العاصمة Capital:

العاصمة هي عادة أكبر مدن الدولة وهي عادة تكون مقرا للحكومة ورئاستها وسلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية، كما تضم مقر سفارات الدول الأجنبية، وهي المركز الثقافي والتجاري، حيث تضم المؤسسات الكبرى في الدولة، كما أنها تكون مركزا رئيسا لشبكة النقل والمواصلات، وفي مركز القوة والنفوذ في الدولة حتى يمكنها السيطرة على جميع أجزاء الدولة بما فيها المناطق الهامشية وحمايتها من الاعتداء الخارجي.

والعواصم مدن تحتوي على أكبر تركز للقوى السياسية في الدولة التي تقع بها، فهي مقر الحكم والهيئة التشريعية والتنفيذية، وعادة ما تكون العاصمة هي القلب الثقافي لكن في حالات كثيرة، وخاصة في الدول الفيدرالية، فان العاصمة تتجلى أهميتها الصناعية والتجارية بصورة أقل من باقي المدن في البلاد، وذلك لأن العوامل التي تؤثر على اختيار موقع العاصمة عادة ما تكون سياسية واستراتيجية أكثر من العوامل الاقتصادية، والعاصمة يجب أن تكون كما قال جفرسون Jefferson  من المدن المهيمنة Primate cities التي يتركز بها أكبر عدد من السكان وتكون ذات عمق تاريخي ورمزا للمشاعر القومية. وقانون جفرسون عن المدن المهيمنة غير قابل للتطبيق على الدول الفيدرالية، وذلك لأن العواصم الفيدرالية ذات مواقع متوسطة. وفي معظم الحالات هي مدن جديدة. فعواصم الولايات المتحدة وكندا واستراليا والهند والمانيا الغربية أصغر حجما من مدن أخرى في البلاد, لكن أمثلة مثل: فينا وبوينس أيرس Buenos Airos حلاة لا تتفق وهذا الرأي حيث أن فينا هي عاصمة النمسا (والتي يراها العديد من الدارسين على أنها فيدرالية) أما الأرجنتين (فتعتبر ذات فيدرالية زائفة).

وسواء أكانت العاصمة هي المدينة المهيمنة Primate city في البلاد أم لم تكن فمن المفترض - مع مرور الزمن - أن تصبح المثال المصغر Epilone للحياة القومية للدولة، والتي يتمثل بها تقاليد البلاد وتاريخها وسلطتها. وتزداد قوة هيمنة العاصمة بزيادة سكانها وزيادة ثرائها، والذي يصاحبه مضاعفة الأعمال الإدارية والتجارية، وينعكس ذلك على خريطة النقل حيث تتشعب خطوط النقل المختلفة (طرق سيارات - مطارات - نهرية أو بحرية أو جوية) من العاصمة إلى باقي المدن والأقاليم المجاورة. وهذا التشعب يكون سببا ونتيجة لأهميتها الاقتصادية وتزايد دورها السياسي.