أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2015
1742
التاريخ: 23-09-2014
1719
التاريخ: 2023-04-27
1358
التاريخ: 23-09-2014
1906
|
في بيان أنّ توحيد الحقّ تعالى شأنه، واستجماع ذاته لكلّ الكمالات، هو من الامور الفطرية. ومع أنّ هذا الأمر يتضح بلحاظ ما تمّ ذكره في المقام الأوّل، إلّا أنّنا سنبرهن عليه هنا ببيان آخر.
اعلم أنّ من ضروب الفطرة التي {فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا } [الروم: 30] ، هي فطرة النفور من النقص. لذا ترى الإنسان يتنفّر من كلّ شيء إذا ما وجد فيه نقصا وعيبا. وبذلك يثبت أنّ العيب والنقص هما ممّا تنفر منهما الفطرة، تماما كما هي تنجذب إلى الكمال المطلق. فإذن ينبغي للفطرة أن تتّجه إلى «الواحد» و«الأحد» لأنّ كلّ كثير ومركّب ناقص، والكثرة لا تكون غير محدودة [و من ثمّ فهي ناقصة لأنّها محدودة] وما هو ناقص لا تنجذب إليه الفطرة، بل تنفر منه. وبذلك يثبت التوحيد من خلال هاتين الفطرتين؛ فطرة التعلّق بالكمال والرغبة فيه وفطرة التنفّر من النقص والعزوف عنه. بل يثبت هذا الدليل الفطري أيضا استجماع الحقّ لكلّ الكمالات وخلوّ الذات المقدّسة من كلّ نقص.
من هنا تعدّ سورة التوحيد المباركة التي تنعت صفات الحقّ جلّ وعلا؛ تعدّ الهوية المطلقة التي تتّجه إليها الفطرة، والتي عبّرت عنها السورة المباركة بكلمة «هو» المباركة، برهانا على الصفات الستّ المذكورة بعدها. فبحسب هذه الإشارة التي أدلى بها شيخنا الجليل روحي فداه [يعني به الشاهآبادي] ما دامت ذاته المقدّسة هوية مطلقة، والهوية المطلقة يجب أن تكون كاملة مطلقة، وإلّا لكانت هوية محدودة، ومن ثمّ فهي مستجمعة لكلّ الكمالات، فإذن هي «اللّه». وفي عين استجماعه للكمالات كلها فهو بسيط، وإلّا لما كان هوية مطلقة، فإذن هو «أحد»، و لازم الأحدية الواحدية. ولما كانت الهوية المطلقة المستجمعة للكمالات كلها منزّهة عن جميع النقائص التي تعود بأجمعها إلى الماهية، فإذا تلك الذات المقدسة هي «الصمد» وليست جوفاء. ولما كانت تلك الذات هوية مطلقة فلا يولد منها شيء ولا ينفصل عنها شيء {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} [الإخلاص: 3] ولا ينفصل هو عن شيء، بل هو مبدأ الأشياء كلها ومرجع تمام الموجودات، بدون الانفصال الذي يوجب النقصان. أخيرا ما دامت الهوية مطلقة فلا كفو لها {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 4] إذ لا يتصوّر التكرار في صرف الكمال. فإذا السورة المباركة [الإخلاص] هي من أحكام الفطرة، وممّا جاء في نعت الحقّ تعالى.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|