المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28



المطلوب أبناء صالحين  
  
1796   06:08 مساءً   التاريخ: 24-11-2020
المؤلف : محمد عبد الرسول
الكتاب أو المصدر : كيف تربي اولادك
الجزء والصفحة : ص171ـ176
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

كان لا بد للإنسان أن يكون صالحاً، وإلا فليس أمامه من خيار غير أن يكون مثل الحيوان أو أضل منه.

كيف يكون ذلك؟

تعالوا نرى ما هو الحيوان؟ وهل يختلف عن الإنسان؟

الجواب :

ان الحيوان قد يكون أقوى من الإنسان جسدياً. فليس الإنسان أقوى من الفيل والأسد والحيوانات الكاسرة ذات القوة الحديدية. كما أنه ليس أجمل من الطاووس، ولا اطول من الزرافة!

وإذا كان للإنسان عينان فقط، فان للذبابة بين 600 إلى 1000 عين.

واذا كانت قدرة الرؤية في الإنسان، هي قدرة محدودة باتجاه واحد، فان قدرة الرؤية في الذبابة تشمل كل الاتجاهات.

وتستطيع الذبابة ان تطير بسرعة ثمانين كيلو متر في الساعة، وإذا أخذنا بعين الاعتبار طولها الذي لا يتعدى السنتيمتر الواحد، فهذا يعني ان للذبابة القدرة على السرعة 7 ملايين مرة اكثر من حجمها، أي انها في السرعة اقوى من الصاروخ.

واذا كان الإنسان لا يستطيع ان ينجب اكثر من 4 اولاد او 7 على الاكثر في كل عام، فان ذبابتين –انثى وذكر - تسطيعان ان تنجبا الملايين فيما اذا كانت الظروف ملائمة، ويقدر العلماء : ان ذبابتين، يمكنهما ان تنجبا خلال عام واحد – عن طريق التكاثر- بمقدار ما تغطي به الكرة الارضية كلها بارتفاع 15 متراً مع العلم ان اقصى عمر للذبابة هو اربعون يوماً فقط.

والخفاش الليلي حينما يحلق في الفضاء، فانه يستخدم حاسته كما يستخدم الإنسان اليوم جهاز الرادار.

وهناك بعض الحيوانات تسمع الاصوات ذات الذبذبات العالية والمنخفضة دون ان يستطيع الإنسان سماعها.

وهناك الكثير من الحيوانات التي تستطيع ان تتنبأ بحدوث الزلازل قبل وقوعها، حتى ان الإنسان اليوم لجأ إلى الاستفادة منها لمعرفة مواقيت الزلازل واماكنها.

والكتكوت الصغير يخرج راسه من البيضة وهو يفتش عن (الحب) ويعرف أي (حب) ينفعه واي (حب) يضره، ويعرف الجوع والعطش، ويفهم كيف يمشي، وكيف يأكل وكيف يلعب.

بينما طفل الإنسان يولد وهو يجهل كل شيء وتمر شهور قبل ان يعرف موقع فمه من موقع انفه واذا تركته قبل ان تعلمه قضية طعامه وشرابه، فهو قد يأكل الجيفة ويشرب الماء الاسن.

إذا.. فما هو الفرق بين الإنسان والحيوان؟

لا فرق بين الإنسان والحيوان اذا ما كان الإنسان كالحيوان.. يمشي ليجد طعاما يأكله.. ويأكل ليمشي.. ويمشي ويمشي، ثم ينام ويجلس وهكذا.

بل –واحيانا- يكون الحيوان افضل من الإنسان الذي اتخذ الهه هواه، يقول الله عز وجل في القران الحكيم :{أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} [الفرقان:43ـ44].

إن الإنسان الذي يأتي إلى الحياة الدنيا، ولا يكون شغله فيها إلا تحويل الطيبات إلى خبائث، فقط ، ان هذا الإنسان لن يكون افضل من تلك البقرة التي تدر الحليب واللبن ثم – بعد ذلك - تقدم جسدها لحماً طرياً ليأكله الناس.

نعم.. الإنسان افضل من الحيوان –وبدرجة لا تقاس- اذا ما كان الإنسان صالحا في هذه الحياة الدنيا.

والإنسان الصالح يختلف عن الإنسان السيء باختلاف اهدافه ووظيفته في الحياة، فهو جاء للحياة من اجل الصلاح والعمل الصالح.

ولذلك قال الله (عزل وجل) مخاطبا اصحاب الرسالات :

{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} [المؤمنون: 51].

فلا إشكال من أكل الطيبات، لكسب القوة والنشاط.. ليس للخلود إلى مزيد من النوم والراحة – كما تفعله الحيوانات - وإنما من أجل مزيد من التحرك والعمل الصالح.

ومن هنا فليس من الصحيح ان ننجب ابناءً لكي يأكلوا جيدا ويمشوا جيدا ويناموا جيدا ثم يموتوا كما تموت الثعالب والديدان.

وانما المطلوب منا ان ننشئ ابناءً صالحين رساليين يعملون على تحقيق اهداف الله (عز وجل) ورسله في الحياة.

وما اعظم من ان يكون ابنك صالحاً !

انها درجة عالية، وعالية جداً ان يكون الإنسان كذلك.

حتى الانبياء كانوا يطلبون من الله (تعالى) ان يلحقهم بالصالحين.

يقول النبي ابراهيم (عليه السلام) في دعائه :

{رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [الشعراء: 83] .

ويقول النبي سليمان – كما جاء في القران الكريم- :

{وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} [النمل: 19].

وكما يقول الله (عزل وجل) فإن أفضل الناس جميعا هم اولئك المؤمنون العاملون بالصالحات :

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} [البينة: 7].

ويقول (عز وجل) :

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ} [لقمان: 8].

ونحن نقرأ الدعاء –المروي عن الامام السجاد (عليه السلام) – ونقول :

((اللهم حبب إليّ لقاءك، واجعل لي في لقائك خير الرحمة والبركة..

وألحقني بالصالحين، ولا تخزني مع الأشرار..

وألحقني بالصالح من مضى ..

واجعلني مع صالح من بقي ..

وخذ بي سبيل الصالحين..

وأعني على نفسي بما تعين به الصالحين على أنفسهم)).

ولذلك يقول رسول الله (صلى الله عليه واله) :

(الولد الصالح ريحانة من رياحين الجنة).

ويقول الامام الصادق (عليه السلام) : (ميزان الله من عبده المؤمن ولد صالح يستغفر له).

والسؤال الان : كيف ننشئ الابناء الصالحين؟

ومن هو الإنسان الصالح قبل ذلك؟

الجواب :

الإنسان الصالح – حسب التعريف القرآني- هو الإنسان الذي يحقق في نفسه الشرطين التاليين :

الاول : الايمان.

الثاني : العمل الصالح.

يقول الله عز وجل :{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ} [العنكبوت: 9].

ويقول تعالى : {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 1 - 3].

فكل إنسان خاسر في صفقة الحياة، لو لم يكن مؤمناً ويعمل الصالحات والإيمان – في نظر الإسلام - إلتزام فكري بين الإنسان وبين الله، وهو وسيلة من أجل بناء المجتمع الصالح السعيد الذي تنبع مقاييسه جميعاً من مثله العليا.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.