المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

عائشة بنت ابي بكر
16-11-2018
الفرق بين الاستعارة والتمثيل
22-1-2022
Graphical Partition
24-4-2022
فقدان السيطرة
21-9-2018
التشريعات العربية ومراحل مواكبة التسويق الإلكتروني. المؤلف: شاكر تركي امين
19-9-2016
Baha, ad-Din al-Amili
26-10-2015


التعامل مع الأصدقاء  
  
1847   09:16 صباحاً   التاريخ: 24-11-2021
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص395 ـ 397
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-02 962
التاريخ: 28-7-2017 2233
التاريخ: 8-12-2021 1738
التاريخ: 24-6-2016 5600

الصداقة:

(رُب أخ لك لم تلده أمك) (1).

الصداقة من الصدق والتصديق، وهي المحبة بالصدق وفيما يرتبط بالتعامل مع الناس - بشكل عام ـ وفيما يرتبط بالمصادقة ـ بشكل خاص - باعتبار أن المصادقة وجه واسع من أوجه التعامل مع الناس، هناك ـ إن صح التعبير -:

ـ الصداقة العامة.

- والصداقة الخاصة.

والصداقة العامة يقصد بها صداقة الانسان مع كل من هو أهل للمصادقة من بني البشـر، بـاعتبـار أنـه بشر مثلهم، ويشترك معهم في الأب والأم، وفي الخلقة والهيئة، وفي عمارة الأرض، أما الصداقة الخاصة فهي تتمثل في أمرين:

الأول: الاخوة أو الصداقة في الدين.

الثاني: الصداقة الحميمة.

والأخوة في الدين تعني أن كل أخ لك في الدين هو شريك لك في المعتقدات، والأهداف، وبالتالي فهو صديق لك حتى لو لم تكن صداقتك معه حميمة، إذ لا قرابة ولا صداقة كقرابة وصداقة الدين {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10]، هذا من جهة، ومن جهة اخرى انه ليس بإمكان الانسان ان يجعل كل أخ له في الدين ـ على انفراد ـ صديقا خاصا له، بل يمكنه أن يكون صديقا لهم بشكل عام، ومن هنا كانت الصداقات الحميمة أمرا واقعاً في الحياة.

إنك لتجد إنساناً يتعامل مع عموم الناس بشكل حسن، فيحبهم ويحبونه ويحترمهم ويحترمونه، ويقدرهم ويقدرونه، فهو صديق لهم، ومن بينهم تجد أن له أصدقاء مقربين، أو بتعبير آخر: حميمين، وهؤلاء الأصدقاء هم أقرب الناس إلى قلب ذلك الانسان، وأكثر التصاقاً به، وهو أقرب الناس وأكثرهم التصاقاً بأولئك الأصدقاء.

وفي تصنيفه للإخوان والاصدقاء يقول الإمام علي (عليه السلام): (الإخوان صنفان: إخوان الثقة، واخوان المكاشرة).

 فأخوان الثقة، كالكف، والجناح، والأهل، والمال، فإذا كنت مع أخيك على ثقة، فابذل له مالك، ويدك، وصاف من صافه، وعادِ من عاداه، واكتم سره، وأظهر منه الحسن، واعلم أنهم أقل من الكبريت الأحمر)(2).

وأما إخوان المكاشرة (3)، فإنك تصيب منهم لذتك، ولا تقطعن ذلك منهم، ولا تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم، وابذل لهم ما بذلوا من طلاقة الوجه وحلاوة اللسان (4).

والتعامل مع الأصدقاء، هو جزء من التعامل مع الناس عموماً، وعليه فإن القواعد والوصايا المذكورة المتقدمة، تنطبق على الاصدقاء کما تنطبق على عموم الناس، وإن كان بعضها يختص بعمومهم باستثناء الأصدقاء.

عظمة الصداقة

والصداقة رابطة اجتماعية متينة، وهي أمر عظيم في الاسلام والحياة.

وعظمت منزلة الصداقة حتى أن أهل النار يستغيثون بالأصدقاء، ويدعون بهم قبل الأقرباء الحميمين، ولكن الله تعالى يقول عنهم: {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ} [الشعراء: 100، 101]، ويقول سبحانه: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67].

الصداقة صناعة

والصداقة كالبناء، أرأيت البناء كيف يصنع البيت ويبنيه؟

إنه يجعل له أساساً قوياً، واعمدة متينة، ثم يصف الحجر، لاحماً إياه بالإسمنت، ويصنع السقف، ويثبت الأبواب والشبابيك، ويقوم بالتشطيبات النهائية للحوائط والأرضيات حتى يكتمل البيت ويُصنع.

وهكذا الحال بالنسبة للصداقة، فهي صناعة كالبيت، وبالتالي فهي لا تحدث من فراغ، ولا فجأة، ولا صدفة، وإن كانت الصدفة تساعد في بعض الأحيان على اغتنام فرصة المصادقة.

وحيث أن الصداقة صناعة، وبناء فهي تحتاج إلى أرضية، وأرضيتها الحب في الله، والألفة، والأخلاق الفاضلة، والتواضع، والإرادة، والحلم، وضبط النفس، والوجدان الداخلي السليم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.