الخدمات الترويحية:

تعد المدينة اليوم الصورة المتكاملة لمجموع الخدمات والوظائف التي تقدمها لسكانها وسكان إقليمها كالخدمات الصحية والتعليمية التي ذكرناها سلفا ومن الخدمات الأخرى التي لم تحظى بدراسات مستفيضة من الباحثين في الجغرافية وغير الجغرافية إلا وهي (الخدمات الترويحية) والواضح إن الجغرافيين قد اهتموا بالخدمات ذات الجانب الاقتصادي كالتجارية والصناعية متناسين إن الخدمات الترويحية نشاط اقتصادي بحت في مدن اليوم إذ تعد الخدمات الترويحية مهمة في حياة الإنسان لما لها من اثار كبيرة على تصرفات الإنسان وإبداعاته فضلا عن إن أنها تكسب المدينة مظهر حضاري جميل وتعكس صورة البلد في مواكبته لكل جديد في جانب تخطيط المدن، لذا نجد ها قد حظيت في الآونة الأخيرة في الدراسات المتعلقة بالترويح (الترفيه) والسياحة بالاهتمام الكبير على المستوى المحلي والعالمي فقد أولت الهيئات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية لهذا الجانب اهمية كبيرة لما لها من دور بين الأنشطة الاقتصادية المتميزة لما تدره من عوائد مالية ومعنوية وحضارية تدعم الدخل القومي لدى الكثير من دول العالم فضلا عن أهميتها في تلبية رغبات الإفراد الروحية والنفسية والاجتماعية والمعرفة والثقافة على مستوى الفرد، ويمكن توضيح بعض المفاهيم الخاصة بالترويح:

1- تعرف على أنها نشاط مرن مختار طواعية لذاته تحت تأثير عوامل طبيعية وبشرية وتمارس من خلال وقت الفراغ إما فرديا أو جماعيا وتنتج عنه اثار اجتماعية واقتصادية على مستوى الإفراد والمجتمعات.

2- وتعرف على أنها نمط من الخبرة ذات شكل خاص من النشاط يقصد من ورائه اللهو بمختلف أنواعه ولا يقصد بها اللعب مثل الموسيقى والمسرح وكل نشاط أخرفيه حرية عند مزاولته وخاصة النشاط المبدع الذي يؤدي وفق خبرة ودراية معينة.

3- وتعرف على أنها كل الأنشطة والفعاليات التي يمارسها الإفراد لقضاء أوقات فراغهم وأيام العطل والإجازات كترويح عن النفس وتغير الجو من الروتين في العمل والدراسة إلى الاسترخاء والتمتع بالنظر إلى المناظر الجميلة (الطبيعية والبشرية والحضارية) بقصد المتعة والتسلية.