أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-06-2015
1985
التاريخ: 14-06-2015
1877
التاريخ: 12-06-2015
1841
التاريخ: 2023-07-19
1063
|
قال تعالى : {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا
فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ
بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ
تَعْقِلُونَ (73) ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ
مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ
الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا
يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ
خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة
: 72 - 74] .
{وإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً
فَادَّارَأْتُمْ فِيها} اي قتلها بعض منكم فسرت فيكم التهمة
والخصومة فصار كل منكم يريد ان يدفعها ويدرأها عنه {وَاللَّهُ مُخْرِجٌ} بقدرته من سرّ الخفاء الى
العلم والظهور {ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ}
اي يكتمه القاتل منكم من القتل وسببه. وقد كان الأمر بذبح البقرة وتعنتهم في
السؤال عنها وتثاقلهم عن ذبحها من متعلقات القتل واتهام بعضهم بعضا وتدارئهم لها
فيما بينهم ولكن أفرد اللّه تلك الأمور بالذكر تذكيرا لبني إسرائيل بتباطي أسلافهم
عن امتثال امر اللّه. ونسبة موسى الى الاستهزاء لما بلغهم امر اللّه بما يزيح
علتهم. وشقاقهم بكثرة السؤال حتى انهم ما كادوا يفعلون. وامتنانا عليهم بالمجاراة
لهم في شقاقهم وتباطئهم عن أوامره لكي يرفع تخاصمهم وينجي البريء ويظهر البراءة
بعلم اليقين.
ثم شرع في تذكيرهم بمننه عليهم واظهار الحق وفصل الخصومة بالنحو المعجز الذي
يوضح لهم قدرة اللّه وربط أطراف القصة بقوله جلت آلاؤه {فَقُلْنا اضْرِبُوهُ} اي المقتول المذكور في
الآية السابقة {بِبَعْضِها} اي تلك
البقرة التي أمروا بذبحها فذبحوها. فضربوه ببعضها ورجع حيا واخبر بقاتله وظهر امر
القتل بالمعجز حق اليقين وارتفعت الخصومة وقد دل على هذا كله سياق الكلام والتذكير
بما فيه من المنة عليهم مع قوله جلت قدرته {كَذلِكَ
يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتى ويُرِيكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} بالتدبر
والاعتبار بآيات اللّه وقدرته واحيائه الميت ورحمته لكم لكي تعرفوا رشدكم وتهتدوا
الى سواء السبيل وان تعقلهم احد الغايات وان كان أشرفها وأكثرها لهم نفعا. وجيء
بلعل لأن تعقلهم غير لازم بل هو راجع الى حسن اختيارهم في التفكر وحسن الاعتبار
والتبصر وعدم التناسي والانقياد الى وساوس الأهواء وضلالها {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ} فزاغت عن
الاعتبار بآيات اللّه والتعقل لدلائل الرشد {مِنْ
بَعْدِ ذلِكَ} اي من بعد كل ما ذكر من الآيات وأفرد كاف الخطاب
في «ذلك» باعتبار الجمع أو القوم لا الجماعة {فَهِيَ
كَالْحِجارَةِ} في قسوتها وناهيك بها قسوة {أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} اي وان شئت ان تصفها
باعتبار الآثار فهي أشد قسوة من الحجارة {وَإِنَّ
مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهار} ومن ذلك
العيون الجارية من الجبال الصخرية {وَإِنَّ
مِنْها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ} ومن ذلك ما يحدث
عند الزلازل من الانشقاق والانفجار {وَإِنَّ
مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} وقد حدث هذا كله
لبني إسرائيل وشاهدوه رأي العين في الحجر الذي انفجرت منه العيون والجبل الذي تجلى
له اللّه فجعله دكا. واما أنتم يا بني إسرائيل فلا تتأثر قلوبكم بالآيات ودلائل
الحق بل تعملون بما يغريكم به الهوى المردي والشيطان المضل ويحملكم عليه العناد
للحق والتمادي على الطغيان {وَمَا اللَّهُ
بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} بل يمهلكم ويملي لكم ثم اليه
ترجعون.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستقبل وفدًا من الملتقى الثقافي للسجناء السياسيين في محافظة واسط
|
|
|