أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-10-2015
4020
التاريخ: 19-05-2015
3848
التاريخ: 19-05-2015
3653
التاريخ: 1-8-2016
4065
|
قال إبراهيم بن عباس ما رأيت الرضا (عليه السلام) سئل عن شيء إلا علمه و لا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان إلى وقته و عصره و كان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شيء فيجيب عنه و كان كلامه كله و جوابه و تمثله انتزاعات من القرآن المجيد و كان يختمه في كل ثلاث .
وكان يقول لو أني أردت أن أختمه في أقرب من ثلاث لختمت لكني ما مررت بآية قط إلا فكرت فيها و في أي شيء أنزلت و عنه قال إني ما رأيت و لا سمعت بأحد أفضل من أبي الحسن الرضا (عليه السلام) و شهدت منه ما لم أشاهد من أحد و ما رأيته جفا أحدا بكلام قط و لا رأيته قطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه و ما رد أحدا عن حاجة قدر عليها و لا مد رجليه بين يدي جليس له قط ولا اتكأ بين يديه جليس له قط و لا رأيته يشتم أحدا من مواليه و مماليكه و لا رأيته تفل قط ولا رأيته يقهقه في ضحكه بل كان ضحكه التبسم و كان إذا خلا و نصبت الموائد أجلس على مائدته مماليكه و مواليه حتى البواب و السائس و كان قليل النوم بالليل كثير الصوم ولا يفوته صيام ثلاثة أيام في الشهر و يقول إن ذلك يعدل صيام الدهر و كان كثير المعروف و الصدقة في السر و أكثر ذلك منه لا يكون إلا في الليالي المظلمة فمن زعم أنه رأى مثله في فضله فلا تصدقوه .
وعن محمد بن أبي عباد قال كان جلوس الرضا (عليه السلام) على حصير في الصيف وعلى مسح في الشتاء و لبسه الغليظ من الثياب حتى إذا برز للناس تزين لهم .
وعن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال ما رأيت أعلم من علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ولا رآه عالم إلا شهد له بمثل شهادتي و لقد جمع المأمون في مجالس له عددا من علماء الأديان و فقهاء الشريعة و المتكلمين فغلبهم عن آخرهم حتى ما بقي منهم أحد إلا أقر له بالفضل وأقر على نفسه بالقصور .
ولقد سمعته (عليه السلام) يقول كنت أجلس في الروضة و العلماء بالمدينة متوافرون فإذا عيي الواحد منهم عن مسألة أشاروا إلي بأجمعهم و بعثوا إلي المسائل فأجيب عنها .
قال أبو الصلت و لقد حدثني محمد بن إسحاق بن موسى بن جعفر (عليه السلام) عن أبيه أن موسى بن جعفر كان يقول لبنيه هذا أخوكم علي بن موسى عالم آل محمد فسلوه عن أديانكم و احفظوا ما يقول لكم فإني سمعت أبي جعفر بن محمد (عليه السلام) يقول لي إن عالم آل محمد لفي صلبك و ليتني أدركته فإنه سمي أمير المؤمنين ؛ و عن محمد بن يحيى الفارسي قال نظر أبو نواس إلى الرضا (عليه السلام) ذات يوم و قد خرج من عند المأمون على بغلة له فدنا منه و سلم عليه و قال يا ابن رسول الله قد قلت فيك أبياتا و أحب أن تسمعها مني فقال هات فأنشأ يقول :
مطهرون نقيات ثيابهم تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا
من لم يكن علويا حين تنسبه فما له في قديم الدهر مفتخر
فأنتم الملأ الأعلى و عندكم علم الكتاب و ما جاءت به السور
فقال الرضا (عليه السلام) قد جئتنا بأبيات ما سبقك إليها أحد يا غلام هل معك من نفقتنا شيء فقال له ثلاثمائة دينار فقال أعطها إياه ثم قال لعله استقلها يا غلام سق إليه البغلة .
و لأبي نواس أيضا فيه حين عوتب على الإمساك عن مديحه فقال :
قيل لي أنت أوحد الناس طرا في فنون من الكلام النبيه
لك من جوهر الكلام بديع يثمر الدر في يدي مجتنيه
فعلى ما تركت مدح ابن موسى والخصال التي تجمعن فيه
قلت لا أهتدي لمدح إمام كان جبريل خادما لأبيه
وقد أورد الطبرسي (رحمه الله) قصة دعبل بن علي ؛ عن أبي الصلت الهروي قال دخل دعبل بن علي الخزاعي على الرضا (عليه السلام) بمرو فقال له يا ابن رسول الله إني قد قلت فيكم قصيدة و آليت على نفسي ألا أنشدها أحدا قبلك فقال الرضا (عليه السلام) هاتها يا دعبل فأنشد
مدارس آيات خلت من تلاوة ومنزل وحي مقفر العرصات
فلما بلغ الى قوله:
أرى فيئهم في غيرهم متقسما وأيديهم من فيئهم صفرات
فقال الرضا (عليه السلام):امنك الله يوم الفزع الاكبر.
فلما انتهى الى قوله:
وقبر ببغداد لنفس زكية تضمنها الرحمان في الغرفات
فقال الرضا (عليه السلام): افلا الحق للك بهذا الموضع بيتين بها تمام قصيدتك:
فقال : بلى يابن رسول الله.
فقال(عليه السلام):
وقبر بطوس يالها من مصيبة توقد في الاحشاء بالحرقات
الى الحشر حتى يبعث الله قائما يفرج عنا الهم والكربات
فقال دعبل يا ابن رسول الله لمن هذا القبر بطوس ؟
فقال (عليه السلام) قبري و لا تنقضي الأيام و السنون حتى تصير طوس مختلف شيعتي فمن زارني في غربتي كان معي في درجتي يوم القيامة مغفورا له و نهض الرضا (عليه السلام) و قال لا تبرح و أنفذ إليه صرة فيها مائة دينار فردها و قال ما لهذا جئت و طلب شيئا من ثيابه فأعطاه جبة من خز والصرة و قال للخادم قل له خذها فإنك ستحتاج إليها و لا تعاودني فأخذها و سار من مرو في قافلة فوقع عليهم اللصوص و أخذوهم و جعلوا يقسمون ما أخذوا من أموالهم فتمثل رجل منهم بقوله: أرى فيئهم في غيرهم متقسما .
فقال دعبل لمن هذا البيت فقال لرجل من خزاعة يقال له دعبل فقال فأنا دعبل قائل هذه القصيدة فحلوا كتافه و كتاف جميع من في القافلة و ردوا إليهم جميع ما أخذ منهم و سار دعبل حتى وصل إلى قم فأنشدهم القصيدة فوصلوه بمال كثير و سألوه أن يبيع الجبة منهم بألف دينار فأبى وسار عن قم فلحقه قوم من أحداثهم و أخذوا الجبة منه فرجع و سألهم ردها فقالوا لا سبيل إلى ذلك فخذ ثمنها ألف دينار فقال على أن تدفعوا إلي شيئا منها فأعطوه بعضها و ألف دينار و عاد إلى وطنه فوجد اللصوص قد أخذوا جميع ما في منزله فباع المائة دينار التي وصله بها الرضا (عليه السلام) من الشيعة كل دينار بمائة درهم و تذكر قول الرضا (عليه السلام) إنك ستحتاج إليها .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|