أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-10-2014
2762
التاريخ: 17-12-2015
7351
التاريخ: 13-6-2022
1585
التاريخ: 11-12-2015
7509
|
مقا- درك : أصل واحد وهو لحوق الشيء- بالشيء ووصوله اليه، يقال أدركت الشيء أدركه إدراكا. ويقال فرس درك الطريدة : إذا كانت لا تفوته طريدة. ويقال أدرك الغلام والجارية إذا بلغا. وتدارك القوم. لحق آخرهم أوّلهم. وتدارك الثريان ، إذا أدرك الثرى الثاني المطر الأوّل . فأمّا- {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ} [النمل : 66] : فهو من هذا ، لأنّ علمهم أدركهم في الآخرة حين لم ينفعهم . والدرك القطعة من الحبل تشدّ في طرف الرشاء الى عرقوة الدلو لئلّا يأكل الماء الرشاء و هو وان كان لهذا فيه تدرك الدلو. ومن ذلك الدرك وهي منازل أهل النار، وذلك أنّ الجنّة درجات، والنار دركات- {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} [النساء : 145] - وهي منازلهم التي يدركونها ويلحقون بها مصبا- أدركته : إذا طلبته فلحقته. وأدرك الغلام : بلغ الحلم وأدركت الثمار : نضجت. وأدرك الشيء : بلغ وقته. وأدرك الثمن المشترى : لزمه، وهو لحوق معنوىّ . والدرك بفتحتين وقد يسكن الثاني : اسم من أدركت الشيء. ومنه ضمان الدرك. والمدرك يكون مصدرا واسم مكان وزمان . ومدارك الشرع : مواضع طلب الأحكام وهي حيث يستدلّ بالنصوص. والفقهاء يقولون في الواحد مدرك وليس لتخريجه وجه، وقد نصّ الأئمّة على طرد الباب فيقال مفعل بضمّ الميم من أفعل ، واستثنيت كلمات مسموعة خرجت عن القياس ، قالوا المأوى من أويت ولم يسمع فيه الضمّ ، وقالوا المصبح والممسى لموضع الإصباح والإمساء ولوقته ، والمخدع من أخدعت الشيء . وأجزات عنك مجزء فلان بالضمّ في هذه على القياس وبالفتح شذوذا. ولم يذكر والمدرك فيما خرج عن القياس، فالوجه الأخذ بالأصول القياسيّة حتّى يصحّ سماع. وقد قالوا الخارج عن القياس لا يقاس عليه لأنّه غير مؤصّل في بابه. وتدارك القوم : لحق آخرهم أوّلهم. واستدركت ما فات وتداركته. وأصل التدارك اللحوق يقال أدركت جماعة من العلماء : إذا لحقتهم.
مفر- الدرك كالدرج لكن الدرج يقال اعتبارا بالصعود ، والدرك اعتبارا بالحدور، ولهذا قيل درجات الجنّة ودركات النار والدرك : أقصى قعر البحر. ولتصوّر الحدور في النار سمّيت هاوية. والتدارك في الاغاثة والنعمة اكثر-. {لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ} [القلم : 49] - {حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا} [الأعراف : 38] - أي لحق كل بالآخر- {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ} [النمل : 66] - أي تدارك.
قال الحسن : معناه جهلوا أمر الآخرة ، وحقيقته انتهى علمهم في لحوق الآخرة فجهلوها. وقيل معناه : بل يدرك علمهم ذلك في الآخرة، أي إذا حصلوا في الآخرة، لأنّ ما يكون ظنونا في الدنيا فهو في الآخرة يقين.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو الوصول والاحاطة سواء كان المحيط امرا مادّيا أو معنويّا وكذلك فيما يحاط ويسلّط عليه.
فيقال {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ} [يس : 40] ، ... { لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَار...} [الأنعام : 103] ، {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ} [النساء : 78].
وقد سبق في الحسّ : أنّ المحيط فيه أمر معقول. وفي الحوط : أنّ الرعاية والحفظ مأخوذان في معنى الاحاطة.
وأمّا مفاهيم اللحوق والبلوغ والحدور : فمن لوازم الأصل، فانّ- التسلّط والاحاطة والوصول تلازم تلك المفاهيم.
والفعل المجرّد من هذه المادّة لم يستعمل. والتدارك تفاعل : يدلّ على الاستدامة والمطاوعة والاختيار، وكذلك الإدّارك فانّ أصله التدارك كالاشّاعر والاثّاقل في التشاعر والتثاقل، ولعلّ صيغة الإدّارك بمناسبة التشديد في حروفه تدلّ على شدّة وتأكّد.
{حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ} [الأعراف: 38] - أي إذا وصلوا واستولى كلّ منهم بالآخر وأحاط كلّ فريق بآخرين واجتمعوا فيها : { قالت أخراهم }.
{قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65) بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ} [النمل : 65، 66] - نفى علم الغيب المطلق عمّن في السماوات والأرض، ثمّ اكّد جهلهم ذلك بنفي شعورهم زمان بعثهم، وهذا واحد من المصاديق الضعيفة للغيب المناسب لهم أن يتوجّهوا اليه ويعلموه، لأنّه اوّل مرحلة من مراحل الغيب وأوّل قدم في السير الى مسيره، ثمّ أشار تعالى الى أنّ غاية توجّههم وآخر نظرهم الوصول والاحاطة والمعرفة في عالم الآخرة، ولا يتجاوز اجتهادهم في تحصيل العلم بالغيب عن وصوله بالنسبة الى عالم الآخرة لهم، ثمّ قال سبحانه في مقام محجوبيّتهم وتساهلهم بأنّهم في تلك المرحلة أيضا غير مجتهدين، فانّهم شاكّون فيها بل انّهم عمون بالكليّة.
والتعبير بقوله تعالى- {فِي الْآخِرَةِ}- لا بالآخرة : اشارة الى أنّ متعلّق علمهم الّذى يجتهدون في تحصيله هو مطلق ما يتعلّق بها بنحو الإجمال ، وليس لطلبتهم مورد معيّن مخصوص . فكيف يتصوّر لهم أن يعرفوا الغيب المطلق .
وقد اضطربت تفاسير القوم في هذه الآية الكريمة ، فاصفح عنها.
{فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا} [طه : 77] ، { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} [النساء : 145] - الدرك فعل يدلّ على ما يتحصّل ويتحقّق من الفعل في الخارج ، كالكرم والشرف من الإكرام والاشراف. فالدرك هو المتحصّل في الخارج في اثر الإدراك أي ما يتراءى بعد الوصول والاستيلاء من الفعل .
فظهر انّ الدرك ليس بمعنى المنزل الأسفل ، وإلّا لم يجز تقييده بالأسفل في الآية الثانية ، وأمّا في الآية الاولى فلا يدلّ على هوىّ وسفل . بل المنظور فيهما المقام الحاصل بعد الوصول والإدراك والاستيلاء من مقام ظاهري أو حالة حاصلة .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|