ترتبط التجارة الدولية بالعوامل الجغرافية ارتباطاً وثيقاً، باعتبار أن العوامل الجغرافية لها تأثيرها على الإنتاج والاستهلاك والنقل ومن أهمها ما يلي:

اختلاف توزيع السكان :

يُعد الإنسان العامل الأساسي المحرك للموارد الطبيعية، فهو المنتج وهو في نفس الوقت المستهلك، والبيئة الطبيعية بلا إنسان يستغل ما بها من موارد لا تعد شيئا يذكر، فقيمتها تظهر عندما يستغلها الإنسان بما يحقق غاياته والإنسان يستغل الموارد الطبيعية بقدر ما تسمح قدراته كمنتج، وعدد السكان كمستهلكين لما يُنتج، كما أن حجم السكان يؤثر من جانب أخر من حيث المستوي الحضاري والصحي والمهارة والتقاليد والعادات ومستوي الدخل، فهذه كلها تحدد الإنتاج أو الاستهلاك من حيث الكم والكيف، وحتى هؤلاء السكان مما يتميزون به من اختلاف في صفاتهم وفي حجمهم يختلفون من منطقة إلى لأخرى، وبالتالي يختلف نوع الانتاج تبعاً لهذه الظروف، ويترتب علي ذلك اختلاف في نوع الانتاج من مكان لآخر، الأمر الذي يؤدي إلى التبادل التجاري بين هذه المجتمعات المتباينة.

فعلى سبيل المثال نجد الصين والهند ذات السكان المهول نجد ما يدخل من مواردهم الزراعية في التجارة الدولية يكاد لا يذُكر بسبب استهلاكه محلياً، بينما بريطانيا ذات المساحة المحدودة (243,600كم2) والسكان القليل (60مليون نسمة) نجدها من أكثر الدول استيراداً للسلع الغذائية بسبب ارتفاع مستوى المعيشة بها.