أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-11-2016
1651
التاريخ: 24-5-2017
1747
التاريخ: 9-1-2017
1121
التاريخ: 1-11-2018
1415
|
الحركات المعارضة
منذ اللحظات الأولى لإعلان الإمام الحسين عليه السلام رفض البيعة ليزيد - وخاصّة أثناء إقامته بمكّة - توجّه إليه البعض من ذوي الشأن والمكانة طالبين منه إعادة النظر في مواقفه وعرضوا عليه العديد من الآراء والطروحات في محاولة لمنع الإمام من القيام والتوجّه نحو العراق، ومع الالتفات إلى تعدّد هؤلاء المعارضين واختلاف طروحاتهم يمكن تقسيم هؤلاء إلى ثلاث طوائف:
أ ـ حركة الهاشميّين:
وفي هذا الصدد يمكن الإشارة إلى بعض وجوه الهاشميّين أمثال عبد الله بن عبّاس وعبد الله بن جعفر ومحمّد بن الحنفيّة وهؤلاء من الشخصيّات الهامّة التي ذكر أنّها كانت معذورة (1) في عدم الذهاب مع الإمام عليه السلام، وفي لقاءاتهم المتعدّدة معه كانوا يذكرون الإمام عليه السلام بالسوابق السلبيّة لأهل الكوفة ويحذّرونه من الذهاب إلى العراق.
ولكنّ الإمام الحسين عليه السلام يواجه محمّد بن الحنفيّة في المدينة ويصرّح له في وصيّته إيّاه: "وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي صلى الله عليه وآله وسلم" (2).
وأمّا عبد الله بن جعفر فقد كتب الإمام إليه مجيباً له عن شبهة الشقاق والاختلاف بسبب خروجه - كما يزعمه البعض - فقال له: "أمّا بعد، فإنّه لم يشاقق الله ورسوله من دعا إلى الله عزَّ وجلَّ وعمل صالحاً".
وفي رسالة ابن جعفر الذي تكلّم فيها بطلب الأمان للإمام عليه السلام نرى أنّه عليه السلام يجيبه "بأنّ خير الأمان أمان الله" (3)، وكذلك أجاب الإمام عبد الله بن عبّاس قائلاً:
"هيهات هيهات يا ابن عبّاس، إنّ القوم لم يتركوني وإنّهم يطلبونني أين كنت حتّى أبايعهم كرهاً ويقتلوني، والله لو كنت في جحرٍ هامةٍ من هوام الأرض لاستخرجوني منه وقتلوني، والله إنّهم ليعتدون عليّ كما اعتدت اليهود في يوم السبت، وإنّي ماضٍ في أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث أمرني، وإِنَّا لِلهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ"(4).
ب ـ حركة المشفقين:
وهذه الطائفة لا يمكن عدّها في ضمن أصحاب النوايا السيّئة، بل إنّهم وإشفاقاً على الإمام عليه السلام طرحوا عليه تجديد الرأي والنظر فيما صمّم عليه، وقد أجابهم عليه السلام
على ما أبدوه من الكلام والنصح، ومن جملة هؤلاء يمكن الإشارة إلى أمثال عبد الله بن مطيع العدويّ (5)، والأوزاعيّ (6) وأبو سعيد الخدريّ (7) والمسوّر بن مخرمة (8)، وذكر في ضمن هؤلاء أيضاً رجلاً يعرف باسم عمر بن عبد الرحمن المخزوميّ الذي قدم إلى الإمام الحسين عليه السلام في مكّة ولم يعتبره الإمام سيّء الرأي، ولا نصحه إيّاه بالقبيح من الفعل (9).
وحيث إن هذا الرجل قد أبدى قلقه من نقض الكوفيّين للعهود وعدم محاربتهم مع الإمام عليه السلام إلّا أنّه أجابه قائلاً:
"جزاك الله خيراً يا ابن عمّ، فقد والله علمت أنّك مشيت بنصحٍ وتكلّمت بعقلٍ، ومهما يقض من أمرٍ يكن، أخذت برأيك أو تركته" (10).
ج ـ حركة أصحاب الفرص:
وفي هذا المجال يمكن رصد بعض الوجوه والشخصيّات التي لم تكن مشفقة على الإمام عليه السلام وإن كان ظاهرها النصح له، ومن هؤلاء عبد الله بن الزبير الذي كان يبغض بني هاشم ومعادياً لأمير المؤمنين عليه السلام (11)، وها هو يطلب من الإمام عليه السلام أن يبقى في مكّة وأن لا يخرج إلى العراق (12)، مع أنّ المؤرّخين يذكرون بأنّ ابن الزبير لم يكن راضياً عن وجود الإمام الحسين عليه السلام في مكّة، بل كان يطمع في أخذ البيعة منه، وذكر أنّه كان يأتي إلى مجلس الإمام الحسين عليه السلام صباحاً ومساءً مع علمه بأنّه مع وجود الإمام عليه السلام في مكّة لن يرغب أحدٌ من الناس في بيعته (13).
ولمّا أن عزم الإمام على التحرّك من مكّة باتجاه العراق، لقي ابن عبّاس عبد الله بن الزبير فقال له: قرّت عينك يا ابن الزبير، ثمّ قال:
يَا لَكِ مِنْ قنْبَرَةٍ بِمَعْمَر *** خَلا لَكِ الجَوُّ فَبِيضِي واصْفُرِي
وَنَقِّرِي مَا شِئْتِ أَنْ تُنَقِّرِي (14)
وأمّا عبد الله بن عمر فقد كان ذا شخصيّة متخفيّة، وقد قام بلقاء الإمام ثلاث مرّات (15) ليرغّبه في بيعة يزيد، وقد طلب منه أن يسير في الصلح كما سار بقيّة الناس (16)، ولكنّ الإمام عليه السلام قال له في إحدى إجاباته: "اتق الله يا أبا عبد الرحمن ولا تدعنّ نصرتي" (17).
إلّا أنّ عبد الله بن عمر لم يكتف بعدم نصرة الإمام عليه السلام فحسب بل إنّه أرسل إلى يزيد بعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام برسالة ضمّنها القبول بخلافته والبيعة له (18).
_____________
(1) السؤال المطروح ها هنا هو لماذا لم يرافق هؤلاء الثلاثة الإمام الحسين في ذهابه إلى العراق؛ وذكر في جواب هذا السؤال ما يلي: أمّا عبد الله بن جعفر فقد كان معذوراً عن المشاركة في الحرب ولكنّه أرسل أبناءه إلى كربلاء (عبد الله المامقانيّ، تنقيح المقال، ج2، ص173)، وعلى حدّ قول بعض المؤرّخين فإنّه كان في ذلك الوقت أعمى (النقديّ، زينب الكبرى، ص87).وأمّا محمّد بن الحنفيّة فادّعيَ أيضاً بأنّه كان مريضاً وغير قادرٍ على المشاركة في تلك الواقعة (العلّامة الحلّي، المسائل المهنائيّة، ص38). وكذلك فإنّ عبد الله بن عبّاس كان في الشهور الأخيرة لسنة 60 من الهجرة يعاني من عينيه بل قيل: إنّه كان أعمى وأنّ ذلك أعذره في مصاحبة الإمام عليه السلام (تنقيح المقال، ج2، ص191؛ الإمام الحسين في مكّة المكرّمة، ص244 و245).
(2) بحار الأنوار، ج44، ص329؛ مناقب آل أبي طالب، ج4، ص89.
(3) وقعة الطفّ، ص155.
(4) محمّد مهدي الحائريّ، معالي السبطين، ج1، ص246.
(5) الأخبار الطوال، ص228.
(6) دلائل الإمامة، ص75.
(7) البداية والنهاية، ج8، ص163.
(8) نفس المصدر، ص165.
(9) "ما أظنّك بسيء الرأي ولا هو القبيح من الأمر والفعل" (تاريخ الأمم والملوك، ج3، ص294).
(10) الفتوح، ص867.
(11) عليّ نمازي، مستدركات علم رجال الحديث، ج5، ص18.
(12) وقعة الطفّ، ص152.
(13) الفتوح، ص837.
(14) تاريخ الخلفاء، ص 206،الأخبار الطوال، ص292،پيام آور عاشوراء، ص143 (رسالة عاشوراء).
(15) ابن عساكر، ترجمة الإمام الحسين عليه السلام، ص200.
(16) الخوارزميّ، مقتل الحسين عليه السلام، ج1، ص190 و191،صادق نجمي، سخنان حسين بن عليّ عليه السلام، ص42، (كلمات الإمام الحسين بن عليّ عليه السلام).
(17) اللهوف، ص32.
(18) العسقلانيّ، فتح الباري، ج13، ص59.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|