجد، ولا يضيع لحظة في التفكير في خصومه، ثم ليحاول أن يبتسم أو أن يقسر نفسه على ذلك. ولا مانع أن يتكلف أو يتصنع الإبتسام ـ في البداية ـ كمرحلة لخلق عادة التبسّم، وشيئاً فشيئاً سيتعود على الإبتسام، وسيصبح التبسّم طبعاً وخلقاً فيه وعادة.

إن حسن البشر، وطلاقة الوجه، والإبتسام المخلص تؤنس الناس، والرفاق، وتقرب المرء الى قلوبهم وأفئدتهم، وأعظم من ذلك أنها تقرب المرء من خالقه ـ عز وجل -. أما سوء البشر، وعبوس الوجه، فهي تكسب مقت الناس، والبعد عن الله سبحانه وتعالى. فهلا يتقرب المرء من الله ومن الناس؟

والآن فلكي يحرز المرء علامات هامة من علامات النجاح على صعيد الأعمال، أو على صعيد كسب ود الناس وحبهم، ينبغي له أن يكون:

ـ حسن البشر.

ـ طليق الوجه

ـ مبتسماً، وبإخلاص.

وإذا لم يكن من عادته الإبتسام، فليتعلم هذا الفن ـ وليس عيباً أن يتعلمه ـ بل العيب أن يبقى عابساً متجهماً طيلة حياته. وما أبسطه من فن! ليتخلص من كل الأغلال، والأوزار الداخلية، وليجعل الابتسامة تنبع من قلبه، وتجري من فمه وعلى شفتيه لتبسط قسمات وجهه، ولن يتكلف شيئاً، ولن يخسر، بل هو الرابح والناجح والسعيد على أية حال.

وليعلم المرء أن حسن البشر، وطلاقة الوجه، والإبتسام هي من أبرز الأمور التي تجعله يطبع أثراً حسنا في من يلقاه لأول مرة، وهي الخلق الذي ينبغي أن يتحول فيه إلى عادة في كل لقاء، وبذلك ينجح في أعماله، ويكسب مودة الناس ومحبتهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الغرر والدرر.

(2) ميزان الحكمة، ج5، ص481.

(3) الغرر والدرر.

(4) المصدر السابق.

(5) تحف العقول، ص217.

(6) جامع السعادات، ج1، ص345، الطبعة الرابعة.

(*) حينما يكون المرء حزيناً لسبب ما ويظهر ـ رغم ذلك ـ بشره وطلاقة وجهه للناس، فهو بذلك يقصر حالة الحزن على نفسه، ويشيع السرور ـ وهو حالة الايجاب - بينهم.

(**) الأفضل أن تكون التحية هكذا: (السلام عليكم)، وتشفع بالقول: صبحكم الله بالخير، أو صباح الخير، إن كان الوقت صباحاً، أو تشفع بالقول: مساكم الله بالخير، أو مساء الخير، إن كان الوقت مساءً.

(***) إن حسن تعامل أصحاب المحلات التجارية وموظفيهم مع الزبائن وحسن بشرهم معهم وابتسامهم لهم من أحسن أنواع الدعاية لتلك المحلات. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.