المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

إباحة السفر شرط في جواز القصر
9-12-2015
ازالة او تحويل خطوط المرافق العامة - اعداد الموقع
2023-08-27
A– type ATPases
28-1-2016
Attenuation Can Be Controlled by Translation
5-6-2021
احكام تتعلق بزكاة الانعام
22-9-2016
موقف بغداد من بيعة الرضا عليه السلام
17-9-2017


الحرية والعدالة في الاسرة  
  
1749   04:35 مساءً   التاريخ: 30-5-2021
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص283-285
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-9-2017 2164
التاريخ: 12-1-2016 2144
التاريخ: 14-5-2017 3278
التاريخ: 2024-09-25 223

إنه من كل الإمكان أن نسمي الأسرة بالدولة الصغيرة كما نسمي الدولة بالأسرة الكبيرة إن صحّ التعبير. وعليه يجب أن تكون هناك عدالة وقانون أخلاقي وحرية منضبطة تسود جو الأسرة كما هو الحال في الدولة.

فالأب والأم العاقلان الملتزمان بالإسلام الحقيقي والمطيعان لله سبحانه وتعالى يستطيعان ان يديرا شؤون الاسرة ويحققا العدالة فيها ، ويوفّرا جوّاً من الحرية والعدالة والإنصاف والاحترام والمحبة ، والانتصار للحق والفضيلة.

وطبيعي ستكون النتيجة: إنّ الأسرة ستعيش متلاحمة ومتفاهمة ومتعاونة في ظل الامن والطمأنينة والهدوء الفكري ، والارتياح النفسي وكل منهم يؤدي واجباته ومسؤولياته بكل فرح ورضا وارتياح ، وكلهم أمل وثقة بانهم سيحصلون على السعادة لا في الدنيا وحسب بل وفي الآخرة ايضاً.

وقطعاً إن في هذه الظروف والاجواء التي تشعُّ فيها أشعة الفضيلة والايمان والحب والحنان والشعور بالمسؤولية سيعكس بظلاله المشرقة ، وتأثيراته الايجابية على الأطفال ، فتهديهم إلى طريق الحق والفضيلة والخير والمعروف والاستقامة في السلوك والرؤية ، وبالتالي دوام التوفيق والنجاح ، وتحقيق التكامل والرقي في الحياة.

وعلى العكس من ذلك ، ان الاسرة التي يتحكم فيها الابوان الجاهلان المستبدان والمنحرفان ، واللذان لم يطيعا الله عز وجل ، ويفرطا بالواجبات الدينية ، ويضربا كل الانظمة العلمية والأخلاقية والتربوية عرض الحائط ، ولن يشعرا بالمسؤولية تجاه أطفالهم وكيان الاسرة ، ويتوسلا دوماً وأبداً بالاستبداد والتعنّت ، والقسوة والبطش ، وفرض الإرادة بالقوة والفحش والعربدة والضرب المبرح. حتماً ستتحول هذه الاسرة إلى سجن رهيب لا يُطاق ، وستعكس بظلالها السوداء القاتمة والمرعبة ، وآثارها السلبية الماحقة على الاطفال والأسرة وحتى المجتمع.

أجل ، في أسرةٍ كهذه تنعدم الحياة المطمئنة الهانئة ويتعثر الفكر ، وتقلق النفس ، وترتعد الفرائص ، وينعدم الطريق الصحيح إلى التكامل والتعالي ، ويسيطر الخوف والرعب والقلق على جميع انحاء الدار ، ويرى اعضاء الاسرة انفسهم انهم معرضون في كل لحظة للخطر والاهانة والتعذيب والقسوة... وطبيعي ستؤول نتيجة هذه الاسرة إلى ما لا يُحمد عقباه ، حيث العقد النفسية ، والتأزمات الفكرية ، والامراض الخطيرة ، والخسائر الفادحة ، والشذوذ عن الصراط المستقيم ، والابتعاد عن سبل الخير والمناقب والهداية ، والوقوع في بحر المشاكل والمهالك.

نعم ، ان نتيجة ركوب الرأس والاستبداد والخروج على قواعد الدين وقيم السماء ، والمعاملة السيئة للأطفال وعموم الاسرة لا تتوقف عند حد ايقاف الرشد المعنوي للأطفال فقط بل تتعدى إلى اجسامهم فتمنعها عن الرشد الطبيعي. وهذا معناهُ : الحكم عليهم بإعدامهم.

لذا يجب على الآباء والامهات أن يحكموا وجدانهم وعقولهم وان يكرهوا لأبنائهم ما يكرهونه لأنفسهم وان لا يعاملوا أطفالهم وأي فرد في الاسرة معاملة قاسية حقيرة ، وان يطيعوا الله الخالق القدير ، وان يكون عقابه الاليم نصب أعينهم ، وان يتمسكوا بشرع الله الحكيم وبكل خلق كريم ، واسلوب تربوي ناجح؛ لأن الاطفال أمانة في أعناقهم. وعليهم ينعقد الأمل الكبير في تحقيق الأهداف الالهية والانسانية المنشودة وعندئذٍ تنعم الاسرة والبشرية جمعاء بالخير والمحبة والعطاء والسلام والهناء. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.