العمالة

يتعين أن نعيد هنا الاعتبار إلى المعنى الأصلي لمصطلح «العمالة»، بمعنی حالة تشغيل العمال، لا كمصطلح مرادف "للعمال" أو" قوة العمل " لأن أصل استحداث هذا المصطلح يعود إلى خمسينيات القرن الماضي بفضل بعض أساتذة الاقتصاد في الجامعة الأميركية في بيروت ، حين استحدثوه لتأدية المعنى المقابل لحالة "بطالة العمال" (Unemployment)، لتُكوّن "العمالة" التعبير الرشيق عن حالة "اشتغال العمال" ⁽²⁾ (Employment). وبذلك، نضع حداً لإساءة الاستعمال التي لحقت بهذا المصطلح في السنوات الأخيرة حين درج استعماله الخاطی کمرادف لمعنى "العمال": أو "العاملين" ، أو "قوة العمل"

الحكمانيـة   

تطلبت البحوث الاقتصادية الحديثة الاهتمام ببدائل النسق الذي تجري من خلاله عملية «الحكم»، وصكُّ نتيجة هذا الاهتمام مصطلح باسم مصدر موازٍ لمصدر الحكم ، ويعبر عن "نسق الحكم" هو (Governance). تباينت الاجتهادات في تعريب هذا المصطلح باللغة العربية، فشاعت منها عبارات الحاكمية، والحوكمة، والحكامة. ولنا على كل منها اعتراضات :

الحاكمية هي نسبة إلى الحاكم وليس إلى الحكم، وتلتبس بالمصطلح الإسلامي "حاكمية الله" ، أي إن الله هو الحاكم. أما عبارة الحوكمة فتعاني ثقل النطق من جهة، وربما توحي بنوع من الاستخفاف من جهة أخرى، قياساً على استخدام صفة "إسلاموي"  كصيغة استخفافية موازية للصيغة الجدية "إسلامي" . أما «الحكامة» فتوحي باشتقاق يعني الحرفة أو المهنة مثل «الحجامة» أو «الخياطة».

ما ننشده هو نسبة إلى "الحكم" ، والنسبة المباشرة هي "الحكمية" ، لكن اللغة العربية في سياق مشابه حوّرت مثل هذه النسبة المختصرة إلى نسبة أكثر فخامة. فحين أراد من كتبوا في علم السياسية، مثل الماوردي، اشتقاق النسبة إلى "السلطة"، لم يستخدموا " سلطي " بل " سلطاني " ومن ذلك الأحكام السلطانية. قياساً على هذا الاشتقاق ، النسبة إلى الحكم هي "حكماني" و"حكمانية". 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(2) للتاريخ، يعود الفضل في هذا الاستعمال إلى الأستاذين في الجامعة الأميركية الأستاذ الدكتور عصام عاشور والمرحوم الأستاذ برهان دجاني .