المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



مميزات المنهج‏ القرآني  
  
5266   03:05 مساءاً   التاريخ: 5-05-2015
المؤلف : الشيخ عبد الشهيد الستراوي
الكتاب أو المصدر : القران نهج وحضارة
الجزء والصفحة : ص121-127.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / مواضيع عامة في علوم القرآن /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-08 295
التاريخ: 1-03-2015 2968
التاريخ: 2024-02-25 985
التاريخ: 9-11-2014 2943

اولا  : وحدة المصدر وجهته

ظاهرة الوحي لم تكن ظاهرة جديدة، بل هي ظاهرة تكررت حينما أيّد اللّه أنبياءه، الذين اختارهم قبل النبي (صلى الله عليه واله وسلم)، فهي متماثلة عند الجميع، لأن مصدرها واحد وغايتها واحدة، كما ذكر ذلك ربّنا سبحانه وتعالى في كتابه قائلا : {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (163) وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء : 163، 164]

فهذه الظاهرة متكررة على كل الأنبياء، التي حرص القرآن على ذكرها، إنما يريد أن يبين أن مصدرها واحد، وأن القرآن ما هو إلا كتاب نزل به الوحي على قلب النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) من عند اللّه عز وجل. فقال ربّنا سبحانه وتعالى : {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } [النجم : 4]

وقال أيضا {قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي } [الأعراف : 203]

وظاهرة الوحي تدلل على أصالة هذا المنهج الرباني، وانه لا خلاف في صدوره من جهة واحدة وهو اللّه سبحانه وتعالى، فما علينا إلا أن نتعرف على القرآن من خلال ما مضى من حديث، وما سيأتي، حتى نستطيع أن ندرك‏ حقيقة القرآن عن طريق هذه المعرفة الشاملة.

يقول آية اللّه مرتضى المطهري :- «عند ما نقرأ عن القرآن تتضح لنا أصالات القرآن الثلاث :

الأصالة الأولى : أصالة الانتساب أي أننا بغير أن يخامرنا أدنى شك، أو أن نحتاج إلى دراسة النسخ القديمة، نكون واثقين بأن ما يقرأ اليوم باسم القرآن المجيد، هو الكتاب عينه الذي نزل على محمد بن عبد اللّه (صلى الله عليه واله وسلم).

الأصالة الثانية : هي أصالة المحتوى أي أن المعارف القرآنية ليست ملتقطة ولا مقتبسة بل هي مبتكرة، والتحقيق في هذا الجانب تتكفل به المعرفة التحليلية.

الأصالة الثالثة : هي الأصالة الإلهية أي أن هذه المعارف قد فاضت مما وراء أفق الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) الذهني والفكري، وانه لم يكن سوى ناقل هذا الوحي، ومبلّغ هذه الرسالة، وهذا ما تتكفل به معرفة أصل القرآن» (1)

وقد اعتمدت ظاهرة الوحي على فكرة التوحيد للّه عز وجل، فهو المصدر الأول لهذا الكون، والجهة الأولى في إفاضته لهذا الوجود، فكانت الدعوة إليه والتوجيه والعبادة إليه وحده، واستلهام مناهج الحياة منه فكانت تلك نقطة قوة في المنهج الرباني فيكون الثبات وعدم الاختلاف، وحينها لا نرى إلا الانسجام التام بين آيات القرآن وعدم التناقض في أحكامه، وتوافقه مع فطرة الإنسان وطبيعته.

«ثمة نقطة مهمة يجب ملاحظتها عند دراسة القرآن، والبحث فيه، وهي أن مجموع آيات القرآن تؤلف بنيانا متماسك الأجزاء، أي إننا لو أخذنا آية واحدة، وأردنا أن نفهم هذه الآية لوحدها فلن نكون قد اتخذنا سبيلا سويا، لا شك إن فهمنا لتلك الآية قد يكون صحيحا، ولكنه عمل غير سليم، فالقرآن يفسر بعضه بعضا، وهذا ما أيده الأئمة الأطهار، حسبما ورد على لسان كبار المفسرين، إن للقرآن طريقة خاصة في بيان المسائل، ففي كثير من الأحيان يكون للآية إذا أخذت منفردة مفهوما يختلف كل الاختلاف عن مفهومها إذا ما وضعت إلى جنب الآيات المشابهة لها في المضمون» (2)

ولعل توحيد اللّه عز وجل هو في عدم قبول أي شي‏ء من غيره سبحانه وتعالى وانه المعبود الذي تتوجه إليه الخلائق في كل شي‏ء.

هذه الفكرة هي الأصل الأول للإنسان في وجوده في الحياة.

والتوحيد في الثقافة الإسلامية فكرة لها معنى واسع، ومعالم واضحة، وأبعاد شاملة، وهي بمثابة القاعدة الأولى للمنهج الإسلامي حيث تعنى الاعتقاد ببطلان كل الأنظمة، والمناهج الغربية، والشرقية الملفقة، وعدم الإيمان بالأساليب التي يصنعها عقل الإنسان القاصر.

التوحيد يعنى التسليم الكامل والمطلق لكل التعاليم الإلهية التي جاءت في كتاب اللّه والإذعان لها واعتبارها منهجا للمسيرة والحركة في الحياة.

التوحيد يعنى التطبيق العملي في السياسة والاقتصاد والمجتمع.

فالسياسة التوحيدية هي في رفض كل الأصنام البشرية، وقطع الروابط والعلاقات التي تؤدي إلى تسلط الأجنبي على المسلمين، وعدم الارتباط بأي قوة تحرف مسيرتنا عن جادة الحق. والاقتصاد التوحيدي يتمثل في تطبيق الأحكام في الثروة والإنتاج والتوزيع والاستهلاك والإدارة، وعدم الإجحاف بحق الإنسان، وجعله يعيش حرا كريما وفق قيم العدالة في توزيع الثروة.

والمجتمع التوحيدي المتمثل في القيادة المنتخبة على أساس القيم القرآنية والموازين الدينية كالعلم والتقوى والجهاد والأمانة والشجاعة لا على أسس غير إلهية بعيدة عن الدين مرتبطة بالهوى أو القوم أو العنصر أو العشيرة أو الدم، وهذا المجتمع القائم على التوحيد يمثل النظام الإلهي النابع من الرسالة الذي يسود بين الناس على أساس الصفاء، وقلع جذور الفساد، وتساوى الناس أمام القانون.

قال تعالى : {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا} [البقرة : 256] .

إذا كان كل ذلك يجمعه التوحيد، ويكون منطلقا لها، فهو يتجلى إذا في وحدة المصدر، وهذا ما يمتاز به المنهج القرآني، فهو منهج صدر من جهة واحدة، فهو اعرف بطبيعة الإنسان، وفطرته، وما يحتاج إليه في الحياة الدنيا.

ثانيا  : اعتماد الحق

من المميزات المهمة التي تميز المنهج القرآني هو اعتماده الحق كقاعدة وركيزة أساسية في توجيه خطابه إلى الإنسان المفطور على قبول الحق والخضوع له في الباطن، وإن أظهر خلافه في الظاهر.

«والحق هو الثبات الذي لا يسوغ إنكاره» (3) ونعنى به الخط الثابت في الحياة والواضح الذي لا تشوبه شائبة، وهو لا يحتاج إلى بيان فيكون اتباعه من الأمور المرتكزة في الفطرة الإنسانية، وباتباعه يحكم العقل أيضا، فالواجب على الإنسان أن يتبع الحق، ويتبع الهادي إليه وهو العقل، لأن اتباعه إتباع لنفس الحق، وحيث أن الإنسان في الحياة يريد علما ثابتا وخطا واضحا يرسم له معالم حياته ويعتمده منهجا لها، وتكون ركيزته التي يعتمد عليها، وليس هناك غير الحق.

وقد اعتمد القرآن الكريم في منهجه على هذه القاعدة واعتبرها ركيزة أساسية، فنجد اللّه سبحانه وتعالى يصف القرآن بالحق دائما، وأنها هي الحقيقة، التي قام عليها المنهج القرآني. فيقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :

{وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا } [الإسراء : 105]

{وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ} [فاطر : 31]

{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ} [محمد : 2]

{إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ } [النساء : 105]

{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } [المائدة : 48]

{قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ} [النحل : 102]

{اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ } [الشورى : 17]

{هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ} [الجاثية : 29]

ولعل أكثر من مائة آية وردت في القرآن الكريم تصفه بهذه الصفة، بل آيات القرآن هكذا وصفت رسالات اللّه، حيث اعتبرها القرآن أنها ارتكزت عليه، وجعلته مقياسا في فهم المنهج القرآني، ولعل الحق هو القاعدة المنهجية التي يجب أن يتبعها الإنسان لفهم الحقيقة والوصول إليها، فحينما تقرأ كتاب اللّه وتتلو هذه الآيات ترى أنها تتحدث عن حقائق كبيرة، ومن ضمنها الحقيقة القرآنية الكبرى التي تفصل لنا ذلك المنهج الأسمى الذي يرسم للإنسان من خلال تلك القيم البرامج، والخطط الحكيمة، ويحمله مسئولية الإيمان باللّه والالتزام به، فيشرح صدره لفهم الواقع المعاش ووضوح الرؤية للمستقبل البعيد.

«القرآن هو كتاب الحق، فهو لا يحدّثنا عن المظاهر الخارجية للحقائق إلا بشكل مقتضب بل يحدثنا عن القيم والسنن وعن الخلفيات والقواعد الحقة، فإذا حدثنا (سبحانه وتعالى) عن مواجهة الإيمان والمؤمنين للكفر والكافرين فإنه لا يحدثنا عن طبقة معينة في مكان محدد بل يفصل لنا القول عن الإيمان كإيمان والكفر ككفر، ويحدثنا عن واقع الإيمان والكفر وحقيقتهما لا عن مظاهرهما ومصاديقهما (4)

القرآن اعتمد في مفاهيمه ورؤاه الحق، والإنسان الذي يريد أن يتّبع منهجا ثابتا ومنهجا قويما لا اعوجاج فيه ولا انحراف، فانه لن يجد ذلك إلا في كتاب اللّه. قال سبحانه وتعالى : {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا} [الكهف : 1]  فالحق لا عوج فيه، والقرآن هو الحق، كما يقول سبحانه : {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [البقرة : 147] وقد خاطب القرآن، أولئك الذين كانوا في عهد رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم)، ولم يؤمنوا به، أن يجعلوا الحق الذي جبلت عليه فطرة الإنسان مقياسا لهم في معرفة الخير من الشر، للابتعاد عن الكفر إلى الإيمان. فقال سبحانه وتعالى : {ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ } [محمد : 3]. وقال أيضا { وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ} [الأنعام : 66] .أي كذبوا بالقرآن مع أنه الحق. وقال أيضا { يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ} [الأنفال : 6]

________________

1.  معرفة القرآن ص 30 .

2.  معرفة القرآن ص 33 .

3 .التعريفات ص 40 .

4 .القرآن حكمة الحياة ص 96 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .