إذا كانت اللغة الإعلامية، بصفة عامة، يجب أن تتسم بالوضوح والسهولة والجاذبية والتشريق لكي تحقق أهدافها الاتصالية والإقناعية، فإن هذه الخصائص تبدو أكثر ضرورة في لغة الراديو والتليفزيون، خاصة في ضوء الاختلافات الجوهرية بين الـراديـو والـتـلـفـزيـون مـن نـاحيـة وبـقـيـة الـوسـائل الاتـصـاليـة، لاسيما الصحـافة، من ناحية أخرى، سواء في بنـيـة الـوسـيـلـة ذاتهـا أو طبيعة الجمهور المستهدف للوسيلة.

فإذا كان من الممكن إعادة قراءة الصحيفة مرات متعددة، وكذلك منشورات العلاقات العامة وبياناتها، فإن استرجاع المادة الإذاعية والتليفزيونية غير ممكن، كذلك فإن جمهور الراديو والتليفزيون يشمل فئات عريضة متباينة في درجات التعليم والمستوى الاقتصادي والمكانة الاجتماعية، وإن كانت الغالبية تقع بالقرب من أسفل السلم الاجتماعي.

والمطلوب ممن يكتب للراديو والتليفزيون أن يكتب بلغة تجمع هذا الشتات المتباين، وأن تتناسب مع مستوى متوسط من الإدراك والوعي، وتكون قادرة في الوقت نفسه على اجتذاب أكبر عدد من الأفراد، وهو ما يجعل من هذه المهمة مهمة صعبة لكثير من الكتاب، ما لم يكن لديهم استعداد وموهبة كبيران.