المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06
النضج السياسي في الوطن العربي
2024-11-06



إنشاء التعاون  
  
1788   12:53 صباحاً   التاريخ: 23-3-2021
المؤلف : شيريل ايروين
الكتاب أو المصدر : دليل تربية الصبيان
الجزء والصفحة : ص48-49
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-04 1666
التاريخ: 9-1-2016 2293
التاريخ: 9-1-2016 2017
التاريخ: 7-9-2018 1765

تخيّلي للحظة سيناريو مألوف. هو أواخر فترة بعد الظهر. طفلك يأخذ قيلولته ولا يزال في مهده. أنتِ في المطبخ تستعدين للعشاء والأمسية التي تنتظرك. فجأة ، تسمعين بكاء طفلك. ماذا تفعلين؟ حسن ، تتجه معظم الامهات وبشكل غريزي نحو غرفة النوم ليكشفن ما يجري. لعل ابنك استيقظ لتوه وهو يتوقع أن يحمل ويدلل ! لعله جائع او مبتل ! او لعله اصيب بالحمى اثناء نومه ويشعر الان بالتعب !

تتدخل غريزة الامومة عندما تحملين ابنك وتنظرين اليه. وعلى الرغم من ان اشارات الاهل تتعطل من حين الى آخر ، الا انك تعرفين معظم الوقت ما عليك ان تفعلينه. يستمتع الاهل المهتمون واطفالهم بما يسميه الباحثون التواصل التعاوني ويبدو ان هذا التواصل هو اهم كتلة بناء في تطور الدماغ والارتباط الآمن فضلاً عن كونه إحدى المهارات التربوية القليلة التي نجدها في كافة الحضارات المعروفة.

لنفترض ان شيئا ما اعاق هذه العملية. لنفترض ان صوت التلفزيون منعك من سماع بكاء طفلك او لعلكِ مكتئبة ومتعبة ولا تشعرين باي رغبة في السير الى غرفة ابنك لتري ما الامر. قد تظنين انه جائع في حين انه مبتل في الواقع او لعلكِ لم تنتبهي الى انه مصاب بالحمى او بطفح ، في هذه الحالة ، لن تتمكني من تلبية حاجات الطفل ، وهذا ليس بالتواصل التعاوني. ما من ام كاملة ! وستتلقين الرسالة بشكل خاطئ من حين الى اخر مهما بذلت من جهد. لكن ، طالما ان ابنك يتعلم انك تستمعين اليه وتهتمين لأمره وانك ستبذلين قصارى جهدك لتلبي حاجاته ، فسيكبر وينمو وينجح .

• وقائع

التواصل التعاوني يعني انه تم تلقي اشارة الطفل وان الام تتجاوب معها بالشكل المناسب. عندما يكون التواصل بين الام والطفل مبنياً على الاهتمام , ينمو الطفل وتصبح علاقته بوالديه أقوى . ان الاستماع الى طفلك والتجاوب معه هما اهم ما يمكنك ان تقومي به من أجله .

بما ان الفتيات يسبقن الصبيان على صعيد تطور المهارات الانفعالية والاجتماعية ، فمن الضروري ان تستمعي لابنك وتلمسيه وتتحدثي اليه وتتواصلي معه. انه يحتاج الى علاقة معك كي يصبح شاباً سعيداً ومنتجاً.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.