المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



مناقبه واخلاقه الكريمة  
  
3780   04:15 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج3,ص435-440.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام) /

قال إبراهيم بن عباس ما رأيت الرضا (عليه السلام) سئل عن شيء إلا علمه و لا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان إلى وقته و عصره و كان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شيء فيجيب عنه و كان كلامه كله و جوابه و تمثله انتزاعات من القرآن المجيد و كان يختمه في كل ثلاث .

وكان يقول لو أني أردت أن أختمه في أقرب من ثلاث لختمت لكني ما مررت بآية قط إلا فكرت فيها و في أي شيء أنزلت و عنه قال إني ما رأيت و لا سمعت بأحد أفضل من أبي الحسن الرضا (عليه السلام) و شهدت منه ما لم أشاهد من أحد و ما رأيته جفا أحدا بكلام قط و لا رأيته قطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه و ما رد أحدا عن حاجة قدر عليها و لا مد رجليه بين يدي جليس له قط ولا اتكأ بين يديه جليس له قط و لا رأيته يشتم أحدا من مواليه و مماليكه و لا رأيته تفل قط ولا رأيته يقهقه في ضحكه بل كان ضحكه التبسم و كان إذا خلا و نصبت الموائد أجلس على مائدته مماليكه و مواليه حتى البواب و السائس و كان قليل النوم بالليل كثير الصوم ولا يفوته صيام ثلاثة أيام في الشهر و يقول إن ذلك يعدل صيام الدهر و كان كثير المعروف و الصدقة في السر و أكثر ذلك منه لا يكون إلا في الليالي المظلمة فمن زعم أنه رأى مثله في فضله فلا تصدقوه .

وعن محمد بن أبي عباد قال كان جلوس الرضا (عليه السلام) على حصير في الصيف وعلى مسح في الشتاء و لبسه الغليظ من الثياب حتى إذا برز للناس تزين لهم .

وعن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال ما رأيت أعلم من علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ولا رآه عالم إلا شهد له بمثل شهادتي و لقد جمع المأمون في مجالس له عددا من علماء الأديان و فقهاء الشريعة و المتكلمين فغلبهم عن آخرهم حتى ما بقي منهم أحد إلا أقر له بالفضل وأقر على نفسه بالقصور .

ولقد سمعته (عليه السلام) يقول كنت أجلس في الروضة و العلماء بالمدينة متوافرون فإذا عيي الواحد منهم عن مسألة أشاروا إلي بأجمعهم و بعثوا إلي المسائل فأجيب عنها .

قال أبو الصلت و لقد حدثني محمد بن إسحاق بن موسى بن جعفر (عليه السلام) عن أبيه أن موسى بن جعفر كان يقول لبنيه هذا أخوكم علي بن موسى عالم آل محمد فسلوه عن أديانكم و احفظوا ما يقول لكم فإني سمعت أبي جعفر بن محمد (عليه السلام) يقول لي إن عالم آل محمد لفي صلبك و ليتني أدركته فإنه سمي أمير المؤمنين ؛ و عن محمد بن يحيى الفارسي قال نظر أبو نواس إلى الرضا (عليه السلام) ذات يوم و قد خرج من عند المأمون على بغلة له فدنا منه و سلم عليه و قال يا ابن رسول الله قد قلت فيك أبياتا و أحب أن تسمعها مني فقال هات فأنشأ يقول :

مطهرون نقيات ثيابهم               تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا

من لم يكن علويا حين تنسبه               فما له في قديم الدهر مفتخر

فأنتم الملأ الأعلى و عندكم           علم الكتاب و ما جاءت به السور

فقال الرضا (عليه السلام) قد جئتنا بأبيات ما سبقك إليها أحد يا غلام هل معك من نفقتنا شيء فقال له ثلاثمائة دينار فقال أعطها إياه ثم قال لعله استقلها يا غلام سق إليه البغلة .

و لأبي نواس أيضا فيه حين عوتب على الإمساك عن مديحه فقال :

قيل لي أنت أوحد الناس طرا            في فنون من الكلام النبيه

لك من جوهر الكلام بديع                يثمر الدر في يدي مجتنيه

فعلى ما تركت مدح ابن موسى         والخصال التي تجمعن فيه

قلت لا أهتدي لمدح إمام                   كان جبريل خادما لأبيه

وقد أورد الطبرسي (رحمه الله) قصة دعبل بن علي ؛ عن أبي الصلت الهروي قال دخل دعبل بن علي الخزاعي على الرضا (عليه السلام) بمرو فقال له يا ابن رسول الله إني قد قلت فيكم قصيدة و آليت على نفسي ألا أنشدها أحدا قبلك فقال الرضا (عليه السلام) هاتها يا دعبل فأنشد

مدارس آيات خلت من تلاوة      ومنزل وحي مقفر العرصات

فلما بلغ الى قوله:

أرى فيئهم في غيرهم متقسما         وأيديهم من فيئهم صفرات

فقال الرضا (عليه السلام):امنك الله يوم الفزع الاكبر.

فلما انتهى الى قوله:

وقبر ببغداد لنفس زكية     تضمنها الرحمان في الغرفات

فقال الرضا (عليه السلام): افلا الحق للك بهذا الموضع بيتين بها تمام قصيدتك:

فقال : بلى يابن رسول الله.

فقال(عليه السلام):

وقبر بطوس يالها من مصيبة      توقد في الاحشاء بالحرقات

الى الحشر حتى يبعث الله قائما        يفرج عنا الهم والكربات

 فقال دعبل يا ابن رسول الله لمن هذا القبر بطوس ؟

فقال (عليه السلام) قبري و لا تنقضي الأيام و السنون حتى تصير طوس مختلف شيعتي فمن زارني في غربتي كان معي في درجتي يوم القيامة مغفورا له و نهض الرضا (عليه السلام) و قال لا تبرح و أنفذ إليه صرة فيها مائة دينار فردها و قال ما لهذا جئت و طلب شيئا من ثيابه فأعطاه جبة من خز والصرة و قال للخادم قل له خذها فإنك ستحتاج إليها و لا تعاودني فأخذها و سار من مرو في قافلة فوقع عليهم اللصوص و أخذوهم و جعلوا يقسمون ما أخذوا من أموالهم فتمثل رجل منهم بقوله: أرى فيئهم في غيرهم متقسما .

فقال دعبل لمن هذا البيت فقال لرجل من خزاعة يقال له دعبل فقال فأنا دعبل قائل هذه القصيدة فحلوا كتافه و كتاف جميع من في القافلة و ردوا إليهم جميع ما أخذ منهم و سار دعبل حتى وصل إلى قم فأنشدهم القصيدة فوصلوه بمال كثير و سألوه أن يبيع الجبة منهم بألف دينار فأبى وسار عن قم فلحقه قوم من أحداثهم و أخذوا الجبة منه فرجع و سألهم ردها فقالوا لا سبيل إلى ذلك فخذ ثمنها ألف دينار فقال على أن تدفعوا إلي شيئا منها فأعطوه بعضها و ألف دينار و عاد إلى وطنه فوجد اللصوص قد أخذوا جميع ما في منزله فباع المائة دينار التي وصله بها الرضا (عليه السلام) من الشيعة كل دينار بمائة درهم و تذكر قول الرضا (عليه السلام) إنك ستحتاج إليها .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.