المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

معنى السجود وممن يقع
3-06-2015
Sexual Selection
30-10-2015
عصور ما قبل التاريخ
24-9-2016
(Heat Shock Factors ( HSFs
19-7-2018
الطبيعة البنوية للسكريات السداسية
7-6-2017
دور الشكل في تسهيل التعاقد وتبسيطه.
30-5-2016


حفظ الناس في الغيبة  
  
1686   03:38 مساءً   التاريخ: 11-12-2021
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص 218 ـ 224
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-1-2022 2208
التاريخ: 13-12-2021 1834
التاريخ: 2023-07-21 946
التاريخ: 2023-11-28 1243

قال الله تعالى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات: 12].

وقال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): (الغيبة أن تذكر الرجل بما فيه من خلفه) (1).

وعنه (صلى الله عليه وآله) أنه قال لأبي ذر: (يا أبـا ذر! إياك والغيبة، فإن الغيبة أشد من الزنا) قلت: يا رسول الله، وما الغيبة؟ قال: ذكرك أخاك بما يكره. قلت: يا رسول الله، فإن كان فيه ذاك الذي يذكر به؟ قال: إعلم أنك إذا ذكرته بما هو فيه فقد اغتبته، وإذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته) (2).

ينقل عن أحد علماء الاسلام الأعلام المتقدمين أنه كان ـ ذات يوم ـ حاضراً في مجلس، وكان بالمجلس حضور، يتداولون الأحاديث الممزوجة بالكلام عن أناس غائبين. فما كان من العالم الا أن تناول عباءته، ونهض من مكانه فجأة، وخرج من المجلس مهرولا، ودموعه تتقاطر على صفحات خديه. فذهل من كان حاضراً، وخرج على أثره أحد الحاضرين لاحقاً إياه، وما أن وصل اليه حتى سأله: شيخنا الكريم! ما الذي دعا بك الى ترك المجلس وأنت تبكي؟! وهل ضايقك أحد، أو أساء معاملتك؟! فقال العالم: أعظم المضايقة وأسوأ المعاملة! انني لست مستعداً للجلوس في مجلس تؤكل فيه لحوم البشر (يعني يغتاب فيه الناس)! وهكذا عبر هذا العالم الصالح عن رفضه القلبي، والعملي لهذا الخلق السيء، وهو الغيبة، بمغادرة المجلس، والبكاء الرافض لغيبة المؤمن.

إن تعامل المرء مع الناس ينبغي أن يكون حسناً في وجودهم معه، وفي غيابهم عنه، فكما هو واجبه أن يحفظ إخوانه والناس في حضورهم، كذلك من واجبه أن يحفظهم في مغيبهم، إذ الحفظ يجب أن يكون في الحضور والمغيب، ومن التناقض وسوء المعاملة، أن يذكر المرء الناس في حضورهم بالخير، وفي غيابهم بالشر، أو العكس.

والغيبة ـ كما هو معلوم ـ ذكر المرء لأخيه من خلفه بما يكره مما هو فيه، وهي حصيدة من حصائد سوء استعمال اللسان، وهي من دلالات النفاق، ووسيلة العاجز، ومن يسعى للتشفي من الناس، ودليل اللؤم. وهي محرمة في الإسلام كحرمة مال الغير ودمه على الإنسان.

إن العاقل من يحفظ إخوانه في غيبتهم كما في حضورهم، ولا يجعل لسانه مركباً لغيبتهم، ولا يعوّد نفسه الغيبة، لأنها جرم عظيم، ونتاجها مقت الله ومقت الناس. فالله سبحانه وتعالى يبغض ويمقت من يغتاب الناس أشد البغض والمقت، کما ان الناس كذلك يمقتونه، وهل يحب الناس أن يتكلم عنهم من ورائهم فيما يكرهون، وفيما هو فيهم؟! وهل يحبون من يقوم بذلك؟!

وعن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (مررت ليلة أسري بي على قوم يخمشون وجوههم بأظفارهم، فقلت: يا جبرئيل! من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء الذين يغتابون الناس ويقعون في أعراضهم)(3).

(وعن الحسين بن علي ـ عليهما السلام ـ أنه قال لرجل اغتاب عنده رجلا: يا هذا كف عن الغيبة، فإنها إدام كلاب أهل النار(4).

والغيبة من الكبائر، والأمر المثير فيها أن صاحبها لا يغفر له حتى يغفر له المغتاب.

(عن جابر بن عبد الله وابي سعيد الخدري قالا: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الغيبة أشد من الزنا. قيل: وكيف؟ قال: الرجل يزني ثم يتوب، فيتوب الله عليه، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه)(5).

والغيبة من الاخلاق السيئة التي عن طريقها تشيع الفاحشة في الاجتماع وتنتشر، وهي أمر سلبي على دين الانسان، إذ تلتهم أعماله الصالحة كما تلتهم الديدان الأكل من جوف الانسان.

يقول الامام الصادق (عليه السلام): (من قال في مؤمن ما رأته عيناه، وسمعته أذناه، فهو من الذين قال الله ـ عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور:19](6).

ورب سائل يسأل: هل أن كل شيء يقال في حق الإخوان والناس وهم غياب، يعد من الغيبة؟.

ويظهر من الأحاديث الشريفة أن الغيبة تصدق على ذكر الناس في مغيبهم في أمور فيهم، سترها الله عليهم (أي ان الناس لا يعرفونها)، أما الأمور الظاهرة فيهم كالحدة (الغضب)، والعجلة فلا تدخل في معنى الغيبة، وإن كان من الأفضل للمرء أن يتجنب ذكر مثل هذه الأمور في غير ضرورة أو اضطرار.

يقول الامام الكاظم (عليه السلام): (من ذكر رجلا من خلفه بما هو فيه مما عرفه الناس لم يغتبه، ومن ذكره من خلفه بما هو فيه مما لا يعرفه الناس، اغتابه) (7).

ويقول الامام الصادق (عليه السلام): (الغيبة ان تقول في أخيك مما ستره الله عليه، وأما الأمر الظاهر فيه مثل الحدة والعجلة فلا) (8).

وقد يسأل السائل: إذا كان الناس يتنوعون بين مؤمنين، ومسلمين، وكفار، وفسّاق، وفجار، فهل هناك تمييز بالنظر الى حرمة الغيبة وجوازها؟ وإذا كان هناك تمييز فمن هم الذين تحرم غيبتهم، ومن هم الذين تجوز غيبتهم؟، تؤكد الأحاديث الشريفة على أن من تحرم غيبتهم هم:

1 - من إذا عامل الناس لا يظلمهم، ولا يكذب عليهم في الحديث، ولا يخلف، إذا وعدهم (*).

2 ـ من لم ير بالعين يفعل الذنب، أو لم يشهد شاهدان عليه بذلك.

ـ وأما من تجوز غيبتهم، فهم:

1 - الفاسق المعلن بفسقه.

2 - الامام الكذاب، إن أحسنت لم يشكر، وإن أسأت لم يغفر.

3 ـ المتفكّهون بالأمهات. (أي المتلذذون والمتمتعون بأمهاتهم).

4 ـ الخارج عن الجماعة الطاعن على أمتي، الشاهر عليها بسيفه.

5ـ صاحب هوى مبتدع.

6 - الإمام الجائر.

7 - من ألقى جلباب الحياء.

8 - من خالف قوله فعله.

9ـ الفاجر.

10 ـ من ظلم {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [النساء: 148].

فالمظلوم يجوز له أن يتكلم عمن ظلمه في موضوع (الظلم).

11 - من أضاف قوماً فأساء ضيافتهم، فهو يعتبر ظالماً، ويجوز لمن اضافهم أن يذكروا سوء ما فعل.

ـ ومنشأ الغيبة ـ أو أصلها ـ يتنوع كما يلي:

1 ـ شفاء الغيظ.

2 ـ مساعدة شخص او جماعة، على شخص آخر أو جماعة أخرى.

3 ـ التهمة.

4 ـ تصديق الأخبار دون كشفها والتحقق منها.

5ـ سوء الظن.

6 ـ الحسد.

7 ـ السخرية.

8 ـ التعجب.

9 ـ التبرم (التضجر والاحساس بالسأم والملل).

10 ـ التزين (أي أن لبس المرء للزينة ـ كاللباس الحسن ـ قد يبعث الآخرين على أن يحسدوه ويغتابوه).

وفي الغيبة لا فرق بين المغتاب وسامع الغيبة، فالثاني كالأول، لأن من حق، السمع أن ينزه عن الاستماع الى الغيبة، وعن كل ما لا يحل الاستماع اليه.

اما عن رد الغيبة ـ مع الاستطاعة ـ عن الأخ وعمن لا تجوز غيبته، فهو من الواجبات، التي إن لم يقم المرء بها كان عليه ذنب كذنب من اغتاب. ورد الغيبة يكون بمنع المغتاب، والانسحاب من المجلس أو مكان التجمع.

يقول الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله): (من رد عن أخيه غيبة سمعها في مجلس، رد الله عنه ألف باب من الشر في الدنيا والآخرة، فإن لم يرد عنه وأعجبه، كان عليه كوزر من اغتاب) (9).

اما عن كفارة الاغتياب، فهي الاستغفار للمغتاب كلما ذكر. سئل النبي (صلى الله عليه وآله): ما كفارة الاغتياب؟ قال: تستغفر الله لمن اغتبته كلما ذكرته (10).

والأعظم سوءاً من الغيبة، البهتان. فإذا كانت الغيبة هي ذكر من تحرم غيبته بأمر يكرهه ـ ستره الله عليه ـ من ورائه، فإن البهتان هو القول في مؤمن ـ أو أمرئ ـ ما ليس فيه!

يقول تعالى: {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [النساء:112].

وقال سبحانه: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب: 58].

ويقول الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله): (من بهت مؤمناً او مؤمنة، أو قال فيه ما ليس فيه، أقامه الله تعالى يوم القيامة على تل من نار حتى يخرج مما قاله فيه) (11).

ويقول الامام الصادق (عليه السلام): (البهتان على البريء أثقل من الجبال الراسيات) (12).

وقول البهتان يجر الى قول البهتان من الطرف الآخر فمن يقول في الناس ما ليس فيهم، سيقولون فيه ما ليس فيه.

وهكذا فإن من أهم أخلاق معاملة الناس حفظهم في الغيبة كما في الشهود، وتجنب بهتهم، فلكي يحسن المرء معاملة الناس واجبه ان لا يغتاب إخوانه، ومن لا تحـل غيبتهم، وأن يتجنب قول البهتان في الناس كائناً من كـانوا، وكـل ذلك يتم بذكر الله - سبحانه ـ لا بذكر المخلوق، وباستعمال العقل والتحكم في اللسان، وحينها يصير للمرء مكان الغيبة عبرة، ومكان المعصية أجراً.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) کنز العمال، خ8014.

(2) بحار الأنوار، ج77، ص89.

(3) تنبيه الخواطر، ص93.

(4) بحار الأنوار، ج78، ص117.

(5) ميزان الحكمة، ج7، ص333.

(6) بحار الانوار، ج75، ص240.

(7) المصدر السابق، ص 245.

(8) المصدر السابق، ص248.

(*) يبدو من الأحاديث الشريفة أن وجود المروءة، والعدالة، توجب الأخوة، وتحرم الغيبة. قال

رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهو ممن كملت مروته، وظهرت عدالته، ووجبت أخوته، وحرمت غيبته). المصدر السابق، ص252.

(9) وسائل الشيعة، ج8، ص607.

(10) المصدر السابق، ص606.

(11) بحار الانوار، ج 75، ص194.

(12) المصدر السابق، ج75 ص194. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.