الاتجاهات الحديثة والمعاصرة فى الجغرافية البشرية

ويجدر بنا بعد عرض تطور الفكر الجغرافي وعلم الجغرافيا عبر العصور، أن نختم باستخلاص الاتجاهات الحديثة التى شهدها الجغرافية البشرية خلال المائة الستة الأخيرة وأبرزها:

مرحلة الاتجاه نحو التخصص

بدأ هذا الاتجاه يتبلور بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية (1929- 1945) ، ومازال سائداً حتى الآن، فبعد تأمل اكتشاف قارات العالم غدت المعرفة الجغرافية من الضخامة بحيث اصبح من العسير ملى الجغرافيين استيعاب هذا الكم الهائل من المعرفة الجغرافية المتراكمة، وخاصة بعد التغير الذي طرأ على أساليب البحث والمعرفة في العلوم البحتة التي اتاحت المعرفة المتعمقة للظاهرات الجغرافية بدلاً من المعرفة السطحية التي يتم جمعها عن طريق الرحلات. وكانت التوزيعات الجغرافية للظاهرات ت المبحوثة فيكل فرع هي بررة اهتمام الفروع الجديدة فى الجغرافيا ، كما ابدت الفروع الجديدة اهتماماً بتباين العلاقة بين الإنسان والبيئة ، وإن تغيرت النظرة لمن الغلبة فى التأثير المتبادل بين الإنسان والبيئة إذ اصبحت لصالح الإنسان فى نهاية الأمر.

وتمخضت عملية التخصص والتفرع فى دراسة الجغرافية البشرية فى تلك المرحلة عن إتاحة الفرصة إلى التعمق فى تفصيلات الظواهر بالأمكنة، كما كان لإتباع مبدأ السببية فى صير تلك الظاهرات اثره فى دقة التحليل والتفسير، فى نفس الوقت أثرى التجريب المعملي للمعرفة السببية للظاهرات الجغرافية .