أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-1-2022
1355
التاريخ: 25-1-2021
2077
التاريخ: 17-11-2020
4806
التاريخ: 25-1-2016
2659
|
مفهوم الامة
الأمة جماعة تربط بين أفرادها اللغة المشتركة والرغبة في العيش معا نتيجة الإحساس المتشابه نتيجة تراث مشترك من العادات والأخلاق والذكريات، واتحاد المدنية، وروابط ترجع إلى الدين واللغة والجنس. وهذه الجماعة باستقرارها في بقعة معينة من الأرض تتريق الصلات بين أفرادها وتشتد بينهم الروابط وتقوى يمضي الزمن.
فالأمة تتكون من جماعة تستقر في منطقة معينة، ويمضي الزمن يرتبط أفراد هذه الجماعة بروابط متعددة تقوى من وحدتهم، وتزيد التالف بينهم. فوجود هذه الجماعة واستقرارها فوق أرض معينة مع الرغبة المشتركة في العيش معا والعمل على تحقيق أهداف مشتركة يؤدي إلى نشأة الأمة.
ومن العوامل التي تساعد على تكوين الأمة وتطورها وحدة اللغة والجنس والدين والعادات والتقاليد والمصالح والذكريات والمشاعر المشتركة، وليس شرطا أن تتوافر كل هذه العوامل لكى توجد الأمة، وإنما يكفي وجود بعضها الذي يشكل العناصر الأساسية لنشأة الأمة، وهي الجماعة البشرية، والإقليم والرغبة المشتركة لأفراد الجماعة في العيش معا، تلك الرغبة التي تتولد عند الأفراد وتتجمع بينهم نتيجة تضامن عوامل و عناصر متعددة تختلف أهميتها من أمة لأخرى حسب ظروفي كل منها. ولذلك نجد أن أمما تكونت على الرغم من اختلاف افرادها في الجنس واللغة والدين مثل الأمة البلجيكية والأمة السويسرية والأمة الأمريكية.
فالأمة السويسرية غير متحدة في الجنس أو اللغة، فهي تتكون من ثلاث مناطق: المانية وفرنسية وإيطالية، ولكل منطقة لغتها الخاصة بها، وكذلك البلجيكية التي تضم اللغة الفرنسية لغة الوالون، والفلمنكية لغة الفلاندرز، والألمانية لغة الجزء الذي اقتطع من المانيا وضم إلى بلجيكا بعد الحرب العالمية الثانية.
أما الأمة الأمريكية فتضم مجموعة من الأجناس المختلفة التي كونت أمة قوية ذات حياة مشتركة ومصالح تجمع بينها.
ومما تقدم نرى أن الأمة تشترك مع الدولة في عنصري الشعب والإقليم، لكنها تختلف عنها فيما يتعلق بالحكومة التي تعد ركنا من أركان الدولة، وبدون الحكومة لا يمكن أن توجد دولة، أما الأمة فلا يشترط فيها تكون هذا الركن. وإذا توافر هذا الركن في الأمة فإنها تصبح دولة، وهدف كل أمة أن تكون دولة مستقلة، أي أن تصل الأمة إلى أن تكون دولة واحدة مستقلة، بمعنى أن تتفق الدولة مع الامة.
وقد يتكون من الأمة عدة دول، وقد يدخل جزء من أمة مع دولة أخرى. وقد تستمر الأمة موزعة بين عدة دول ولا نستطيع الوصول إلى تكوين دولة مستقلة مثل الامة الألمانية، ودولة النمسا، ودولة تشيكوسلوفاكيا عندما تكونت، وبلجيكا والدانمرك، ومثلها الأمة العربية الموزعة بين عدة دول.
وعلى الرغم من ذلك فإن الأمة من حيث تعريفها وتحديدها تعد من المسائل غير المحددة فما زال يكتنفها شيء من الغموض عند الباحثين في هذا الموضوع، ذلك لاختلاف ظروفهم واحوالهم المختلفة وأوضاعهم التي نشئوا فيها، فليس من الطبيعي أن يعتبر المفكر الأمريكي وحدة الجنس أساسا في تكوين الأمة؛ لأن الأمريكيين ينتمون إلى اجناس متعددة، ومن هنا كان الاختلاف في تعريف الأمة وبيان مقوماتها.
فبعض المفكرين الفرنسيين يعرف الأمة بأنها: مجموعة من الناس تسكن ارضا واحدة وترجع إلى أصل واحد، ولها مصالح مشتركة منذ وقت بعيد، ويتحدث سكانها لغة واحدة.
بينما يرى المفكر الألماني اشبنجلر بأن الأمة ما هي إلا وحدة روحية وليست وحدة لغوية أو سياسية.
ويعرفها المفكر الإيطالي مانشينى، بأنها: مجتمع طبيعي من الناس يرتبط بعضه ببعض بوحدة الأرض والأصل والعادات واللغة نتيجة الاشتراك في الحياة وفي الشعور الاجتماعي«.
وتعريفات العرب القدامى للأمة لم تكن واضحة ولا محددة، فقد جاء تعريف الأمة في معاجم اللغة العربية بأنها: جماعة من الناس، والجيل والقرن، واهل الزمان الواحد، وغير ذلك من الشروح.
وجاء الإسلام ليشير إلى الأمة بقوله تعالى: (إن هذه امتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)، أي أن الأمة الإسلامية أمة واحدة تتحد في الإسلام كدين.
ويرى كثيرون أن الأمة ما هي إلا مجموعة من الخصائص والمزايا والطباع والعادات والتقاليد والنظم الاجتماعية التي تنطبع على مر الأجيال بدرجات متفاوتة في نفوس مجموعة تجمعهم وحدة لغوية وأدبية وتاريخية وروابط مشتركة من ذكريات وآمال ومصالح و مؤثرات إقليمية يتمم بعضها البعض الآخر دون أن تتأثر بوحدة الأصل والجنس، وهذا التعريف يجمع بين ما قيل من تعريفات بشان الامة.
وفي وقتنا الحاضر وفي ضوء ما قيل يمكننا القول بان: الأمة هي مجموعة من الناس ذات لغة مشتركة وثقافة موحدة ومصالح مشتركة بحيث يمكن من خلال هذه العوامل تمييز امة عن غيرها من الأمم.
وقد ظهرت عدة نظريات فلسفية تبحث في أساس نشأة الأمم مثل النظرية الألمانية للفيلسوف الألماني فخت Fichte ، والنظرية الفرنسية للفيلسوف الفرنسي رينان Renan والنظرية الماركسية الروسية للزعيم السوفيتي ستالين, وكل نظرية من هذه النظريات ترجع نشأة الأمة إلى عامل معين، فالنظرية الألمانية تقيم الأمة على أساس اللغة، بينما النظرية الفرنسية تقيمها على أساس إرادة الأفراد ومصالحهم المشتركة في العيش معا، أما النظرية الماركسية فترجع الأمة إلى وحدة الحياة الاقتصادية، وهذه النظريات وإن كانت تتضمن جانبا من الصواب إلا أن كل نظرية منها لا تصلح بمفردها لتكون أساسا لنشأة الأمم.
وفي ضوء ما ذكر يمكننا القول بان أهم العناصر أو الأسس التي تقوم عليها الأمة تنحصر في اللغة ووحدة التاريخ، وهذا ما استقر عليه الرأي عند كثير من الباحثين. وهذا الاتجاه يجمع بين النظرية الألمانية التي تأخذ بوحدة اللغة، وبين النظرية الفرنسية التي ترى أن وحدة التاريخ من شأنها أن تؤدي إلى وحدة المشاعر والآلام والآمال والثقافة مما يشعر الأفراد بانهم أبناء أمة واحدة متميزة عن الأمم الأخرى، ويدفعهم هذا الوضع المتميز إلى الإرادة والمشيئة والرغبة المشتركة في العيش معا كما يرى رينان في النظرية الفرنسية.
ولكن لا يمكن إهمال جانب الدين كأحد مكونات الأمة، بل يعد عاملا هاما من عوامل نشوئها، وليس أدل على ذلك من قول هللا تعالى كما ذكرنا: (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون), وقوله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)، وفي قوله تعالى : (كان الناس أمة واحدة فبعث هللا النبيين).
وبالتالي لا يمكن الجرى وراء النظريات التي تستبعد هذا العامل الهام، وإنما نستطيع أن نقول أن اللغة والتاريخ المشترك إلى جانب الدين من العوامل الأساسية التكوين الأمم. وفي نفس الوقت فإن الحياة الاقتصادية والأصل الجنسي والبيئة الجغرافية لا شك أنها تعد من العوامل المساعدة التي تلعب دورا هاما في نشوء الأمم إلى جانب الأسس التي أشرنا إليها.
ويمثل مفهوم الأمة أحد قوى الجذب التي تعزز وحدة الدولة وتحفظ تماسكها وانسجامها، وتعمل علي ترابطها واستقرارها، لأن هذا المفهوم يقوم علي الشعور بالولاء لأمة. وعندما لا يوجد هذا الشعور بالولاء، وتوجد ولاءات أخرى تطفو عليه ويحملها الكيان السياسي ( الدولة )، فهذا يعد بمثابة ضعف في بناء هذا الكيان، يؤدي إلى الاضطراب و عدم الاستقرار، و يقوض وحدة الدولة و يعرضها للانهيار.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|