المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مفهوم ومجالات استخدام النباتات الطبية والعطرية
15-2-2016
معنى إرسال الرياح
21-07-2015
الاسلام والتأثيرات الاجتماعية للانحراف
24-11-2015
النفس وتسويتها
9-11-2014
Zeno of Elea
20-10-2015
عوّد ابنك أن يصارحك
12-5-2022


الامام يثبت أمامته بالولاية الكونية  
  
3341   02:08 مساءً   التاريخ: 15-05-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج3,ص274-279.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / قضايا عامة /

عن هشام بن سالم قال كنا بالمدينة بعد وفاة أبي عبد الله (عليه السلام) و أنا و محمد بن النعمان صاحب الطاق و الناس و مجتمعون على عبد الله بن جعفر أنه صاحب الأمر بعد أبيه فدخلنا عليه و الناس عنده فسألناه عن الزكاة في كم تجب فقال في مائتي درهم خمسة دراهم فقلنا له ففي مائة فقال درهمان و نصف قلنا و الله ما تقول المرجئة هذا فقال و الله ما أدري ما تقول المرجئة قال فخرجنا ضلالا ما ندري إلى أين نتوجه أنا و أبو جعفر الأحول فقعدنا في بعض أزقة المدينة باكين لا ندري إلى أين نتوجه و إلى من نقصد نقول إلى المرجئة إلى القدرية إلى المعتزلة إلى الزيدية فنحن كذلك إذ رأيت رجلا شيخا لا أعرفه يومئ إلي بيده فخفت أن يكون عينا من عيون أبي جعفر المنصور و ذلك أنه كان له بالمدينة جواسيس على من يجتمع بعد جعفر من الناس فيؤخذ فتضرب عنقه فخفت أن يكون منهم فقلت للأحول فإني خائف على نفسي و عليك و إنما يريدني ليس يريدك فتنح عني لا تهلك فتعين على نفسك فتنحى عنه بعيدا و تبعت الشيخ و ذلك أني ظننت أني لا أقدر على التخلص منه فما زلت أتبعه و قد عرضت على الموت حتى ورد بي على باب أبي الحسن موسى (عليه السلام) ثم خلاني و مضى فإذا خادم بالباب فقال لي ادخل رحمك الله فدخلت فإذا أبو الحسن موسى (عليه السلام) فقال لي ابتداء منه إلي إلي لا إلى المرجئة و لا إلى القدرية و لا إلى المعتزلة و لا إلى الزيدية ولا إلى الخوارج قلت جعلت فداك مضى أبوك قال نعم قلت مضى موتا قال نعم قلت فمن لنا بعده قال إن شاء الله أن يهديك هداك قلت جعلت فداك إن أخاك عبد الله يزعم أنه الإمام من بعد أبيه فقال عبد الله يريد أن لا يعبد الله قال قلت جعلت فداك فمن لنا من بعده فقال إن شاء الله أن يهديك هداك قلت جعلت فداك فأنت هو قال لا أقول ذلك قال فقلت في نفسي إني لم أصب طريق المسألة ثم قلت له جعلت فداك أعليك إمام قال لا قال فدخلني شيء لا يعلمه إلا الله تعالى إعظاما له و هيبة ثم قلت له جعلت فداك أسألك عما كنت أسأل أباك قال سل تخبر و لا تذع فإن أذعت فهو الذبح قال فسألته فإذا هو بحر لا ينزف قلت جعلت فداك شيعة أبيك ضلال فألقي إليهم هذا الأمر و ادعوهم إليك فقد أخذت على الكتمان قال من آنست منه رشدا فألق إليه و خذ عليه الكتمان فإن أذاع فهو الذبح و أشار بيده إلى حلقه ؛ قال فخرجت من عنده فلقيت أبا جعفر الأحول فقال لي ما وراءك قلت الهدى و حدثته بالقصة قال ثم لقينا زرارة وأبا بصير فدخلا عليه و سمعا كلامه و سائلاه وقطعا عليه ثم لقينا الناس أفواجا فكل من دخل عليه قطع بالإمامة إلا طائفة عمار الساباطي و بقي عبد الله لا يدخل عليه من الناس إلا القليل وعن الرافعي قال كان لي ابن عم يقال له الحسن بن عبد الله و كان زاهدا و كان من أعبد أهل زمانه وكان السلطان يتقيه لجده في الدين و اجتهاده و ربما استقبل السلطان في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بما يغضبه فيحتمل ذلك لصلاحه فلم تزل هذه حاله حتى دخل يوما المسجد و فيه أبو الحسن موسى ع فأومأ إليه فأتاه فقال له يا ابا علي ما أحب إلي ما أنت فيه و أسرني به إلا أنه ليست لك معرفة فاطلب المعرفة فقال له جعلت فداك و ما المعرفة قال اذهب تفقه و اطلب الحديث قال عن من قال عن فقهاء المدينة ثم أعرض علي الحديث قال فذهب فكتب ثم جاء فقرأه عليه فأسقط كله ثم قال اذهب فاعرف و كان الرجل معينا بدينه فلم يزل يترصد أبا الحسن حتى خرج إلى ضيعة له فلقيه في الطريق فقال له جعلت فداك إني أحتج عليك بين يدي الله عز و جل فدلني على ما تجب علي معرفته قال فأخبره أبو الحسن عليه بأمر أمير المؤمنين (عليه السلام) و حقه وما يجب له و أمر الحسن والحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد (عليهم السلام) ثم سكت فقال له جعلت فداك فمن الإمام اليوم قال إن أخبرتك تقبل قال نعم قال أنا هو قال فشيء أستدل به قال اذهب إلى تلك الشجرة و أشار إلى بعض شجر أم غيلان و قل لها يقول لك موسى بن جعفر أقبلي قال فأتيتها فرأيتها و الله تخد الأرض خدا حتى وقفت بين يديه ثم أشار إليها بالرجوع فرجعت قال فأقر به ثم لزم الصمت و العبادة و كان لا يراه أحد يتكلم بعد ذلك و روى عن أبي بصير قال قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) جعلت فداك بم يعرف الإمام قال بخصال أما أولهن فإنه بشي ء تقدم من أبيه و أشار به إليه ليكون حجة و يسأل فيجيب و إذا سكت عنه ابتدأ و يخبر بما في غد و يكلم الناس بكل لسان ثم قال يا با محمد أعطيك علامته قبل أن تقوم فلم يلبث أن دخل عليه رجل من خراسان فكلمه الخراساني بالعربية فأجابه أبو الحسن بالفارسية فقال له الخراساني و الله ما منعني أن أكلمك بالفارسية إلا أني ظننتك لا تحسنها فقال سبحان الله إذا كنت لا أحسن أن أجيبك فما فضلي عليك فيما أستحق به الإمامة ثم قال يا ابا محمد إن الإمام لا يخفى عليه كلام أحد من الناس و لا منطق الطير و لا كلام شيء فيه روح .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.