مر تلفزيون العراق بمراحل تاريخية عدة منذ التأسيس وحتى قرار حله عقب التغيير السياسي في العراق عام 2003 وكان الابرز ضمن المسيرة التي امتدت نحو خمسين سنة هو البعد السياسي للأداء ضمن المراحل التاريخية ، إذ كان التلفزيون في العراق وكما هو الحال في دول عدة يشير جنباً إلى جنب مع السلطة السياسية والتي دائماً ما تنظر إليه بعده احدى الوسائل الفعالة التي يمكن لها ان تستغلها خير استغلال لتبرير سياساتها وخلق التأييد لها إلى جانب الاهداف السياسية الاخرى وفي مختلف المجالات التي تكون الحكومات طرفاً فيها من السياسة والرياضة والاقتصاد والقطاعات الاخرى ، وبموجب ذلك التلازم  والارتباط في الاداء بل وحتى المصير ظلت الحكومات والنظم السياسية المتعاقبة تغدق العطاء على المؤسسات الاعلامية ولاسيما التلفزيون لأهميته وحساسية دوره المبرر والمعبر عن السياسات العامة للحكومة والنظام السياسي ، وبرغم الافكار السابقة التي قد تبدو ايجابية من حيث الاهتمام بالتلفزيون لكن المحطات التلفزيونية التي اعتمدت مثل ذلك النظام ظلت محدودة التطور والانتشار لأنها كانت تعبوية التوجه في الغالب  وهو الامر الذي جعلنا متأخرة في سوق المناسبة الاقليمية والدولية ولاسيما مع ظهور البث التلفزيوني الفضائي والقنوات الفضائية التي وسعت الخيارات امام المشاهدين بعيداً عن الاحادية والشمول في الاعلام المركزي الذي جابه الانفتاح بالمنع والتقييد حتى تبقى حتى تبقى القنوات الرسمية هي العاملة والفاعلة في الساحة الوطنية ، وكان تلفزيون العراق ضمن العقود الاربعة من تاريخ تأسيسه قد شهد تطورات تقنية واعلامية مهمة لاسيما في عقد السبعينات من القرن الماضي بعد تحسن ميزانية العراق من عائدات النفط لكن خطى التطور ظلت تتقدم احياناً وتتراجع في احيان اخرى ولاسيما في عقدي الثمانينات والتسعينات بسبب الحرب العراقي الايرانية والحصار السياسي والاقتصادي على العراق في عقد التسعينات إلى جانب تدمير البنى التحتية للمؤسسات الاعلامية في الحرب الاممية على العراق عام 1991 قبل ان تنتهي حقبة سياسية في العراق وتتطلب حقبة جديدة بعد التاسع من نيسان من العام 2003 .