أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-9-2016
1607
التاريخ: 28-9-2016
1335
التاريخ: 29-1-2022
2487
التاريخ: 16-2-2022
1692
|
الروايات في أعداد الكبائر مختلفة ، ففي جملة منها أنها سبع ، وإن اختلفت هذه في المعدود منها وأبدال كبيرة بأخرى في الذكر ، كما يأتي.
وفي بعضها تسع ، وفي آخر ثمان ، وفي بعضها ثلاث.
وعن ابن عباس في الدر المنثور عدها ثمان عشرة ، وفي الكافي عن عبد العظيم الحسني عن أبي جعفر الثاني عن الصادق (عليه السلام) أنها عشرون - كما يأتي - وعن ابن عباس أنها أقرب إلى التسعين.
ولعل السر في اختلاف هذه الروايات أنها في مقام بيان المهم من الكبائر بل أكبرها ، أو باعتبار اقتضاء المقام ، ونحن نذكر جملة منها على سبيل الاختصار وهي :
في التهذيب : بسنده عن معلى بن خنيس عن أبي الصامت عن الصادق : " أكبر الكبائر سبع : الشرك بالله العظيم ، وقتل النفس التي حرّم الله عز وجل إلا بالحق ، وأكل مال اليتيم ، وعقوق الوالدين، وقذف المحصنات ، والفرار من الزحف ، وإنكار ما أنزل الله تعالى ".
أقول : هذا الحصر إما بالنسبة إلى أكبر الكبائر ، كما قال (عليه السلام) في صدر الحديث ، أو إنه إضافي ؛ لأنها أكثر من السبع.
وفي الكافي : عن ابن محبوب قال : " كتب معي بعض أصحابنا إلى أبي الحسن (عليه السلام) يُسأل عن الكبائر كم هي وما هي ؟
فكتب : الكبائر من اجتنب ما وعد الله عليه النار كفر عنه سيئاته إذا كان مؤمناً، والسبع الموجبات : قتل النفس الحرام ، وعقوق الوالدين ، وأكل الربا ، والتعرّب بعد الهجرة ، وأكل مال اليتيم ظلماً ، وقذف المحصنات ، والفرار من الزحف ".
أقول : ومثله ما عن الصدوق في ثواب الأعمال.
وهذا الحصر إضافي ، فلم يرد فيه الشرك بالله تعالى ، وقد عد في الرواية السابقة من أكبرها ، ولكن قوله - : " إذا كان مؤمنا " ، يدل على أنه منها.
وفيه - أيضاً - : عن عبيد بن زرارة قال : " سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الكبائر ؟ فقال : هن في كتاب علي (عليه السلام) سبع : الكفر بالله ، وقتل النفس ، وعقوق الوالدين ، وأكل الربا بعد البينة ، وأكل مال اليتيم ظلما ، والفرار من الزحف ، والتعرب بعد الهجرة. فقلت : هذا أكبر المعاصي ؟!
فقال : نعم.
قلت : فأكل الدرهم من مال اليتيم ظلماً أكبر أم ترك الصلاة ؟
قال : ترك الصلاة.
قلت : فما عددت ترك الصلاة في الكبائر ؟
قال : أي شيء أول ما قلت لك ؟
قلت : الكفر.
قال : فإن تارك الصلاة كافر ، يعني : من غير علة ".
أقول: الحصر فيه إضافي أيضاً، وأما كون تارك الصلاة عن عمد واختيار كافراً ؛ لأنه يرجع إلى إنكارهن وتقدم في الرواية السابقة أن إنكار ما أنزل الله تعالى من الكبائر.
وفي صحيح محمد بن مسلم عن الصادق (عليه السلام) قال : " الكبائر سبع : قتل المؤمن متعمداً ، وقذف المحصنة ، والفرار من الزحف ، والتعرب من الهجرة ، وأكل مال اليتيم ظلماً ، وأكل الربا بعد البينة ، وكل ما أوجب الله النار ".
اقول : عن الشرك منها إما لأجل المفروغية ، كما تقدم في الروايات السابقة ، او أنه داخل في القاعدة المذكورة في ذيل الرواية.
فهي تنطبق على كثير من المعاصي أيضاً ، كالكذب والغيبة ، والرشوة ، وشرب الخمر ، والسرقة ، والزنا وغيرها.
وفي الكافي بسنده عن عبد الله بن سنان قال : " سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : إن من الكبائر عقوق الوالدين ، واليأس من روح الله ، والأمن من مكر الله ".
أقول : لأن جميع ذلك مما أوعد الله عليه النار ، أو من الخسران، أو بمنزلة الكافر الذي أوعده الله النار كما يأتي.
وفي تفسير العياشي : عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : " كنت أنا وعلقمة الحضرمي وأبو حسان العجلي وعبد الله بن عجلان ننتظر أبا جعفر (عليه السلام) ، فخرج علينا فقال : مرحباً وأهلا ، ولله إني أحب ريحكم وأرواحكم ، وإنكم لعلى دين الله ، فقال : علقمة فمن كان على دين الله نشهد أنه من أهل الجنة ؟
قال : فمكث هينئة.
قال: نزروا أنفسكم ، فإن لم تكونوا اقترفتم الكبائر ، فأنا أشهد.
قلنا : وما الكبائر ؟
قال : هي في كتاب علي (عليه السلام) سبع.
قلنا : فعدها علينا جعلنا الله فداك .
قال : الشرك بالله العظيم ، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا بعد البينة، وعقوق الوالدين ؛ والفرار من الزحف ، وقتل المؤمن وقذف المحصنة.
قلنا : ما منا أحد أصاب من هذه شيئاً ، قال : فأنتم إذا ".
أقول : تدل هذه الرواية على أن من اجتنب الكبائر يكون من أهل الجنة بشهادة أبي جعفر الباقر (عليه السلام) .
وفي تفسير العياشي - أيضاً - : عن معاذ بن كثير عن الصادق (عليه السلام)
قال : " يا معاذ ، الكبائر سبع ، فينا أنزلت ومنا استحقت ، وأكبر الكبائر الشرك بالله ، وقتل النفس التي حرّم الله ، وعقوق الوالدين وقذف المحصنات ، وأكل مال اليتيم ، والفرار من الزحف ، وإنكار حقنا أهل البيت ".
أقول : ما تضمنته الرواية إضافي ، ويكون من باب ذكر بعض المصاديق.
وفيه — أيضاً : عن أبي خديجة ، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال : " الكذب على الله وعلى رسوله وعلى الأوصياء من الكبائر ".
أقول : الرواية ليست في مقام الحصر حتى الإضافي منه ، وإنما هي في بيان ذكر بعض المصاديق.
وأمثال هذه الرواية كثيرة.
وفي الكافي : عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال : " حدثني أبو جعفر الثاني (عليه السلام) ، قال : سمعت أبي موسى بن جعفر (عليه السلام) يقول : دخل عمرو بن عبيد على أبي عبد الله (عليه السلام) فلما سلم وجلس تلا هذه الآية : {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ} [الشورى: 37] ثم امسك.
فقال له الصادق (عليه السلام) : ما أسكتك؟
قال : أحب أن أعرف الكبائر من كتاب الله عز وجل ، فقال : نعم يا عمرو ، أكبر الكبائر : الإشراك بالله ، يقول الله : {مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ} [المائدة : 72] ، وبعده اليأس من روح الله ، لأن الله عز وجل يقول : {لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف : 87]. ثم الأمن من مكر الله ؛ لأن الله عز وجل يقول : {فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ } [الأعراف: 99].
ومنها : عقوق الوالدين ؛ لأن الله سبحانه وتعالى جعل العاق جياراً شقيا.
وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ؛ لأن الله عز وجل يقول : {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا} [النساء: 93].
وقذف المحصنة ؛ لأن الله عز وجل يقول : {لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور : 23].
وأكل مال اليتيم ؛ لأن الله عز وجل يقول : {إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا } [النساء: 10].
والفرار من الزحف ؛ لأن الله عز وجل يقول : {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الأنفال: 16].
وأكل الربا ؛ لأن الله عز وجل يقول : {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة: 275]. والسحر ، لأن الله عز وجل يقول : {وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ} [البقرة : 102].
والزنا ؛ لأن الله عز وجل يقول : {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا } [الفرقان: 68، 69]. واليمين الغموس الفاجرة ؛ لأن الله عز وجل يقول : { إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ} [آل عمران : 77].
والغلول ؛ لأن الله عز وجل يقول : {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران : 161].
ومنع الزكاة المفروضة ؛ لأن الله عز وجل يقول : { فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ} [التوبة : 35]. وشهادة الزور وكتمان الشهادة ؛ لأن الله عز وجل يقول : {وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ} [البقرة : 283].
وشرب الخمر ؛ لأن الله عز وجل نهى عنها كما نهى عن عبادة الأوثان ، وترك الصلاة متعمداً أو شيئاً مما فرض الله عز وجل ؛ لأن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال : من ترك الصلاة متعمدا فقد بريء من ذمة الله وذمة رسوله.
ونقض العهد وقطيعة الرحم ؛ لأن الله عز وجل يقول : { لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [الرعد: 25].
قال : فخرج عمرو وله صراخ من بكائه ، وهو يقول : هلك من قال برأيه ، ونازعكم في الفضل والعلم ".
أقول: هذه الرواية لا تنافي ما تقدم من الروايات ، لما عرفت من أن الحصر فيها ليس حقيقياً ، وإنما كان إضافياً.
وهذه الرواية تعد الكبائر المأخوذة من كتاب الله تعالى ، كما عرفت.
وفي الخصال : بإسناده عن الصادق (عليه السلام) قال : " وجدنا في كتاب علي (عليه السلام) الكبائر خمسة : الشرك ، وعقوق الوالدين وأكل الربا بعد البيئة ، والفرار من الزحف ، والتعرب بعد الهجرة ".
أقول : لا تنافي بينه وبين ما تقدم ، لما عرفت من أن الحصر في هذه الروايات إضافي وليس حقيقيا.
وفي العلل بإسناده عن عبيد بن زرارة قال : " قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : أخبرني عن الكبائر .
فقال : هن خمس ، وهن مما أوجب الله عليهن النار ، قال الله تعالى : { إن الله لا يغفر أن يشرك به} ، وقال : {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: 10] ، وقال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ} [الأنفال ى: 15]. إلى آخر الآية.
وقال عز وجل : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا} [البقرة: 278]. ورمي المحصنات المؤمنات ، وقتل مؤمن متعمداً على دينه ".
أقول : يستفاد من التعليل التعميم ؛ لأن العلة قد تعمم وقد تخصص.
وفي رواية أبي خديجة عن الصادق (عليه السلام) : الكذب على الله وعلى رسوله وعلى الأوصياء من الكبائر.
وفي كنز الفوائد : عن الصادق (عليه السلام) : " الكبائر تسع ، أعظمهن : الإشراك بالله عز وجل ، وقتل النفس المؤمنة، وأكل الربا وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، والفرار من الزحف ، وعقوق الوالدين واستحلال البيت الحرام ، والسحر ، فمن لقى الله عز وجل وهو بريء منهن ، كان معي فى جنة مصاريعها الجنة ".
أقول : جميع هذه الروايات تدل على ما ذكرنا من أن الحصر إضافي وليس حقيقيا.
وفي الخصال بإسناده عن الأعمش ، عن جعفر بن محمد (عليه السلام) في حديث شرائع الدين قال : " والكبائر محرمة ، وهي : الشرك بالله ، وقتل النفس التي حرم الله ، وعقوق الوالدين ، والفرار من الزحف ، وأكل مال اليتيم ظلماً ، وأكل الربا بعد البينة ، وقذف المحصنات ".
وبعد ذلك الزنا واللواط والسرقة ، وأكل الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لخير الله به من غير ضرورة ، وأكل السحت ، والبخس في الميزان والمكيال ، والميسر، وشهادة الزور، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله ، والقنوط من رحمة الله ، وترك معاونة المظلومين ، والركون إلى الظالمين ، واليمين الغموس ، وحبس الحقوق من غير عسر ، واستعمال التكبر والتجبر ، والكذب ، والإسراف، والتبذير، والخيانة، والاستخفاف بالحج ، والمحاربة لأولياء الله ، والملاهي التي تصد عن ذكر الله عز وجل مكروهة ، كالغناء وضرب الأوتار ، والإصرار على صغائر الذنوب ".
أقول : عد (عليه السلام) في هذه الرواية الغناء من الكبائر ، ولكن عبر عنها في الحكم بالكراهة ، والمراد منها الحرمة كما في قوله تعالى : {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا} [الإسراء : 38].
وفي الدر المنثور : أخرج جماعة عن ابن عباس أنه سئل عن الكبائر : " أسبع هي ؟
قال : هي السبعين أقرب ".
وفيه - أيضاً - : عن ابن جبير عن ابن عباس : " هي إلى السبعمائة أقرب إلى سبع ، غير أنه لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار ".
أقول : لا شك ان اكبر الكبائر الشرك بالله العظيم حتى ولو كان خفياً ، وما سواه كبير باختلاف المراتب ، فلا تنافي بين الروايات الدالة على السبع أو الخمس أو التسع أو السبعين أو أقل أو أكثر ما عرفت.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|