المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



المجال الاجتماعي في التربية  
  
2467   10:38 صباحاً   التاريخ: 25-12-2020
المؤلف : السيد نذير الحسيني
الكتاب أو المصدر : فلسفة التربية في الإسلام
الجزء والصفحة : ص91ـ93
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-4-2016 2712
التاريخ: 18-7-2022 1811
التاريخ: 29-1-2017 2211
التاريخ: 30-1-2017 2280

الهدف الأساسي للتربية الإسلامية هي إيجاد الإنسان المسلم ، والأسرة المسلمة، والمجتمع المسلم وبما أن الإنسان يتجه نحو الاجتماع بطبعه، فلابد لأي فلسفة تريد لنفسها البقاء والاستمرار الاعتناء بهذا الوجود الاجتماعي للفرد وتقنينه ووضع الأطر والتوصيات اللازمة له ، فالإسلام أوجد منظومة ضبط اجتماعية، تبدأ من داخل الإنسان وتمر بالأسرة وتنتهي بالمجتمع.

أما بالنسبة للإنسان فقد ركزت التربية الاسلامية على تنشيط دور الضمير الإنساني، والواعز الداخلي كي يحاسب صاحبه عن أي عمل من الأعمال يقوم به ليلاً أو نهاراً ، وهذا من مختصات التربية الاسلامية التي أعطت لهذا العالم دور فعال، وحذرته من أن الإفلات من الجزاء القانوني الديني لا يعني نهاية العقوبة فهنالك وقفة أخرى أمام الحق تباكر وتعالى وهذا ما خلت منه الفلسفات الاخرى في مناهجها التربوية لخلوها عن الوعود الجزائية في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، أما بالنسبة للأسرة فهي لبنة المجتمع الأساسية في نظر الاسلام؛ فقد شرع لها أحكام لتنظيم العلاقات الأسرية داخل الأسرة الواحدة كقوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21].

ونظم أيضاً علاقة الرجل بالمرأة ووضع قانون الإحسان وجعله الحاكم في هذه العلاقة: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19].

وأمر المرأة بطاعة زوجها: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} [النساء: 34].

ونظم علاقة الأولاد بآبائهم فقال عز من قال: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14].

فوضع الإسلام لكل العلاقات القائمة داخل الأسرة الواحدة قوانين وانظمة سواء كانت هذه العلاقات بين الزوج وزوجته أو بين الأخ وأخيه أو بين الأب وابنه وغير ذلك من العلاقات الأسرية الأخرى، وحتى قانون الوراثة والتوارث الرائع الذي نظمه الإسلام داخل الأسرة والأقارب ففيه ما يدل على روعة هذا التنظيم لبناء أسرة مسلمة تكون نواة للمجتمع المسلم.

ومن ثم انطلق إلى المجتمع ووضع له حقوق وواجبات فقال عز وجل: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا } [النساء: 36].

ونحن لا نريد أن نستعرض التقنينات الاجتماعية في الإسلام إلا بقدر الإشارة على الاهتمام المتزايد للتربية الإسلامية بالجانب الاجتماعي في الحياة الإنسانية، بحيث جعل من الفرد الاجتماعي ميداناً لقوانينه التربوية، فأصبح الإنسان في كنف الاسلام مسؤولاً عن مجتمعه، ومسؤولاً عن النهوض به إلى الهدف المرجوة منه.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.