أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-02
962
التاريخ: 28-7-2017
2233
التاريخ: 8-12-2021
1738
التاريخ: 24-6-2016
5600
|
الصداقة:
(رُب أخ لك لم تلده أمك) (1).
الصداقة من الصدق والتصديق، وهي المحبة بالصدق وفيما يرتبط بالتعامل مع الناس - بشكل عام ـ وفيما يرتبط بالمصادقة ـ بشكل خاص - باعتبار أن المصادقة وجه واسع من أوجه التعامل مع الناس، هناك ـ إن صح التعبير -:
ـ الصداقة العامة.
- والصداقة الخاصة.
والصداقة العامة يقصد بها صداقة الانسان مع كل من هو أهل للمصادقة من بني البشـر، بـاعتبـار أنـه بشر مثلهم، ويشترك معهم في الأب والأم، وفي الخلقة والهيئة، وفي عمارة الأرض، أما الصداقة الخاصة فهي تتمثل في أمرين:
الأول: الاخوة أو الصداقة في الدين.
الثاني: الصداقة الحميمة.
والأخوة في الدين تعني أن كل أخ لك في الدين هو شريك لك في المعتقدات، والأهداف، وبالتالي فهو صديق لك حتى لو لم تكن صداقتك معه حميمة، إذ لا قرابة ولا صداقة كقرابة وصداقة الدين {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10]، هذا من جهة، ومن جهة اخرى انه ليس بإمكان الانسان ان يجعل كل أخ له في الدين ـ على انفراد ـ صديقا خاصا له، بل يمكنه أن يكون صديقا لهم بشكل عام، ومن هنا كانت الصداقات الحميمة أمرا واقعاً في الحياة.
إنك لتجد إنساناً يتعامل مع عموم الناس بشكل حسن، فيحبهم ويحبونه ويحترمهم ويحترمونه، ويقدرهم ويقدرونه، فهو صديق لهم، ومن بينهم تجد أن له أصدقاء مقربين، أو بتعبير آخر: حميمين، وهؤلاء الأصدقاء هم أقرب الناس إلى قلب ذلك الانسان، وأكثر التصاقاً به، وهو أقرب الناس وأكثرهم التصاقاً بأولئك الأصدقاء.
وفي تصنيفه للإخوان والاصدقاء يقول الإمام علي (عليه السلام): (الإخوان صنفان: إخوان الثقة، واخوان المكاشرة).
فأخوان الثقة، كالكف، والجناح، والأهل، والمال، فإذا كنت مع أخيك على ثقة، فابذل له مالك، ويدك، وصاف من صافه، وعادِ من عاداه، واكتم سره، وأظهر منه الحسن، واعلم أنهم أقل من الكبريت الأحمر)(2).
وأما إخوان المكاشرة (3)، فإنك تصيب منهم لذتك، ولا تقطعن ذلك منهم، ولا تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم، وابذل لهم ما بذلوا من طلاقة الوجه وحلاوة اللسان (4).
والتعامل مع الأصدقاء، هو جزء من التعامل مع الناس عموماً، وعليه فإن القواعد والوصايا المذكورة المتقدمة، تنطبق على الاصدقاء کما تنطبق على عموم الناس، وإن كان بعضها يختص بعمومهم باستثناء الأصدقاء.
عظمة الصداقة
والصداقة رابطة اجتماعية متينة، وهي أمر عظيم في الاسلام والحياة.
وعظمت منزلة الصداقة حتى أن أهل النار يستغيثون بالأصدقاء، ويدعون بهم قبل الأقرباء الحميمين، ولكن الله تعالى يقول عنهم: {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ} [الشعراء: 100، 101]، ويقول سبحانه: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67].
الصداقة صناعة
والصداقة كالبناء، أرأيت البناء كيف يصنع البيت ويبنيه؟
إنه يجعل له أساساً قوياً، واعمدة متينة، ثم يصف الحجر، لاحماً إياه بالإسمنت، ويصنع السقف، ويثبت الأبواب والشبابيك، ويقوم بالتشطيبات النهائية للحوائط والأرضيات حتى يكتمل البيت ويُصنع.
وهكذا الحال بالنسبة للصداقة، فهي صناعة كالبيت، وبالتالي فهي لا تحدث من فراغ، ولا فجأة، ولا صدفة، وإن كانت الصدفة تساعد في بعض الأحيان على اغتنام فرصة المصادقة.
وحيث أن الصداقة صناعة، وبناء فهي تحتاج إلى أرضية، وأرضيتها الحب في الله، والألفة، والأخلاق الفاضلة، والتواضع، والإرادة، والحلم، وضبط النفس، والوجدان الداخلي السليم.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|